وجّه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم، رسالة واضحة لإثيوبيا بأنه لن يسمح لها بتهديد الصومال أو أمنها القومي، مشدداً على أن محاولة «القفز على أرض من الأراضي لمحاولة السيطرة عليها أمر لن يوافق أحد عليه».
وقال السيسي، في مؤتمر صحافي مع نظيره الصومالي حسن شيخ محمود بالقاهرة: «الصومال دولة عربية ولها حقوق وفقاً لميثاق الجامعة العربية فى الدفاع المشترك لأي تهديد لها»، مؤكداً أن مصر لن تسمح لأحد بتهديدها أو يمس أمنها. وعقّب: «محدش يجرّب مصر ويحاول يهدد أشقاءها، خاصة لو أنهم طلبوا منها التدخل».
وخاطب السيسي شيخ محمود: «اطمئن، بفضل الله نحن معكم، ونقول للدنيا كلها نتعاون ونتحاور بعيداً عن أي تهديد أو المساس بالأمن والاستقرار، وفيما يتعلق بالاتفاق بين أرض الصومال وإثيوبيا، كان لنا موقف واضح تم تسجيله وصدر بيان عن وزارة الخارجية برفضه، ونؤكد رفض مصر التدخل بشؤون الصومال أو المساس بوحدة أراضيها، وهذا الموضوع إحدى النقاط التي تمت مناقشتها مع الرئيس محمود».
وتابع السيسى: «مصر ترى أن التعاون والتنمية بين الدول أفضل بكثير من أي شيء آخر، ورسالتي لإثيوبيا لكي تحصل على تسهيلات من الأشقاء في الصومال وجيبوتي وإريتريا يكون بالمسائل التقليدية المتعارف عليها، والاستفادة من الموانئ وهذا أمر لا يرفضه أحد».
وفي مذكرة تفاهم وقعت في الأول من يناير، تعهدت إثيوبيا مقابل السماح لها بالوصول إلى البحر الأحمر ببحث أمر الاعتراف باستقلال أرض الصومال، التي أعلنت استقلالها عن الصومال في 1991 في خطوة لم تحظ باعتراف أي دولة.
وهنأ السيسى نجاح محمود في قيادة الصومال للسيطرة على «أرض الصومال» ومكافحة الإرهاب المستمر منذ 3 عقود، ونجاحه في شطب الديون الخارجية ورفع الحظر المفروض على الصومال منذ 1991 على توريد المعدات والأسلحة.
بدوره، شدد شيخ محمود على ان الصومال تعتبر مصر حليفاً تاريخياً وشريكاً استراتيجيًا، معرباً عن تطلعه للمزيد من التعاون القائم على الاحترام المتبادل.
وإذ أشار شيخ محمود إلى حالة الفوضى والتوتر بالنظام العالمي خلال هذه الفترة، نبّه إثيوبيا إلى ضرورة الالتزام بالقانون الدولي واحترام سيادة أراضي الصومال ورفضه أي اتفاق لها مع «أرض الصومال».
وأكد الرغبة القوية للصومال من أجل العمل مع مصر لتعزيز الأمن، «خصوصاً في هذا الوقت من حالة عدم اليقين الجيوسياسي»، مضيفا: «الشراكة بين مصر والصومال في كل المجالات لا تهدد أي بلد آخر».
وشدد رئيس الصومال على أن البحر الأحمر جزء من التجارة العالمية، لاسيما لدول الجوار المطلة عليه، متابعا: «لدينا إمكانات وفرص كبيرة، ولن نسمح لأي دولة بالاستيلاء على أراضينا، بما في ذلك إثيوبيا أو أي بلد آخر».
وأوضح أن الصومال على استعداد للمشاركة في نمو التجارة العالمية وعمل كل الترتيبات التي تفيد ذلك، مشيراً إلى أن رسالتهم للشركاء الدوليين أن الشراكة بين الصومال ومصر ستكون بجميع المجالات ولا تهدد أي بلد آخر.