«ليالي القراءة»... فعالية للصغار والكبار عن الجسد
بحضور السفيرة الفرنسية كلير لوفليشر ومشاركة الشوا والبقصمي
نظمت السفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي بالكويت فعالية «ليالي القراءة»، التي تناولت هذا العام موضوع الجسد، وتضمنت برنامجا أسعد قلوب الصغار والكبار في مجمع الأندلس، بحضور السفيرة الفرنسية كلير لوفليشر، والملحق الثقافي الفرنسي آية بن عزوز، ومدير المعهد بنوا كاتالا، ومدير المركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية د. مكرم عبّاس، وعدد من السفراء والدبلوماسيين والمهتمين.
وتضمنت الفعالية شقين، الأول: مسرح الدمى العربي، حيث شارك فيه استوديو الطاقة الإبداعية، وقدم قصة «فيل من المدينة»، أما الشق الثاني فكان عبارة عن محاضرة قدمتها الفنانة والشاعرة والأديبة ثريا البقصمي، بعنوان «الجسد من خلال رحلة الفنانة والكاتبة ثريا البقصمي»، وصاحبها معرض لوحات.
ليالي القراءة
بهذه المناسبة، قالت آية بن عزوز إن «ليالي القراءة» حدث ينظم من قبل وزارة الثقافة الفرنسية، في شهر يناير من كل سنة، منذ عام 2017، وله علاقة بالقراءة، مضيفة أن فعالية هذه السنة شملت فئتين الصغار والكبار، وتناولت ثيمة الجسد.
وعن الفعاليات القادمة التي ستنظمها السفارة، أشارت إلى أنه «في مارس المقبل سنحتفل بالفرنكوفونية، والتي ستشارك فيها جميع السفارات الفرنكوفونية في الكويت».
فرصة كبيرة
من جانبه، ذكر كاتالا أن «ليالي القراءة» فرصة كبيرة للاحتفال بفن الكتابة، وهو نشاط أطلقته وزارة الثقافة في فرنسا، مبينا أنه «للسنة الثانية تنظمه السفارة الفرنسية بالكويت، وفي السنة الماضية حملت الفعالية ثيمة الخوف، وقمنا بتنظيم محاضرة للأديب طالب الرفاعي بعنوان: الخوف في روايات طالب الرفاعي بين الواقع والتخييل، وفي هذه السنة حملت الفعالية ثيمة الجسد».
وأفاد بأنه «في حديثنا عن الجسد يرتبط أيضا بدورة الألعاب الأولمبية الصيفية الثانية والثلاثين، والتي ستقام من 26 يوليو إلى 11 أغسطس، وعندما نتحدث عن الجسد فنجده مرتبطا بالرياضة وما إلى ذلك، وهناك الكثير من الجوانب الأخرى للجسد التي تظهر في الأدب، علاوة على ذلك تضمنت الفعالية معرضا، وهذا يبين أن هناك علاقة وثيقة بين الفن والأدب».
وعن أهمية القراءة من وجهة نظره، أوضح أنه أحد الأسباب لتنظيم هذه الفعالية هو التشجيع على عادة القراءة، والتي قلت عند الأطفال والكبار بسبب قضاء أوقات طويلة مستخدمين للشاشات الإلكترونية، لذلك فإنه من الضروري عودة عادة القراءة إلى المدارس والبيت.
المكتبة الوحيدة في الكويت
من جانب آخر، ذكر كاتالا أن المعهد الفرنسي في الكويت لديه مكتبة تساهم في خدمة الثقافة الفرنسية، وهي المكتبة الفرنكوفونية الوحيدة في الكويت، وتفتح أبوابها للجميع طوال أيام الأسبوع ما عدا يوم الجمعة، وهناك حوالي 9000 إصدار، إضافة إلى بعض المصادر المتوفرة أونلاين، ولديهم ارتباط مع بعض المكتبات في الكويت، مثل المكتبة الوطنية، مؤكدا أن المكتبة متنوعة في إصداراتها التي تهم جميع الفئات من الأطفال والكبار، «وأوجه دعوة للمهتمين لزيارة المكتبة والاطلاع على الكتب المتنوعة».
كاتالا: «ليالي القراءة» فرصة كبيرة للاحتفال بفن الكتابة
وحول التعاون مع وزارة التربية، لفت إلى أن هناك تعاونا قويا ومثمرا مع الوزارة، ويتعلق بتدريس وقراءة اللغة الفرنسية، وهناك العديد من مدرسي اللغة الفرنسية في الكويت، وهي ثالث لغة متحدثة في البلاد، إضافة إلى تعليم «الفرنسية» في المعهد، الذي يقوم أيضا بتعليم اللغة العربية للأجانب، وهناك كذلك الديوانية الفرنكوفونية، وهي تقام بصفة شهرية في الوقت الحالي.
