شيئان عادة ما يتكرران قبيل أي وزارة وبعد إعلانها، الأول عندما تُفشي حسابات معروفة وأخرى وهمية على وسائل التواصل أسرار التشكيل الحكومي وهو قيد التشاور دون أي إدانة لها طبقاً لقانون الجرائم الإلكترونية!

فهل هؤلاء موجودون خلف ستائر الغرف المغلقة يتنصتون على حواراتكم؟ أم مدفوعو الأجر، ليقيسوا نبض الشارع، فيُطاح بمرشح للوزارة بتهديد نائبين فقط، فيرتعد الرئيس ويستبعده قبل توزيره، وقبل أن يُخطئ ويُستجوب وتُطرح به الثقة من الأغلبية؟!

Ad

الشيء الآخر هو اشتعال بورصة تقييم الوزراء، إلى حد صفاقة البعض بالتصيد غير المبرر والحُكم على الحكومة بالفشل وهي لم تعمل بعد! مما يفضح محاولات الفريق الآخر لزعزعة الرأي العام! لكننا نوجِّه رسالتنا إلى شخصيات وطنية عارضت بعض الأسماء، لحرصها على أداء الحكومة، أن علينا إعطاء محمد الصباح الفرصة تلو الأخرى، حتى يتمكن من سدة الوزارة، «حاله حال غيره» من الرؤساء السابقين، فسمو الشيخ ناصر المحمد ترأس سبع حكومات من الحكومة 22 إلى 28 على مدى خمس سنوات انتهت في نوفمبر 2011، تلاه جابر المبارك على مدى ثماني سنوات، برئاسة سبع حكومات انتهت بالحكومة 35 في نوفمبر 2019. أما الشيخ صباح الخالد والشيخ أحمد النواف، فقد ترأس كلٌّ منهما أربع حكومات خلال ولايته القصيرة.

وعليه، فمحمد الصباح مطالب بالصمود في وجه الانتقاد، والبدء بإنشاء فرق تحصر مَواطن الفساد بجميع أجهزة الدولة، وخصوصاً التعليم، خلال المئة يوم الأولى، ليضع خطة لاستئصاله، موازية لخطة إعادة البناء، التي لا يمكن أن تضع قواعدها فوق مستنقع من الفساد، وإن كُنا لا نستبعد قِصر مدة الحكومة، لاحتمال حل المجلس، فإن البدء بهذه القواعد الصلبة هو الأهم الآن.

لقد حذَّرنا الرئيس من أن تضم حكومته أحزاباً دينية، وخصوصاً الإخوان، وعليه إعادة النظر في المستقبل، وهو ما حذَّر منه الشيخ سعود الناصر، رحمه الله، الذي تصادف اليوم ذكرى وفاته عام 2012، وهو أحد فرسان معركة تحرير الكويت، التي كان الأربعاء الماضي الذكرى الثانية والثلاثين لحربها الجوية.

لقد كشف سعود الناصر في مقابلة تلفزيونية مستوى الخيانة والابتزاز لجماعة الإخوان المسلمين الكويتية، ونواياهم الآثمة بالغزو للوصول إلى دور سياسي بالحكم جعلهم يتواصلون مع صدام حسين في أحلك ظروف للاحتلال تزامنت بمعارضة داخل الإدارة الأميركية لسياسة بوش لتحرير الكويت، فطالبوا سعود الناصر، آنذاك، بخمسين مليون دولار لدعم نشاطهم في أميركا، ليكتشف لاحقاً مخططهم بعدائه وتقويض مساعيه للتحرير، بضغطهم على الإدارة الأميركية بواشنطن، لعدم إرسال قواتها، والتحريض داخل الولايات المتحدة بالتجمعات والمساجد لبث سمومهم، بل تسللوا من خلال سيطرتهم على اتحاد الطلبة داخل معسكرات الطلبة الكويتيين الذين تطوعوا للترجمة للجيش الأميركي خلال الحرب، ليثنوهم عن التطوع، فتصدَّى لهم سعود الناصر.

نقول لمحمد الصباح، الذي له الحق كغيره بإعادة تشكيل وزارته مرات عدة، لعل قلق وتحذيرات سعود الناصر، رحمه الله، بشأنهم تصل إليك، فما حذَّر منه تكرر بانقلابهم على السُّلطة في الربيع العربي، ولعلك في حكوماتك القادمة تستبعد خطر الإخوان.

***

إن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي.