هناك من يطلون برؤوسهم كالأفاعي ليبثوا سمومهم وينشروا شائعاتهم وفتاواهم، ويسكبوا الزيت على النار لإشعال فتيل أي خلاف أو اختلاف حتى في وجهات النظر بين طرفين، مهما كانت القضية الدائرة بينهما، وهؤلاء حريصون على متابعة بعض البارزين على الساحة في مختلف أطيافها سواء على الصعيد السياسي أو الثقافي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو غيره، لأن عمل هؤلاء هو خلط الأوراق وصنع الدسائس لإشعال الخلافات عبر نشرهم معلومات مغلوطة أو الدخول في الوسط لممارسة هواية القيل والقال، ونقل الأخبار غير الصحيحة، حتى يدب الخلاف وتحدث بعدها المعارك الطاحنة في وسائل التواصل الاجتماعي.
هؤلاء يعتاشون على صنع الدسائس والمكائد وإثارة البلبلة للاستمرار في محتواهم الفارغ، للفت الأنظار لعلهم يجدون من يثريهم بالهبات والهدايا وتحويلهم إلى أداة بيده طالما هم ينتقلون في كل مرحلة من معزب الى آخر طالما عمليات الصرف مستمرة.
وهناك من يريد أن يكون له شأنٌ وتأثيرٌ، فتجده يصنع المخيلات ويسرد الأحلام ويوهم الآخرين بها قدر المستطاع لزيادة عدد المتابعين حتى يسطع نجمه، ويصبح ضمن المشاهير ليفتح له بابا لجني الأموال أيا كان مصدرها ومن خلفها، طالما هناك ضخ مستمر.
أما المخروش وهو شخص بربع عقل، فلا حدود عنده، ولا يميز بين الصح والخطأ، ويخلط الحابل بالنابل، ولا يعي الصالح من الطالح، لأن تفكيره يقف عند حد معين، واستيعابه ناقص، وفهمه على قدر ما يدور في مخيلته من أوهام.
والمسؤولية هنا لا تقع على هؤلاء السفهاء بل يشارك فيها من يتأثر بهم ويساعدهم ويدعمهم، ويسلك مسارهم، ويروج لمعلوماتهم المغلوطة التي يجب الوقوف عندها مراراً وتكراراً لمعرفة لمصلحة من تصب، والهدف وراءها وتوقيتها ومدى صحتها، وغيرها من الأمور التي يجب على المتابع الحذر منها حتى لا يقع في المحظور، ويكون جزءاً من أي مخالفة ترتكب عبر ما ينشر، فهناك من يتجاوز كل الحدود، ولا يلتفت إلى ضوابط ولا يحترم قانونا، بل أصبحت البذاءة والوقاحة العلنية ديدنه في كل ما يكتب وينشر.
آخر السطر:
ليس كل ما يعرف يقال، وليس كل ما يكتب حقيقة.