سيكون المنتخب التونسي أمام مهمة صعبة أمام نظيره الدنماركي عندما يتواجهان اليوم ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة لمونديال قطر في كرة القدم.
وتأمل تونس تحقيق مفاجأة من العيار الثقيل أمام المنتخب الدنماركي، الذي يسعى بدوره إلى إكمال مسيرته الناجحة التي بدأها في أمم أوروبا الصيف الماضي.
وتراهن تونس، الحالمة بالتأهل للمرة الأولى إلى الدور الثاني، على ورقة الخبرة في قطر، حيث يخوض وهبي الخزري وديلان برون والياس السخيري ونعيم السليتي مونديالهم الثاني، إضافة إلى وجوه شابة جديدة، بقيادة المدرب جلال القادري..
وتطرَّق لاعب الدحيل القطري فرجاني ساسي إلى مباراة الدنمارك، قائلاً لوكالة فرانس برس: «في كل بطولة الأهم هي المباراة الأولى. قُمنا بالتحضير لها كما يجب، ونعلم جيداً أن المباراة ليست سهلة، وإن شاء الله نكون حاضرين كما يجب، ونطبق تعليمات المدرب مع أعلى مستوى من التركيز».
وكان المنتخب التونسي الذي يشارك في النهائيات للمرة السادسة في تاريخه، اختتم استعداده للعرس العالمي بفوزه على إيران 2 - صفر، في مباراة ودية أقيمت خلف أبواب موصدة في الدوحة.
وسيحاول المنتخب العربي الاستفادة من نحو 35 ألف تونسي يعيشون في قطر، وسيتابعون مباريات المنتخب، إضافة إلى نحو ستة آلاف سيحضرون من أوروبا والولايات المتحدة وكندا، كما سيحضر تونسيون يعيشون في الدول المجاورة، مثل: الإمارات والسعودية والكويت، وفق تصريحات أيمن ساسي، قائد المشجعين التونسيين في قطر.
الدنمارك تفتقر للهداف
من ناحيتها، وصلت الدنمارك إلى قطر وفي جعبتها الكثير لترويه، بداية مع قصة لاعبها كريستيان إريكسن، العائد إلى الملاعب بعد نوبة قلبية كادت تودي بحياته، كنجم لمنتخب بلاده يسعى للابتعاد قدر الإمكان في مونديال قطر.
وقال إريكسن للصحافيين، السبت: «أنا سعيد فقط بالعودة. مثل الجميع نعلم أن المشاركة في كأس العالم مميزة. كنت محظوظاً، لأنني لعبت مرة أو اثنتين من قبل، لكنها تظل مميزة».
ولا تعتبر الدنمارك لقمة سائغة لمنافسيها، فهي سبق أن فازت على فرنسا مرتين بمسابقة دوري الأمم الأوروبية في نسختها الحالية، فيما قال المدرب كاسبر هيولماند في مقابلة لمجلة وورلد سوكر: «الكثير من الأشياء حصلت منذ عام 2021، ليس فقط في كأس أوروبا».
وبالفعل، خاضت الدنمارك 18 مباراة اكتسبت خلالها حُب وتقدير بلدها، وتطورت من ناحية اللعب، وخاضت تصفيات جيدة، وسط تألق سيمون كاير (ميلان الإيطالي)، والحارس كاسبر شمايكل (نيس الفرنسي)، ويواكيم مايهلي (أتالانتا الإيطالي).
ويشكل غياب الهداف «القاتل» نقطة الضعف الرئيسية للدنمارك، التي من المتوقع أن تتجاوز هذه السلبية وتحجز بطاقتها إلى الدور الثاني.
هيولماند: سنخوض مباراة صعبة
أكد كاسبر هيولماند المدير الفني للمنتخب الدنماركي لكرة القدم أنه يكن احتراما كبيرا للمنتخب التونسي وكرة القدم التونسية، ويتوقع مباراة صعبة أمام «نسور قرطاج» عندما يلتقي الفريقان اليوم الثلاثاء.
وقال هيولماند في مؤتمر صحافي أمس الاثنين للحديث عن المباراة: نحن سعداء للغاية بوجودنا هنا، ومتشوقون أن نبدأ المباراة غدا، وبطبيعة الحال نحن سعداء بفرصة التواجد هنا في كأس العالم، وتمثيل البلد بأكمله والأندية وكرة القدم الدنماركية.
