كشفت مصادر متابعة لـ «الجريدة» أن التواصل والتنسيق بين الدول الخمس المعنية بلبنان، التي تضم الولايات المتحدة والسعودية وفرنسا وقطر ومصر، عقدت اجتماعاً عن بُعد تم خلاله البحث في كيفية الوصول إلى تفاهم ينهي الفراغ الرئاسي المستمر منذ 2002، تلاه تحرك المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان باتجاه السعودية وقطر ومصر.
وعلى الساحة الداخلية يستعد سفراء الدول الخمس لجولة على المسؤولين اللبنانيين تبدأ برئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد أن يعقدوا اجتماعاً لتوحيد المواقف والاتفاق على لغة واحدة يتحدثون بها مع المسؤولين اللبنانيين لتبديد كل ما يتردد عن خلافات وتباينات بين الدول الخمس حول مقاربة الملف اللبناني.
وبحسب المعلومات، سيركز السفراء على ضرورة الذهاب نحو «مرشح ثالث» والخروج من سياسة الخنادق والانقسام العمودي. لكن هذا التحرك يحتاج إلى أن تلاقيه إيران في منتصف الطريق، لأن الجميع مقتنع بأنه لا تسوية من دون طهران.
في هذا السياق، برزت زيارة السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني إلى السفير السعودي وليد البخاري.
وأشار متابعون إلى أن الزيارة تأتي في إطار التواصل، خصوصاً أن الإيراني يجد مصلحة في استمرار التصالح مع كل دول المنطقة في ظل الظروف القائمة، وكذلك فإن السعودية ترى أنه من مصلحتها استمرار التفاهم مع إيران لعدم تجدد الانفجار في اليمن. وقد جاء اللقاء على وقع تسريب معلومات في الصحافة الأميركية حول مشاركة حزب الله والحرس الثوري الإيراني إلى جانب الحوثيين في اليمن بالهجمات في البحر الأحمر. وقد جاء اللقاء في سياق تأكيد سريان التهدئة في اليمن وانعكاسها على لبنان، بالتالي فإن الزيارة أهم من مضامين النقاش.
في المقابل، بالنسبة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله فإن الموقف الرئاسي لا يزال على حاله بالنسبة إلى ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والاستمرار بدعمه. وفيما يبدي بري انفتاحاً على النقاش بالملف الرئاسي، يقول مقربون من حزب الله، إن الحزب يعتبر كل النقاش السياسي في البلد مؤجل إلى ما بعد وقف الحرب على قطاع غزة، وبالتالي وقف المواجهات في جنوب لبنان. وفي الوقت نفسه، لا يزال حزب الله متمسكاً بخيار فرنجية، وفي هذا السياق جاء تسريب خبر عن لقاء جمع قبل أسبوعين بين الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وفرنجية جدد خلاله نصرالله دعمه لترشيح الأخير.
وفيما تواصلت المواجهات بين حزب الله وإسرائيل في الجنوب، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يؤآف غالانت لنظيره الفرنسي أمس، إنه «حتى لو أوقف حزب الله إطلاق النار من جانب واحد فإننا لن نفعل حتى نضمن عودة سكان الشمال». جاء ذلك، فيما رفض رؤساء السلطات المحلية الإسرائيلية عند الحدود الشمالية مع لبنان دعوة للمشاركة في اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة اليوم.