ارتفعت أسعار النفط اليوم، مع توقعات «أوبك» بنمو قوي نسبياً في الطلب العالمي على النفط على مدى العامين المقبلين، وتعطل بعض عمليات إنتاج النفط في الولايات المتحدة بسبب الطقس البارد.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً إلى 78.16 دولاراً للبرميل، كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 34 سنتاً إلى 72.90 دولاراً.
وقالت «أوبك» في تقرير شهري، إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع 1.85 مليون برميل يوميا إلى 106.21 ملايين برميل يومياً في 2025، أما بالنسبة لعام 2024 فتتوقع «أوبك» نمو الطلب 2.25 مليون برميل يومياً، وهي توقعات تماثل التي أصدرتها الشهر الماضي.
وفي الوقت نفسه، قالت ولاية نورث داكوتا، إن درجات الحرارة التي انخفضت إلى ما دون الصفر تسببت في تراجع إنتاج النفط هناك بما يتراوح بين 650 ألف إلى 700 ألف برميل يومياً، أي أقل من نصف الإنتاج المعتاد. ونورث داكوتا من أكبر الولايات الأميركية المنتجة للنفط.
ووفقاً لمصادر في السوق نقلاً عن أرقام معهد البترول الأميركي، أمس، ارتفعت مخزونات الخام المحلية الأسبوع الماضي 480 ألف برميل.
وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول لـ«رويترز»، على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، الأربعاء، إن الوكالة تتوقع أن تكون أسواق النفط في «وضع مريح ومتوازن» هذا العام، رغم التوتر في الشرق الأوسط، وسط زيادة الإمدادات وتباطؤ توقعات نمو الطلب.
ورفعت وكالة الطاقة الدولية مجدداً، اليوم، توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024، لكن توقعاتها لاتزال أقل كثيراً من نظيرتها من «أوبك».
وتنبأت الوكالة، ومقرها باريس، في ثالث رفع شهري على التوالي أن يرتفع الاستهلاك العالمي للنفط بمقدار 1.23 مليون برميل يومياً في 2024 مقارنة مع توقع «أوبك» بزيادته 2.25 مليون برميل.
وهناك اختلافات وخلافات بين وكالة الطاقة الدولية و»أوبك» في السنوات القليلة الماضية على ملفات مثل الطلب على المدى الطويل والحاجة للاستثمار في إمدادات جديدة.
وجاء أحدث تعديل بالرفع لتوقعات النمو من وكالة الطاقة الدولية، الذي يشكل زيادة مقدارها 180 ألف برميل عن التوقع السابق، استناداً إلى تحسن النمو الاقتصادي العالمي وانخفاض أسعار الخام في الربع الرابع، إضافة إلى توسع الصين في قطاع البتروكيماويات.
وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري ليناير «تحسن إلى حد ما التوافق بشأن المستقبل الاقتصادي خلال الأشهر القليلة الماضية في أعقاب التحول في الآونة الأخيرة في سياسات البنوك المركزية».
وأضافت «يمثل انخفاض أسعار النفط في الربع الرابع من 2023 عامل دفع إضافي».
وقالت وكالة الطاقة الدولية، إن الانخفاض المتوقع بمقدار النصف في معدل نمو الطلب على أساس سنوي في 2024 جاء نتيجة عدم اكتمال التعافي بعد الجائحة والنمو المتواضع لاقتصادات كبرى وتحسن كفاءة الطاقة، والزيادة الكبيرة في عدد السيارات الكهربائية.
وأربك التوتر الجيوسياسي المتصاعد في منطقة الشرق الأوسط الأسواق، وتقول الوكالة إن المنطقة يمر منها ثلث تجارة النفط المنقول بحراً في العالم.
وقالت الوكالة إنه باستثناء التعطل الكبير لتدفقات النفط من تلك المنطقة بسبب الأحداث الجارية «يبدو أن إمدادات جيدة ستصل السوق في 2024» حتى على الرغم من تطبيق «أوبك» وتكتل «أوبك+» لسلسلة من عمليات خفض الإنتاج منذ أواخر 2022 لدعم السوق. وأول خفض جديد لأول ربع من العام دخل حيز التنفيذ هذا الشهر.
وتوقعت الوكالة أن تلك التخفيضات قد تجعل الأسواق تميل للشعور بعجز محدود في الإمدادات في بداية العام لكن النمو القوي من منتجين خارج «أوبك+» منهم الولايات المتحدة والبرازيل وجويانا يمكن أن يؤدي لفائض كبير حال التخلي عن عمليات الخفض الطوعية في الربع الثاني من العام.