وأضاف: سنخوض المباراة الأولى أمام المنتخب التونسي، أكن احتراما كبيرا للمنتخب التونسي وكرة القدم التونسية، ونعرف لاعبي المنتخب التونسي جيدا، وتابعناهم في الفترة الأخيرة. نعرف الجودة التي يتمتع بها الجمهور التونسي، ونحن متحمسون جدا لخوض المباراة، وندرك تماما أنه سيكون هناك العديد من الجماهير التونسية في الاستاد، ونأمل أن نكون الفريق الأفضل على أرضية الملعب.
وعن أهدافه في مونديال قطر، أجاب المدرب هيولماند: في الواقع، أنا لست جيدا جدا في وضع الأهداف، ولكن ما يمكن قوله هو أننا لدينا حلم، وهو الفوز بشيء ما، لدينا مجموعة من اللاعبين يتمتعون بالجودة الكافية للفوز بكل شيء، ولكن هل نحن مرشحون؟ هذا ليس صحيحا، لكن لدينا أشياء نريد تطويرها بالفريق عبر المباريات. وأضاف: مع ذلك، نحن قادرون على التغلب على أي منافس، فلدينا مجموعة رائعة من اللاعبين، وبالتالي أفضل طريقة للفوز هي أن يكون لديك حلم كبير، وأن تكون لديك تطلعات كبيرة، وعليك أن تركز في كل مباراة.
جلال القادري يؤكد ثقته بلاعبيه
أثنى مدرب المنتخب التونسي لكرة القدم جلال القادري على حفل الافتتاح والجوانب التنظيمية ببطولة كأس العالم 2022، مبدياً ثقته بلاعبي فريقه وقدرتهم على تحقيق نتائج إيجابية، رغم صعوبة المجموعة التي ينافس بها المنتخب.
وقال القادري، خلال المؤتمر الصحافي الذي عُقد أمس للحديث عن مباراة اليوم: «نشكر الدولة المنظمة. رأينا تنظيماً على أعلى مستوى، تنظيماً يجعل أي مواطن عربي يشعر بالفخر والاعتزاز بقيمة العرض الافتتاحي والتنظيم».
وأضاف: «قطر أعطت درساً للعالم بأسره، بأن الدول العربية قادرة على أن تكون على أعلى المستويات فيما يتعلق بالتنظيم، وهذا شكَّل فخراً لنا جميعاً. أوجِّه رسالة شكر إلى كل قطري وعربي».
وفي حديثه عن المباراة أمام الدنمارك، قال القادري: «نعرف قيمة أي مباراة في بطولة بحجم كأس العالم، ونعرف قيمة وأهمية المباراة الأولى في البطولة. المنتخب التونسي أمامه مباراة ضد منتخب من أعلى المستويات، وهو المنتخب الدنماركي. لقد قدَّم هذا الفريق أخيراً مستويات عالية، وهو من أفضل المنتخبات الأوروبية. نعرف قدرات الدنمارك، ليس على المستوى الفردي، لكن أيضاً على المستوى الجماعي».
وتابع: «المنتخب الدنماركي يمكنه تقديم كرة قدم على مستويات عالية جداً، لكن المنتخب التونسي لديه مبادئ وإرث وثقة في مجموعة لاعبيه. قُمنا باستعدادات على مستويات عالية جداً، فهذه المجموعة من اللاعبين قدَّمت عملاً كبيراً على مدار عامين». وأضاف مدرب تونس: «حققنا الهدف الأول، وهو أن نكون موجودين في أفضل نسخة من كأس العالم بالنسبة لنا، ويبقى الهدف الثاني هو تلبية طموح الشارع التونسي، وطموحنا نحن كجهاز فني وطموح اللاعبين».
كايير: وجود إريكسن يعني الكثير بالنسبة لنا
أوضح لاعب المنتخب الدنماركي سيمون كايير أهمية وجود النجم كريستيان إريكسن ضمن صفوف المنتخب ودوره مع الفريق.
وقال كاير: أعتقد أن كريستيان، بالجودة التي يتمتع بها، يعني الكثير بالنسبة لنا، نحن سعداء جداً بوجود كريستيان معنا بعد ما حدث في وقت سابق، هو واحد من أفضل اللاعبين الذين رأيتهم فيما يتعلق بالكفاءة ومدى شغفه بكرة القدم واهتمامه بكل مباراة.
وأضاف: أعتقد أننا نثمن كثيرا وجوده معنا، وهو بالطبع سعيد جداً، نحب أن يكون كريستيان معنا وفي كل دقيقة يلعبها، يمثل عنصرا مهما للغاية في المنتخب الدنماركي.
