الخرافي للشباب الكويتيين: لا تتوقفوا عن السعي للتطور وأطلقوا العنان لطاقاتكم
رئيس العمليات وتقنية المعلومات لمجموعة «الوطني» خلال مشاركته في حلقة نقاشية لبرنامج «تمكن»
واصل برنامج «تمكن» التدريبي حلقاته النقاشية مع أعضاء الإدارة التنفيذية في بنك الكويت الوطني، واستضاف البرنامج رئيس العمليات وتقنية المعلومات للمجموعة محمد الخرافي، الذي شارك الشباب خبراته الواسعة الممتدة على مدار سنوات طويلة في عالم الصناعة المصرفية، كما قدم لهم نصائح عديدة حول أفضل السبل لتطوير مسارهم المهني.
وتعد هذه الحلقة النقاشية ثالث حلقات برنامج «تمكن» المخصص لتدريب الكويتيين من حملة الشهادات الجامعية وحديثي التخرج، الذي يقام للعام الخامس على التوالي، برعاية ودعم استراتيجي من بنك الكويت الوطني وتنظيم شركة Creative Confidence.
وتركزت الحلقة حول رؤى أساسية لرحلة مهنية ناجحة في المشهد الديناميكي للخدمات المصرفية، حيث اكتسب الخريجون الطموحون رؤى عن النجاح الوظيفي ومستقبل تقنية المعلومات (IT) في القطاع المصرفي.
«تمكن» فرصة استثنائية
وقال الخرافي، في بداية حواره مع الشباب، «إن برنامج تمكن يعد فرصة استثنائية لتعزيز المهارات اللازمة للدخول إلى معترك سوق العمل، وشهد البرنامج العديد من المخرجات الممتازة على مدار السنوات الماضية، لذلك يجب على كل شخص سجل وانضم لهذا البرنامج أن يستغل هذه الفرصة الاستغلال الأمثل، لأنها ستكون بمنزلة الانطلاق إلى بناء مسيرة مهنية ناجحة ومستقبل وظيفي مستدام».
وأضاف الخرافي: «نؤمن في بنك الكويت الوطني بأهمية دعم الشباب، حيث نحرص دائماً على استقطاب الكفاءات والمواهب الوطنية الشابة وتطويرها، وتم تصميم هذا البرنامج ليلبي رغبات أصحاب الطموح والشغف، ويساعد الخريجين في اختيار مسارهم المهني والأكاديمي بوضوح أكثر، لذلك فإن البرنامج يعد فرصة لحديثي التخرج ليطوروا معرفتهم ويصبحوا قوى عاملة فاعلة ومؤثرة».
ودعا الشباب إلى ضرورة استغلال الفرص التدريبية قائلاً: «ارفع سقف طموحاتك واجعله بلا حدود، واعمل على تعزيز القدرات والخبرات والمهارات اللازمة التي تساعد في الوصول إلى تلك الطموحات، ولا تفقد الشغف أو تجعل الإحباط يتسلل إليك لمجرد أنك واجهت عقبات في بداية مسيرتك، لكن يجب أن تتعلم كيف تتخطى تلك العقبات، وتتعلم منها حتى تصل إلى هدفك».
مسيرة مهنية ناجحة
وعن بداية مسيرته المهنية، قال الخرافي: «كان شغفي ورغبتي الأولى العمل في القطاع المصرفي، والتحقت بالعمل في بنك الكويت الوطني، وكانت البداية من إدارة الفروع، حيث تدرجت في السلم الوظيفي حتى وصلت إلى منصب مدير فرع، وشغلت عدة مناصب حتى وصلت حالياً إلى منصب رئيس مجموعة العمليات وتقنية المعلومات للمجموعة».
وأضاف: «بعد مرحلة الجامعة يبحث أكثر الشباب الكويتي عن العمل في القطاع العام، وهناك من يبحث عن العمل في قطاع البنوك أو الاتصالات، لكن شغفي كان القطاع المصرفي، لأنه يدفعني دائماً إلى التعلم والتطور واكتساب مهارات وخبرات جديدة كل يوم، والاطلاع على أحدث الوسائل التقنية التي تساهم في تحسين وتطوير الخدمات والمنتجات المقدمة للعملاء».
وتابع: «إن التحول من العمل كمدير فرع إلى العمل في مجموعة العمليات وتقنية المعلومات لم يكن سهلاً، نظراً لاختلاف طبيعة العمل في كل إدارة، لكن شغفي بالتعلم والتطور ومواجهة التحديات وتجاوز العقبات كان بلا شك عنصراً حاسماً في المسار المهني الذي وصلت إليه»، مؤكداً أهمية التحلي بأخلاقيات العمل، وتبني عقلية تعليمية مستمرة، والقدرة على التأقلم مع المشهد المتطور باستمرار في سوق العمل.
وشارك نصائح عملية حول التنقل في المراحل المبكرة بالمسار الوظيفي، مؤكداً أن التركيز على حل المشكلات والتفكير النقدي عناصر هامة في الشخصية الناجحة، وكذلك القدرة على تحليل المواقف المعقدة وتطوير الحلول الإبداعية أمر ضروري للنجاح في أي دور وظيفي.
وأردف: «الشغف والفضول نحو التعلم المستمر هو ما نبحث عنه في الموظفين الجدد، لأن هذه الرغبة هي المحرك الأساسي لبناء مسيرة مهنية ناجحة، كما أن الموظفين الجدد يمتلكون هامشاً من المخاطرة في بداية حياتهم المهنية، إضافة إلى فرصة الاستفادة من الخبرات الموجودة بين أعضاء فريق العمل في كل إدارة».
