رسالة لمعاليكم
السادة الوزراء الجدد، نتمنى التوفيق لكم، وقبل الأمنية السابقة لنا أمل أن يكون التوفيق للكويت بأهلها ومن فيها ومستقبل أجيالها الضائع من أولويات كبار سياسييها، فجل همهم هو لحظة «الآن» وإشباع نهم هذا الجيل الفاني، أما التخطيط للغد وقراءة المستقبل بقلوب واعية فليس هذا من شأنهم.
حضرات الوزراء، إذا كنتم ستسيرون على «سنة» من سبقكم فلا طبنا ولا غدا الشر، وليس المقصود الجماعة في الوزارة السابقة أو التي قبلها، فمنهم من حاول أن يصلح وأحدث تغييرات، لكنها كانت جزئية ومحدودة، وفي النهاية قالوا لأنفسهم «الشق عود» وظلوا في أماكنهم، ومن بعد طواهم النسيان في عالم البخاصة.
دوركم ألا تكونوا «موظفين كباراً» فلا سلطة إدارية فوقكم، فكل واحد منكم يمثل قمة الهرم الإداري في وزارته، وكل واحد منكم له سلطة أن يعدل ويرتق الشقوق الكبيرة في الثوب الكويتي، وإذا اعترض عليه أصحاب المصالح والمحسوبيات مهما علت درجاتهم السياسية فعليه أن يصر على قناعاته واجتهاداته، وإذا عجز فعليه أن يتوكل على الله ويستقيل، بعد أن يبين لنا، نحن الناس الذين لا نهش ولا نكش، لماذا عجز عن التغيير والإصلاح، لعل وعسى نصحى من خدر الحياة اليومية ونرفع الصوت الواعي ضد آلة اللامبالاة والفساد.
وزراء الداخلية والمالية والتعليم العالي والواطي - رغم أنه كله أضحى اليوم واطياً - عليهم مهام صعبة أكثر من غيرهم.
وزير الداخلية بالوكالة: المرور وفوضاه وحرب الشوارع يفترض أن يكون أهم أولوياته، والبيروقراطية في ذلك الجهاز والعطالة فيه أمر لا يمكن هضمه، أيضاً افتح الدولة واخلق الفرح بها، لا تساير جماعات التزمت المتشنجة، والتي تكاد تحرم أكل الآيس كريم، وبالتالي تريد فرض رؤيتها وتفسيراتها الخاصة على الكل، دعنا نرى وجوهاً جميلة تبتسم بدلاً من حالة العبوس والتجهم الجاثمة على قلوبنا.
وزير المالية: أمامك سكة سد، وهذا ما سوف يخبرك تعاريج خطوط فنجان القهوة الذي يعد في مجلس الأمة، اغلق أذنيك واصرف النظر لكل تهديد ووعيد من فرق «نمى إلى علمي»، وليحدث ما يحدث، فالغد أهم من اليوم.
وزير التربية والتعليم العالي: اهدم كل شيء أمامك وابدأ من الصفر، من الروضة... فالتعليم عندنا أضحى عنوانه «مأساة الجهل».
أخيرا: لكل الوزراء، ندري بالبئر وغطاها، وندري أن التلف ليس في الكراسي العالية، وإنما هو متمدد لأعمق جذور الداخل... ولن نقول لكم: لن يصلح العطار ما أفسده الدهر، إنما لنا أمل أن تحاولوا... فالمحاولة الجدية بحد ذاتها هي بقعة ضوء في ظلام الضياع.