حنبعل المجبري بين شقاوة الشباب والنجومية
قد يحظى حنبعل المجبري بالشهرة في تشكيلة المنتخب التونسي، بحكم دفاعه عن ألوان مانشستر يونايتد الإنكليزي، الذي أعاره أخيراً إلى برمنغهام، لكنه أيضاً الأكثر شقاوة بين زملائه، وهي خصال يحملها معه منذ كان طفلاً، وبقيت معه حتى بعد دفاعه عن الفريق الأول لأحد أعرق الأندية في العالم.
وُلد حنبعل في إيفري-سور-سين، إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية (باريس)، وحظي عشقه للعبة كرة القدم بدعم من والده لطفي أستاذ المدرسة ووالدته المعالجة الفيزيائية السابقة.
وتميَّز حنبعل بذكاء خارق عندما كان طالباً في المدرسة. لقد تعلَّم الكتابة والحفظ قبل زملائه في الصف، لكن عندما كبر، فشل في التوفيق بين الدراسة ولعب الكرة، فاضطر لمقاطعة الدراسة، واكتفى بتلقي دروس اللغات عن بُعد.
يمثل أسطورة منتخب فرنسا زين الدين زيدان مصدر إلهام لحنبعل، الذي يعتبر نجم يوفنتوس الإيطالي وريال مدريد الإسباني السابق قدوته، وفي مقام ثانٍ يأتي الفرنسي الدولي السابق حاتم بن عرفة.
بعد اختياره اللعب لتونس بدلاً من فرنسا، أمل حنبعل أن يقتنع عدد من اللاعبين الذين يحملون الجنسية المزدوجة، في اختيار «نسور قرطاج»، لأنه يرى أن هذا القرار يمكن أن يفتح لهم أبواب العالمية، وأن يساعدهم في البروز على مستوى مسيرتهم الاحترافية.
أول ما يلاحظه أي شخص في مجبري هو شعره المجعد. اللاعب نفسه مغرم به جداً، بعد أن اعتمد هذه التسريحة منذ الصغر. لم يقص شعره قَط، ويعتبر تسريحته «جميلة».
شمايكل: هناك تطلعات كبيرة
عبَّر حارس مرمى المنتخب الدنماركي كاسبر شمايكل عن شعوره بالإثارة قبل خوض أولى مباريات الدنمارك في مونديال قطر 2022.
وقال شمايكل: «فيما يتعلق بالبطولات الكبيرة، دائماً ما تكون هناك الكثير من الإثارة، وأن تحاول أن تتأهل إلى الدور التالي، وبمجرد أن تصعد إلى البطولة نفسها، فبالطبع دائماً ما يكون هناك تطلعات كبيرة وبعض الشائعات أيضاً، لكنني أقول إنني سأركز على كرة القدم، لأن هذا مهم جداً».
بن سليمان فضّل تونس على بلد ولادته
فضَّل المهاجم التونسي أنيس بن سليمان الدفاع عن قميص منتخب «نسور قرطاج» بدلاً من الدنمارك، بلد ولادته ونشأته. في سن الحادية والعشرين، يواجه بن سليمان في موندياله الأول المنتخب الاسكندنافي دون خوف أو ندم.
وُلد بن سليمان في العاصمة الدنماركية لأبوين من سوسة في جنوب تونس، قبل أن يسارع الاتحاد التونسي للعبة للظفر بجهوده قبل عامين.
وبهذا الصدد، يقول بن سليمان، الفارع الطول (1.88م): «لعبت مع منتخب الدنمارك ما دون 19 عاماً، سارت الأمور على ما يُرام، وكنت سعيداً جداً، ثم فجأة تلقيت مكالمة هاتفية من المنتخب التونسي».
حينها، لم يكن بن سليمان خطا خطواته الاحترافية، لذا قال: «كان من المدهش أنهم أرادوني».
وبعدما وجد نفسه أمام «خيار صعب» قرر بن سليمان ارتداء قميص منتخب «نسور قرطاج»، مبرراً قراره بقوله: «أريد تكريم جذوري التونسية. أكبر حلم (لوالدي) هو رؤيتي ألعب للمنتخب التونسي مذ كنت صغيراً، وأريد أن أجعلهم فخورين»، متابعاً: «لا نملك نجوماً من العيار الثقيل، لكننا مجموعة جيدة جداً. نحن منضبطون جداً، وجيدون جداً في الدفاع عن هدفنا».
وعمَّا إذا كان منتخب «الديوك» يخيفه، قال: «نملك المهارات في صفوفنا. وفي حال كُنا في يوم جيد، فمن الممكن أن تمر فرنسا بيوم سيئ. لا أحد أعرف ماذا سيحصل».