إسرائيل تواجه معضلة أنفاق خان يونس ومساعٍ لسحب الثقة من حكومة نتنياهو
قُتل 173 فلسطينياً في غارات إسرائيلية استهدفت عموم قطاع غزة، وخصوصاً المناطق الجنوبية حيث يكثف الجيش عملياته البرية بخان يونس، وسط تقارير عن تعثر تقدمه ومواجهته لمعضلة بشأن تفكيك شبكة أنفاق «حماس» تحت المدينة.
وأفادت حكومة «حماس» بأن «أعنف الغارات الدامية خلفت 16 شهيداً، بينهم نساء وأطفال وأكثر من 20 مصاباً جراء استهداف منزل ليلا لعائلة الزاملي في شرق رفح»، قرب الحدود المصرية.
وزعم جيش الاحتلال أنه قتل 60 مسلحاً خلال عملياته البرية، في حين قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، في بيان ليل الأربعاء ـ الخميس: «في خان يونس، نعمل بطريقة مختلفة، نركز على الوصول إلى قادة حماس وحل مسألة الرهائن».
وعلى صعيد خسائره، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 193 من عناصره منذ بدء هجومه البري في 27 أكتوبر الماضي. وفي ظل انقطاع لخدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية بشكل شبه كامل منذ أكثر من 6 أيام في القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كيلومترا مربعا ويناهز عدد سكانه 2.4 مليون نسمة، دعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلى «وضع حد للقتل غير المشروع» الذي يتعرض له الفلسطينيون الخاضعون للحصار والهجمات المكثفة من جانب إسرائيل في غزة والضفة الغربية.
في غضون ذلك، أفادت أوساط عبرية بأن حزبي «هناك مستقبل» و«العمل» بصدد طرح مقترحات لسحب الثقة عن حكومة بنيامين نتنياهو، وذلك للمرة الأولى، بعد مضي 104 أيام على اندلاع حرب غزة.
ويتهم «العمل» حكومة نتنياهو بالفشل في ملف الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس»، في حين يعترض «هناك مستقبل» على بنود الموازنة العامة الجديدة.
وتزامن ذلك مع تقرير لشبكة «NBC»، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، شدّدوا على أن الانقسامات بين إدارة الرئيس جو بايدن ونتنياهو «باتت أكثر وضوحاً منذ زيارة وزير الخارجية انتوني بلينكن» للدولة العبرية وتحضيره للقاءات مع شخصيات سياسية إسرائيلية بهدف بحث ما بعد نتنياهو، لتحقيق الأهداف الإقليمية التي يتطلع لها البيت الأبيض.
إلى ذلك، صرح الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، أمس، بأن التطبيع مع السعودية مفتاح للخروج من الحرب لآفاق جديدة، مشيراً إلى أن إسرائيل كانت قبل السابع من أكتوبر في طريقها لإقامة علاقات مع المملكة مثلما فعلت مع الإمارات والبحرين في عام 2020.
ودعا في كلمة أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، القوى العالمية إلى المساعدة فيما وصفها بـ «مرحلة ما بعد حرب غزة»، قائلا: «ندرك جميعا أنه يجب أن تكون هناك رؤية، وأعتقد أن جزءا منها يجب أن يكون أيضا العودة إلى عملية التطبيع بين إسرائيل وجيرانها في المنطقة»، مدعياً أن «ذلك يتطلب دعم جهود إسرائيل لتقويض قدرات حماس».