نقلت وكالة رويترز عن مصادر إيرانية وإقليمية قولها إن قادة في الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، موجودون في اليمن لتوجيه هجمات جماعة أنصار الله الحوثية ضد السفن في البحر الأحمر.
ويؤكد الحوثيون أن هجماتهم تقتصر على السفن التجارية الإسرائيلية أو المتجهة الى الموانئ الإسرائيلية، فيما تعتبر الولايات المتحدة أن تهديد حرية الملاحة البحرية أمر غير مقبول، متهمة إيران بالوقوف وراء الهجمات لتعزيز نفوذها الإقليمي.
وقالت «رويترز» إن الهجمات في البحر الأحمر تظهر قدرة إيران على تهديد أمن الملاحة، مضيفة أن طهران تزوّد الحوثيين بالخبرات والمعلومات الاستخبارية لتنفيذ الهجمات في البحر الأحمر، وكذلك أمدتهم بالمسيّرات المتطورة والصواريخ المضادة للسفن والدقيقة، وقد تلقّى مقاتلو الجماعة تدريبات على أسلحة متطورة في إيران الشهر الماضي.
جاء ذلك، فيما شنّت الولايات المتحدة ضربات جديدة، أمس وأمس الأول، ضد الحوثيين في اليمن، قائلة إنها تتصرف «دفاعا عن النفس» في مواجهة هجمات متكررة يشنّها المتمردون اليمنيون على السفن التجارية في منطقة بحرية حيوية للتجارة العالمية.
وتسعى واشنطن إلى تقليص القدرات العسكريّة للحوثيّين المدعومين من إيران، لكن بعد أسبوع على الضربات المكثّفة، لا يزال هؤلاء يشكّلون تهديدا، وقد تعهّدوا بمواصلة استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.
في المقابل، أعلن الحوثيون عن توجيه ضربات ضد سفينة تجارية أميركية تبحر في خليج عدن. ووجّه الأميركيون والبريطانيون، بدعم من مجموعة صغيرة من الدول، ضربات استهدفت الحوثيين في اليمن للمرة الأولى في 12 الجاري، طالت رادارات وبنية تحتية لصواريخ ومسيّرات.
ومذّاك، نفّذت الولايات المتحدة سلسلة ضربات أخرى استهدفت خصوصا منصات إطلاق صواريخ. وأجبرت الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن الكثير من مالكي السفن على تعليق المرور من طريق العبور الأساسي هذا الذي يمثّل نحو 12 بالمئة من التجارة العالمية.
وبحسب «رويترز» ذكرت المصادر الإقليمية الأربعة أن إيران، كثفت إمداداتها من الأسلحة للجماعة في أعقاب اندلاع الحرب في غزة.
ونقلت عن مصدر إيراني مطلع قوله إن «الحرس الثوري يساعد الحوثيين في التدريب العسكري (على أسلحة متقدمة)». وأضاف «مجموعة من المقاتلين الحوثيين كانت في إيران الشهر الماضي، وتم تدريبها في قاعدة للحرس الثوري في وسط إيران للتعرف على التكنولوجيا الجديدة واستخدام الصواريخ».
وكشف المصدر أن قادة إيرانيين سافروا إلى اليمن أيضا، وأنشأوا مركز قيادة في العاصمة صنعاء لهجمات البحر الأحمر يديره قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني معني باليمن.
ووفقاً لمصدرين كانا سابقا من قوات الجيش اليمني فإن هناك وجودا واضحا لأعضاء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في اليمن. وقالا إن هؤلاء مسؤولون عن الإشراف على العمليات العسكرية والتدريب، وإعادة تجميع الصواريخ المهربة إلى اليمن على شكل قطع منفصلة.
من ناحيته، قال محمد عبدالسلام كبير مفاوضي الحوثيين: «لا ننكر أن لدينا علاقة مع إيران، وأننا استفدنا من التجربة الإيرانية فيما له علاقة بالتصنيع والبنية التحتية العسكرية البحرية والجوية وما غير ذلك... لكن القرار الذي اتخذه اليمن هو قرار مستقل لا علاقة له بأي طرف آخر».
في المقابل، نفى قيادي ضمن تحالف الجماعات المتحالفة مع إيران وجود أي قادة من الحرس الثوري الإيراني أو حزب الله على الأرض في اليمن حاليا. وقال إن فريقا من الخبراء العسكريين من إيران وحزب الله توجه إلى اليمن في وقت سابق من الحرب الأهلية لتدريب الحوثيين وتجهيزهم وبناء قدراتهم التصنيعية العسكرية.
وأضاف «لقد جاؤوا وساعدوا الحوثيين ثم غادروا، تماما كما فعلوا مع حزب الله وحماس»، مضيفا أنه لا ينبغي الاستهانة بالقدرات العسكرية للحوثيين.