وبحسب المعلومات، قُتل في الضربة على دمشق التي وقعت في حي ضم السفارتين الإيرانية واللبنانية، حجت الله أميدوار، المعروف أيضاً باسم صادق أميدزاده، وهو نائب قائد الاستخبارات في «فيلق القدس»، ويتولى كذلك منصب قائد استخبارات «الحرس» في سورية، وكان يقوم بالتنسيق الأمني مع العشائر العربية في شمال شرق سورية، ويشرف على العمليات هناك، بما في ذلك الهجمات على قواعد أميركية.
وبينما صدرت تلميحات إيرانية إلى تورط أميركي في الضربة، اتهمت إيران إسرائيل بتنفيذ القصف على دمشق وتوعدت بـ «الانتقام»، واصفة الهجوم بأنه «محاولة يائسة لنشر عدم الاستقرار في المنطقة»، قبل أن تعلن احتفاظها بحق الرد في المكان والزمان المناسبين.
والأسبوع الماضي، شنت إيران قصفاً صاروخياً على باكستان وسورية ومدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، وأدى قصف أربيل إلى مقتل رجل أعمال كردي، ألمحت مصادر إيرانية إلى أن اغتياله هو انتقام لمقتل الجنرال رضا موسوي، بغارة إسرائيلية على دمشق في ديسمبر الماضي، والذي اعتُبر أرفع قيادي للحرس الثوري في سورية، وكان يتولى الإشراف على التنسيق العسكري بين دمشق وطهران.
وفي لبنان، أفادت المعلومات بمقتل 4 مسؤولين في «حزب الله» و«حماس» باستهداف سيارتهم في البازورية قرب صور جنوب لبنان. وبين القتلى علي محمد حدرج، وهو قيادي في الحزب وفي «فرع فلسطين» التابع لـ «فيلق القدس»، ولعب دوراً في التعاون بين «حماس» والمحور الإيراني في مجالات الحرب الإلكترونية والدفاع الجوي، وكذلك محمد علي دياب الذي تربطه صلة قرابة برئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا.
وفي معلومة تسلط الضوء على ارتفاع احتمالات حصول صدام مباشر بين واشنطن وطهران، نقلت وكالة رويترز عن مصادر إيرانية وإقليمية أن قادة في الحرس الثوري و»حزب الله» اللبناني موجودون في اليمن لتوجيه هجمات جماعة أنصار الله الحوثية ضد السفن في البحر الأحمر، مع تواصل الضربات الأميركية ضد الجماعة اليمنية.
وفي العراق، تعرضت قاعدة عين الأسد في الأنبار غرب البلاد، والتي تضم قوات أميركية، لعشرين صاروخاً بالستياً أطلقها ائتلاف «المقاومة الإسلامية في العراق»، الذي يضم خصوصاً «حزب الله» العراقي، وحركة «النجباء»، وأصيب جنود أميركيون وعراقيون في الهجوم الذي وصف بأنه أكبر هجوم من نوعه منذ 7 أكتوبر الماضي يوم الهجوم الذي شنته «حماس» على إسرائيل، مما أطلق حرباً إسرائيلية وحشية لا تزال متواصلة ضد قطاع غزة الفلسطيني.
جاءت تلك التطورات، بعدما أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس الماضي في مؤتمر صحافي في مقر القيادة العسكرية في تل أبيب، إلى أن بلاده «تهاجم» إيران بالفعل، وذلك في إطار مساعٍ يبذلها رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى إعادة تشكيل رأي عام دولي ضد طهران بهدف تحميلها مسؤولية كل ما يجري من حروب وصراعات في المنطقة.
وكان نتنياهو استخدم نفس التكتيك خلال ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما، من خلال تحريضه على ضرورة توجيه ضربة عسكرية لإيران. وفيما لم يستجب أوباما لتلك الضغوط وكانت حساباته مختلفة، يعود نتنياهو إلى نفس الآليات مع إدارة بايدن، مستفيداً من الحرب التي يخوضها في قطاع غزة في محاولة توسيع الجبهات حتى تشمل إيران نفسها.
ويتساءل مراقبون عما إذا كانت إيران ستظل قادرة على الالتزام بسياسة الصبر الاستراتيجي التي اعتمدتها لإفشال محاولات نتنياهو لاستدراج الولايات المتحدة إلى الحرب وتحويل إيران إلى ساحة تضاف إلى لبنان وغزة واليمن والعراق وسورية، وأنها ستقدم على ضربة موجعة قد تدخل المنطقة في حرب شاملة كان الجميع يحاول تجنبها منذ أكتوبر.