فيل في المدينة
وعلى هامش الفعالية، قالت الكاتبة هدى الشوا: «في إطار المشاركة في فعالية ليالي القراءة تحت ثيمة الجسد قدم استوديو الطاقة الإبداعية عرض مسرحية الدمى للأطفال باللغة العربية مع الترجمة الفورية للفرنسية عن قصة فيل في المدينة، من تأليفي ود. نبيل بهجت، وموسيقى الراحل ألفرد جميل».
وأفادت الشوا بأن العرض قدمه الممثلان سارة رشاد، ومحمد محب، وهو يتناول حكاية هروب الفيل مالك من حديقة الحيوان، بعد أن ضاق ومل من العيش في حظيرة ضيقة لا تتناسب مع طبيعة جسده الضخم، والقصة دعوة للتعاطف والتوعية بمسؤولية الإنسان تجاه الحيوان، وأن كل مخلوق له الحق في مقومات العيش الكريم، وله الحق في السكن الآمن والملائم.
الثقافة والفن
بدورها، شكرت البقصمي السفارة الفرنسية على دعوتهم، قائلة: «فرصة جميلة المشاركة في مثل هذه الأنشطة، وبنفس الوقت نحن كفنانين تشكيليين وكتاب نسعى إلى أن ننتشر خارج الكويت، وأن تتعرف الشعوب الأخرى على إنجازاتنا، وأي نشاط ثقافي على هذا المستوى يساهم في تعزيز العلاقات بين الكويت والدول الأخرى، وخاصة فرنسا، دولة الثقافة والفن».
وأشارت إلى أن أحد إصداراتها الأدبية بعنوان «شموع السراديب» ترجم إلى اللغة الفرنسية، وتم الاحتفال بإصداره في معهد فولتير قبل سنوات، مضيفة أنها بهذه الندوة ستقرأ بعض النصوص الشعرية، وتتحدث عن بعض المراحل التاريخية وعلاقتها بالحضارات القديمة، وأيضا حكاية الجسد من واقع دراستها للفنون وكتاباتها الأدبية.
وأفادت بأن الفعالية يصاحبها معرض للوحاتها الفنية، وخلال المحاضرة قرأت البقصمي مجموعة من قصائدها، ومن أجواء قصيدة «فضاء»: اقتربي مني/ أيتها السعادة الوهمية/ اندسي تحت أعطافي/ احتويني/ انزعي عني عباءة أحزاني. أما من قصيدة «حياة أخرى»: أعيش حياة أخرى/ أبدل كيس جسدي/ غطاء رأسي/ ألوان هالات قدسيتي/ اختار قلبا جديدا/ أبوابه مشرّعة/ لشمس عينيه.
تعليم اللغة العربية واللهجة الكويتية
ذكر مدير المركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية د. مكرم عباس أن المركز نظم دورة تدريبية لطلبة فرنسيين يدرسون «الماجستير»، إضافة إلى طلبة من مستويات جامعية أخرى، ويبلغ عددهم عشرين طالبا جاؤوا إلى المركز لحضور دورة ذات مستوى متقدم في اللغة العربية، وفي الأسبوع الماضي كانت هناك دفعة من الطلبة حضروا دورة لغة عربية في المستوى المتوسط، يبلغ عددهم 19 طالبا وطالبة جاؤوا وتدربوا لمدة عشرة أيام.
وبشأن المستوى المتقدم في اللغة العربية، أوضح عباس أن الدورة تتضمن أنشطة أخرى، منها تعليم «اللهجة الكويتية»، والفصحى، ودروس في حضارة شبه الجزيرة العربية.
وعما إذا كانت هذه الدورات أو الدروس من شروط تخرج الطلبة أجاب: «ليست من شروط تخرجهم، ولكنها تساهم في تكوينهم على المستوى اللغوي، وتأهيلهم على مستوى البحث، لأنهم يقومون ببحوث عن أرشيف، ومنهم من يعمل على أرشيف دولة الكويت، أو السعودية، أو عمان، أو الأرشيف العربي إجمالا، فالأرشيف العربي موجود في فرنسا، وهناك اهتمام بالدراسات والبحوث، واللغة العربية مصدر من مصادر هذه البحوث».