قال الشاعر السعودي أيمن عبدالحق إن «سبب ضآلة الإقبال على الأمسيات الشعرية يعود إلى أننا نعيش أزمة مزاحمة النشاطات الثقافية، حيث إن النشاط الثقافي يزاحم التقنيات، ووسائل التواصل الاجتماعي، والسينما، لذلك لم يعد حضور النشاطات والفعاليات الثقافية كبيراً، لكن رغم ذلك يوجد حضور لا بأس به»، متابعاً: «لم تعد هذه الأنشطة الثقافية تحظى بذاك الزخم كما كان في السابق.
ربما هذا السبب الذي أراه، وربما أحياناً لبعض الإشكاليات في التوقيت، بداعي العمل أو الدراسة أو المكان، لكن النشاط الثقافي عموماً حتى إذا كان الحضور متوسطاً، فهو يُعد نجاحاً وجيداً».
وتابع: «هناك تحدٍّ يواجه المسؤولين في المؤسسات الثقافية، هو كيف تجذب الجمهور إلى النشاطات والفعاليات، وهذا الأمر محط تفكير ونقاش، لكن الوضع بهذا الأمر ليس سيئاً».
ديوان العرب
وحول انحسار دور القصيدة، وعزوف روادها، قال عبدالحق: «القصيدة زاحمتها الرواية، وزاحمها الفيلم والسينما، والفنون الأخرى، وزاحمتها وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الشعر ما زال ديوان العرب».
وعن إحدى قصائده (فلسفة العصافير)، وما أراده من هذا العنوان، أوضح: «هي محاولة لتقديم نص ربما يعجب البعض، ويدخل إلى الذائقة، لكنها قضية ذاتية، وربما يكتشف فيها القارئ ما لم أكتشفه أنا».
مكانة الشاعر
من جانب آخر، أكد أن «الشعر العربي وثقافتنا بخير، والنشاطات موجودة، والكُتاب يواصلون رسالتهم، كل وفق مقدرته واستطاعته ورؤيته».
وبسؤاله: هل للشاعر دور ومكانة؟ أجاب: «مكانة الشاعر ما زالت بارزة، لكن لم تعد كما السابق، ربما الآن الفنان، والمفكر، والمثقف، والرياضي دوره يتوازن، لكن ما زال الناس يحبون الشعر، والقصيدة تصل قبل أي نص إلى الناس».
وذكر أن وسائل التواصل خدمت الشاعر جداً، وهي منبر شخصي لكل مبدع، وليس الشاعر فقط.
وعن خططه المستقبلية، كشف عن أنه يجهز لإصدار مجموعة شعرية سوف يصدرها هذا العام.
«فلسفة العصافير»
يُذكر أن عبدالحق أحيا أمسية شعرية بعنوان «فلسفة العصافير» في رابطة الأدباء الكويتيين أخيراً نظمها بيت الشعر، وأدارها رئيس بيت الشعر الشاعر سعد الأحمد.
وامتازت القصائد التي ألقاها بالتنوع في المشاعر، التي بدت في صورتها العامة هامسة، وتحمل بين مفرداتها فلسفة خاصة تبحث عن الجمال في أنساق جمالية عدة.