«الوطني»: مرونة الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة تقوّض احتمالات خفض الفائدة قريباً
نمت مبيعات التجزئة في ديسمبر الماضي بنسبة 0.6% على أساس شهري، فيما يعتبر أعلى من التوقعات البالغة 0.4%.
وفي ذات الوقت، نمت مبيعات التجزئة الأساسية، التي تستثني أسعار السيارات ومواد البناء والغاز والخدمات الغذائية، بنسبة 0.4%، متجاوزة التوقعات التي أشارت إلى زيادة قدرها 0.2%.
وجاءت البيانات في أعقاب تسجيل معدلات التوظيف والأجور لمكاسب قوية في ديسمبر، إضافة إلى زيادة أسعار المستهلكين.
وإثر صدور هذه البيانات، ارتفع الدولار الأميركي مقابل العملات والأسهم والسلع الرئيسية.
وحسب تقرير أسواق النقد الأسبوعي الصادر عن بنك الكويت الوطني، ارتفع مؤشر الدولار الأميركي إلى 103.45 يوم الأربعاء.
كما ارتفع الدولار الأميركي مقابل الين الياباني إلى 148.02، مقارنة بمستوى 140.73 المسجل ببداية العام، ليصبح بذلك الين الياباني العملة الأسوأ أداءً هذا العام.
وتأثر سوق الأسهم أيضاً بقوة الدولار، إذ انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 0.6%، وبالمثل أنهى كلا من مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» ومؤشر داو جونز تداولات نهاية الأسبوع باتجاه هبوطي.
وعلى الرغم من توقعات خفض أسعار الفائدة، حول المستثمرون تركيزهم إلى صدور البيانات الأقوى من المتوقع من الولايات المتحدة، مما دفع عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوياتها المسجلة منذ أكثر من شهر، لتصل إلى نحو 4.102%.
كما ارتفعت العائدات على السندات لأجل عامين ووصلت إلى نحو 4.352% يوم الأربعاء، وسط اتجاه الأسواق لتوقع بقاء معدلات التضخم المرتفعة لفترة طويلة نظراً لمرونة الاقتصاد.
طلبات إعانة البطالة الأميركية
أظهر سوق العمل الأميركي مرونة في بداية العام، إذ انخفضت الطلبات الأولية للحصول على الإعانات بصورة مفاجئة الأسبوع الماضي ووصلت إلى أدنى مستوياتها منذ عام تقريباً. وانخفضت المطالبات الأولية بمقدار 16 ألف طلب لتصل إلى 187 ألف طلب في الأسبوع المنتهي في 13 يناير، مقابل القراءة السابقة البالغة 203 آلاف طلب، مما يشير إلى أن نمو الوظائف ظل ثابتاً خلال شهر يناير الجاري.
إضافة إلى ذلك، فإلى جانب انخفاض طلبات إعانة البطالة الأسبوعية، انخفضت المطالبات المستمرة بنحو 26 ألف طلب لتصل إلى 1.906 مليون طلب خلال الأسبوع المنتهي في 6 يناير، لتصل بذلك إلى أدنى المستويات المسجلة منذ أكتوبر.
اللجنة الفدرالية
تحدث عضو اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة الأميركي كريستوفر والر، الذي كان مسؤولاً عن إعادة تسعير توقعات مجلس الاحتياطي الفدرالي في نوفمبر بصورة كبيرة، يوم الثلاثاء الماضي وذكر أن الولايات المتحدة «على مسافة قريبة» من الوصول إلى معدل التضخم المستهدف بنسبة 2%، محذراً بأن البنك المركزي يجب عليه عدم التسرع في خطوة خفض أسعار الفائدة حتى يتأكد من مواصلة التضخم لاتجاهه الهبوطي.
وأضاف عضو اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة أنه بغض النظر عن الموعد الذي يبدأ فيه البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة، يجب على صناع السياسة المضي قدماً «بشكل منهجي وبعناية» لتجنب خفضها بوتيرة شديدة وسريعة.
وواصل المتداولون تسعير خفض أسعار الفائدة بداية من شهر مارس، حيث ستتم مراقبة اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي القادم المقرر عقده في أواخر شهر يناير عن كثب بحثاً عن أي إشارات تتعلق بقرارات أسعار الفائدة. وبدأ الدولار الأميركي يتخذ اتجاهاً صعودياً.
وارتفع الدولار الأميركي وأنهى تداولات الأسبوع مغلقاً عند 103.236.
المملكة المتحدة
كشفت أحدث بيانات أن التضخم في المملكة المتحدة ارتفع متجاوزاً التوقعات في شهر ديسمبر، في ظل وصول مؤشر أسعار المستهلكين الكلي إلى 4% على أساس سنوي مقابل التوقعات التي أشارت إلى وصول قراءته إلى 3.8%. كما تجاوزت القراءة أيضاً المستوى المسجل في نوفمبر البالغ 3.9%، مسجلاً بذلك أول ارتفاعاته منذ أكثر من عام.
وما يزال معدل التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة، ثابتاً، إذ بلغت قراءته 5.1% بما يتسق مع التوقعات.
وجاء ارتفاع بيانات التضخم على خلفية أداء قطاع الخدمات، حيث أظهرت قراءة المؤشر تسارع معدل تضخم الخدمات إلى 6.4% مقابل 6.3% في السابق.
مبيعات التجزئة
تراجعت مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة في ديسمبر، مسجلة أكبر تراجعاتها منذ يناير 2021 عندما أدت إعادة فرض القيود المتعلقة بالجائحة إلى انخفاض المبيعات بشدة.
ويؤدي ذلك إلى ارتفاع مخاطر وقوع اقتصاد المملكة المتحدة في حالة من الركود التقني بنهاية العام الماضي.
وخلال شهر ديسمبر، والذي عادة ما يتلقى دعماً قوياً على خلفية شراء هدايا عيد الميلاد، انخفضت مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة على أساس شهري بوتيرة حادة بلغت -3.2%، فيما يعد أسوأ بكثير من -0.5% التي توقعها الاقتصاديون.
وتعليقاً على البيانات، قالت هيذر بوفيل من مكتب الإحصاءات الوطنية في المملكة المتحد: «كان أداء متاجر المواد الغذائية سيئاً جداً بتسجيلها أكبر انخفاض لها منذ مايو 2021 حيث أدى التسوق المبكر لموسم عيد الميلاد إلى تباطؤ مبيعات ديسمبر».
كما انخفضت مبيعات التجزئة الأساسية، باستثناء وقود السيارات، بنسبة 3.3% على أساس شهري، مقارنة بالانخفاض المتوقع بنسبة -0.6%.
أما على أساس سنوي، فقد انخفضت مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة بنسبة -2.4% الشهر الماضي مقابل توقعات بارتفاعها بنسبة 1.1%، في حين انخفضت مبيعات التجزئة الأساسية لنفس الفترة بنسبة -2.1% مقابل توقعات تسجيل نمواً بنسبة 1.4%.