وطالب المتدربين ببذل المزيد من الجهد في التعلم وتطوير المهارات، مع ضرورة الاستفادة القصوى من كل البرامج التدريبية المميزة في بداية المسار الوظيفي لرفع كفاءتهم وصقل مهاراتهم بالمعرفة، لأن ذلك سيساعدهم في اتخاذ القرارات الصائبة مستقبلاً.
وتحدث الخرافي عن تطور العمل المصرفي، لاسيما مع التطور التكنولوجي، وتطبيقات البنوك التي أحدثت ثورة في إجراء المعاملات المصرفية، بحيث أصبحت تستحوذ على النصيب الأكبر من المعاملات البنكية، وقال: «كان بنك الكويت الوطني له السبق والريادة في قيادة مسيرة التحول الرقمي، ولعبت مجموعة العمليات وتقنية المعلومات دوراً محورياً في تحقيق أهداف المجموعة، واستطعنا تقديم أفضل الحلول المصرفية الرقمية المبتكرة، كما أننا نعمل باستمرار على تطوير أجندة البنك الرقمية، باعتبارنا أحد رواد ابتكار الاتجاهات الرقمية الجديدة في الكويت والمنطقة».
واستدرك: «نعمل باستمرار على تبني الابتكار وتطبيقه في جميع الأنشطة ونماذج أعمال البنك، كما أننا نوفر بيئة عمل تتسم بالتطور المستمر والمرونة، ما يجعلنا قادرين على مواكبة متطلبات العملاء التي تتطور باستمرار في ظل التقدم التكنولوجي المتسارع في عالم الصناعة المصرفية».
وسلط الخرافي، الضوء خلال الحلقة النقاشية، على الاتجاهات الناشئة والابتكارات والتقارب بين التكنولوجيا والصناعة المصرفية، كذلك مستقبل تقنية المعلومات في الخدمات المصرفية والتقنيات الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي (AI) وأتمتة العمليات الآلية (RPA)، والاستفادة من التقنيات الجديدة لتعزيز الأجندة الرقمية للبنك.
وأعطى لمحة ثاقبة حول أهمية دور أتمتة العمليات الآلية (RPA) في العمليات المصرفية، مع إلقاء الضوء على إمكاناته وآثاره، حيث أبرزت المحاضرة كيف تعمل تقنية RPA على تحسين الكفاءة وتبسيط العمليات، ودفع الصناعة نحو مستويات أكبر من الابتكار، وناقش كيف تقوم هذه التقنيات بتحويل الطريقة التي تعمل بها البنوك، مما يجعلها أكثر كفاءة وأمانا وتتمحور حول خدمة العملاء.
واستطرد: «مع تزايد اعتماد العملاء أكثر على الهواتف الذكية في إتمام معاملاتهم، من خلال برنامج خدمة الوطني عبر الموبايل، نواصل التركيز على الروبوتات لأتمتة عملياتنا باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما يساهم في تقليل أوقات الاستجابة للخدمات بدقة ويحسن من تجربة العملاء».
وأكد أنه تماشيا مع تعليمات وتوجهات بنك الكويت المركزي والإطار الاستراتيجي للأمن السيبراني، والذي يشكل إحدى أهم ركائز مسار البنك للتحول الرقمي، كما أوضح أن لدى البنك استراتيجية استباقية للأمن السيبراني لتلبية التطور الديناميكي للتهديدات السيبرانية، إضافة إلى سعيه نحو تحسين العمليات الداخلية وخلق ثقافة رقمية قوية في جميع أنحاء البنك، بما في ذلك إطار شامل لحوكمة البيانات وخصوصيتها وأمنها.
وأشار إلى أن مجموعة العمليات وتقنية المعلومات في بنك الكويت الوطني لديها مختبر الابتكار، وهو برنامج يعقد بصورة دورية ويوفر حاضنة تساهم في تحفيز قدرات الموظفين على الإبداع ووضع حلول ابتكارية لتحديات تحاكي طبيعة عملهم في البنك، كما يتضمن تتويجاً لأفضل فكرة قدمها المشاركون.
نصائح ذهبية
ونصح الخرافي الشباب بضرورة البحث عن بيئة العمل التي توفر لهم التطور المستمر، وتساعدهم في الارتقاء لأعلى المناصب، مشيراً إلى أن دعم الشباب ركيزة أساسية في استراتيجية بنك الكويت الوطني، حيث يحرص البنك دائماً على استقطاب الكفاءات الوطنية وتقديم سلسلة من الدورات التدريبية والبرامج الأكاديمية المحترفة لتطويرهم وصقل مهاراتهم وتأهيلهم لتقلد المناصب القيادية في المستقبل.
جدير بالذكر أن برنامج تمكن يهدف إلى تطوير المهارات الشخصية اللازمة لخوض الحياة العملية، بالإضافة إلى تحفيز الشباب الكويتي على استكشاف الإمكانات والطاقات الكامنة بداخلهم، إضافة إلى إطلاق العنان لإبداعات الكوادر الشابة.
ويعتمد البرنامج على نموذج التعليم المدمج عبر الحضور الشخصي والتدريب عبر الإنترنت باستخدام المنصات الإلكترونية والأدوات التفاعلية للتعليم عن بعد، كما يركز على العديد من المحاور وورش العمل التي تتناول الإبداع والابتكار، والتفكير التصميمي، وتصميم نموذج الأعمال، والاستكشاف الوظيفي وابتكار حلول لتجنب المخاطر.
ويدعم بنك الكويت الوطني مختلف المبادرات الاجتماعية التي تتوافق مع خطة التنمية الوطنية للكويت، والتي من بينها تمكين الشباب وتعزيز التعليم إيماناً من البنك بأن الشباب هم ثروة الكويت الحقيقية وأساس تنمية البلاد.