الشيف العالمي غيوم غوميز: الطبخ فن وجسر ثقافي بين الشعوب
سفير الطهي لـ «الجريدة•»: المطبخ الكويتي متنوع وذو مذاق رائع
وفي جولته حول العالم، التي تضمنت الكويت، لنشر ثقافة المطبخ الفرنسي وفن الطهي، حضر غوميز فعاليات معرض هوريكا الكويت في دورته الـ 12، وكان لـ «الجريدة» معه هذا اللقاء:
• ما أبرز ما يميز المطبخ الفرنسي عن غيره من مطابخ العالم؟
- المطبخ الفرنسي محبوب، ومعترف به عالمياً، ولعل أهم ما يميز أسلوب الطبخ الفرنسي أنه يسمح له بالتكيف في جميع أنحاء العالم، حيث تطوَّر على مر القرون، من خلال مواجهته لتطور التقنيات، وأيضاً تطورت مجموعة المنتجات التي أثرينا بها أطباقنا؛ غالباً بالاكتشافات، وأحياناً بالانفتاحات، ما يعني أن فن الطهي الفرنسي منفتح اليوم على العالم، ويتناسب بشكل جيد مع جميع المطابخ والثقافات الأخرى.
• هل الطهي يعتبر فناً؟
- بالتأكيد فن، وكما يُقال في كثير من الأحيان، هو جسر ثقافي بين الشعوب، وبين الناس، ويخلق روابط قوية، فالغذاء أهم شيء للإنسان بعد التنفس، ويحقق للنفس سعادة كبيرة، كما أن الشعوب تعيش أجواء حين نحتفل بالأحداث الكبرى حول طاولة الطعام، وهناك شعار في نادي الطهاة الذي أسسه جيل براغارد والذي يجمع طهاة الدولة، يقوم على مبدأ «إذا انقسمت السياسة والرجال، فالطعام الجيد يوحدهم دائماً»، لذلك هناك دائماً فرصة جيدة للجلوس على الطاولة، وأن نتوحد جميعاً على شيء واحد، اعتماداً على الأطباق والمأكولات التي سنقدمها، فهو شيء يسعد الجميع.
وما يميز هذا الفن عن غيره من الفنون، أنه سهل الوصول إليه، ومفهوم للناس، فالموسيقى والرسم تختلف حولهما الآراء. أما الطعام، فلا يوجد اختلاف على أهميته وتأثيره السعيد في حياتنا.
• أمضيت 25 عاماً في الإليزيه، وقد أتيحت لي فرصة العمل مع 4 رؤساء؛ جاك شيراك، ونيكولا ساركوزي، وفرانسوا هولاند، وإيمانويل ماكرون.. كيف تصف تلك التجربة؟
- اليوم لم يعد دوري هو دور الطاهي، بل أصبحت سفيراً لفن الطهي، والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، لذلك فإن دوري هو تنشيط قطاع فن الطهي بأكمله، والترويج له أيضاً، ومن خلال هذا القطاع بالطبع تعزيز دور المنتجين والمزارعين، والحرفيين، والموزعين، وأصحاب الفنادق، لذلك فإن وجودي هنا في الكويت، والمشاركة في فعاليات معرض هيوريكا، يمثل نوعاً من أنواع الدعم لفن وصانعي الطهي حول العالم، ومن قلب الكويت، وأيضاً لدعم العاملين بهذا القطاع، والطهاة الشباب الذين شاركوا في مسابقات الطبخ.
لقد أراد رئيس الجمهورية، من خلال تعييني، التأكيد على قوة دبلوماسية الطهي والطعام، وتعزيز الروابط الثقافية مع الشعوب عن طريق فن الطهي، ليكون جسراً ممتداً بين المجتمعات كأداة تأثير قوية وناعمة. إن فن الطهي يسمح لنا بفتح الأبواب الدبلوماسية والسياسية.
• كيف ترى الاهتمام بفن الطبخ في الكويت؟
- أرى هذا الاهتمام في معرض مثل «هيوريكا» بالكويت، فالديناميكية التي يمكن خلقها حول مسابقات الطهي، وإقبال رواد الأعمال من عوالم مختلفة تماماً، وبعضهم بعيد جداً عن فن الطهي وصناعة الفنادق، يعكس أن الطعام هو ما سيوحدنا يومياً.
