مرت ثلاثة أيام بلياليها الطوال على تشكيل الحكومة الرشيدة ولم يبادر أحد من النواب الأفاضل إلى تقديم استجواب لأحد وزرائها الكرام حتى كتابة هذا المقال، فلعل المانع يكون خيراً إن شاء الله.
مع تولي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم سدة رئاسة الوزراء نستطيع القول إن الكويت دخلت مرحلة الطريق الثالث وتصفير الخلافات بعد مرحلة طويلة من التنافس والتناكف المعطل، فنأي الشيخ محمد الصباح بنفسه عن الخلافات السياسية المستعرة منحه مكانة وشعبية مميزة ستختبرها الأيام مع أداء حكومته، كما أن ذلك جعله على مسافة واحدة من جميع الأطراف، كما يبدو، وهذا الأمر قد يكون مفيداً ويكسبه بعض الوقت لتمرير أفكاره وخطته الحكومية، ولم يتبقَّ إلا تعيين ولي للعهد لتتضح الصورة تماماً، بحيث لا يكون بعدها للانتهازيين وتجار المواقف وكل من يريد أن يقفز من السفينة الغارقة إلا تحديد مواقفهم وإعادة التموضع على ضوء آخر التحديثات بالحالة السياسية.
إلا أن كل ذلك لا يمنع قدر الاستجواب الطائش القادم ولو بعد حين، فهي مسألة وقت لا أكثر، فالمسافات تتغير والتحالفات تتبدل والأطماع لا حدود لها، أما النواب فأغلبهم أساساً لا قيمة له من دون هذه المعارك والمناكفات والاحتراف المحلي، فلا علم ينفع ولا عمل يشفع، والكل يدّعي وصلاً بالإصلاح وهو لا يقر لهم بذاك، أو يريد أن «يفسفس» المال العام من أجل عيون حملته الانتخابية تحت مسمى المكتسبات الشعبية، فهو لا يعرف غير التبذير من جيب غيره، فلا تأمن من المباغتة التي ربما تطبخ بهدوء من الآن، فاعمل واجتهد وتعاون... وتحسس سيفك.