في الكويت، تم استقبالنا بشكل جيد جداً، ومن الواضح أن الكويتيين يحبون فرنسا، ويحبون الطهي على الطريقة الفرنسية، كما التقيت كويتيين مهتمين حقاً بتطوير فن الطهي العالمي، والكثير من الكويتيين يعرفون العلامات التجارية الفرنسية. وبالنسبة لفرنسا، هم زبائن رائعون، ولديهم معايير عالية من الجودة، لأن المنتج الفرنسي بالنسبة لهم مرادف للجودة، فالكويتي شخص يعرف الجودة، التي نراها في البنية التحتية، ومعدات الفنادق، والمنتجات المقدمة، وحتى المنتجات الغذائية الزراعية بالكويت أو المستوردة من دول أخرى كلها ذات جودة عالية، لذا أعتقد أن هناك صداقة قوية يجب الحفاظ عليها بين الكويت وفرنسا من وجهة النظر هذه فيما يتعلق بفن الطهي والطعام، كما تشرفت بحضور مؤتمر مثير للاهتمام مع 5 طاهيات كويتيات، واكتشفت أنهن يبحثن عن نظام غذائي أكثر التزاماً، من حيث البيئة، والمجتمع، وجودة المنتج، وهو ما يؤدي إلى طهي جيد.
• هل تذوقت أطباقاً كويتية؟
- أحب المطبخ الكويتي، فهو متنوع إلى حد كبير وذو مذاق رائع، كما أن الكويت غنية بالمطاعم المتنوعة، ومشهورة جداً بمأكولات الأسماك والمأكولات البحرية، فهي سوق غذائي رائع، لذلك أرى الكثير من رواد الأعمال الفرنسيين يعملون بالسوق الكويتي، وأحدهم في بيع الخردل وزيت الجوز، لذلك أعتقد أن معرض مثل هيوريكا يدعم التواجد القوي للكويت في فن الطهي، حيث يسمح للطهاة والوفود الفرنسية بالقدوم، كما آمل في العام المقبل تعزيز معرض الشوكولاتة، والذي سيسمح لطهاة المعجنات الفرنسية المشهورين عالمياً بالقدوم واكتشاف الكويت وفن الطهي الكويتي، من أجل المزيد من التبادل.
• ما رأيك في مشاركات الشباب بمسابقات الطبخ داخل المعرض؟
- نحن هنا لتقديم المشورة، وتبادل الخبرات مع الطهاة الكويتيين، خصوصاً الشباب في المسابقات، فقد وجدت اهتماماً كبيراً منهم للتعلم والتطور، كما أن البعض لا يجرؤ على المنافسة، وما أقوله للشباب الكويتي، من عالم فن الطهي وصناعة الفنادق، إنه يجب أن تتجرأ، فمن الجيد أن نأتي ونواجه أنفسنا، وهناك دائماً أشياء يجب تحسينها، من أجل مستقبل فن الطهي الكويتي، فالشباب هنا لديهم رؤية لفن الطهي، ولديهم هوية وانتماء لثقافتهم الكويتية ومنتجاتهم المحلية، لكنني أنصح كل شاب: ثق بنفسك، لديك ماضٍ، وتاريخ، وثقافة معينة، مع فن الطبخ الجميل، فقط أنت بحاجة إلى تحديد هويتك، لا تخلط كل شيء، كما أن المشاركة في مسابقات مثل تلك المقدمة في «هيوريكا» ستسمح لك بتسليط الضوء عندما يكون لديك طهاة عالميون يأتون إلى هنا، مثل الفرنسيين العالميين كريستوف مارجين، وتوك بلانش ليونيز، وهنا يمكن اكتشاف نجوم المستقبل في المطبخ الكويتي، وبعد ذلك عليك أن تقوم بالتصدير، لأنه لكي تكون معروفاً ومعترفاً بك في جميع أنحاء العالم، يجب على وسائل الإعلام أن تتحدث عنك، وهناك دائماً ستجد جمهورك المُحب لهذا الفن. يجب أن يكون الجميع قادرين على تناول الطعام فيما يتعلق بأرضهم، وتاريخهم، ومجتمعهم، وهذا أمر جيد جداً، وهو ما نبحث عنه عندما نأتي إلى بلدان لها تاريخ وهوية مثل الكويت، لكن أيضاً لدينا شغف للتذوق والتعرف على الثقافات الأخرى.