يخوض النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الخطوة الأولى من رقصته الأخيرة في صفوف منتخب «ألبيسيليستي»، عندما يواجه نظيره السعودي على ملعب لوسيل، اليوم، ضمن منافسات المجموعة الثالثة من مونديال قطر 2022.

وكان ميسي، الحائز الكرة الذهبية سبع مرات، صرَّح بأن نسخة 2022 ستكون الأخيرة له، ولاشك في أنه يريدها تتويجاً لمسيرة مظفرة فاز خلالها بجميع الألقاب الممكنة في صفوف برشلونة الإسباني، ثم باريس سان جرمان الفرنسي، كما توِّج مع بلاده بـ «كوبا أميركا» عام 2021، ليقودها إلى أول لقب قاري منذ 1993.

Ad

ويشارك ميسي (35 عاماً) في المونديال الخامس له، وكانت أبرز نتيجة له حلوله وصيفاً في نسخة البرازيل عام 2014.

وتخوض الأرجنتين غمار هذه البطولة متسلحة بسلسلة من 36 مباراة دون خسارة على مدى السنوات الثلاث الأخيرة. وفي حال قُدِّر لها الفوز على السعودية، فإنها ستعادل الرقم القياسي الموجود بحوزة المنتخب الإيطالي.

ويملك المدرب ليونيل سكالوني تشكيلة متجانسة وصلبة، وتعتمد بالإضافة إلى ميسي على المخضرم أنخل دي ماريا جناح يوفنتوس الإيطالي، ومهاجم إنتر الإيطالي لاوتارو مارتينيس، إضافة إلى ثنائي قلب الهجوم كريستيان روميرو من توتنهام الإنكليزي، وليساندرو مارتينيس من مانشستر يونايتد الإنكليزي أيضاً.

مباراة العُمر

في المقابل، يتعيَّن على المنتخب السعودي خوض مباراة العُمر إذا ما أراد تحقيق نتيجة إيجابية أمام العملاق الأميركي الجنوبي.

وينعم المنتخب السعودي، الذي يضم 12 لاعباً من الهلال (بطل آسيا)، بالاستقرار الفني منذ تولي المدرب الفرنسي هيرفيه رونار تدريبه في يوليو 2019، حيث نجح في قيادته إلى النهائيات للمرة السادسة في تاريخه، بعد تصدره مجموعة ضمت اليابان وأستراليا.

ويحلم المنتخب السعودي بتكرار حلم التأهل إلى الدور ثُمن النهائي، كما فعل في باكورة مشاركاته، وتحديداً في مونديال الولايات المتحدة عام 1994 عندما سجَّل له نجمه سعيد العويران هدف الفوز التاريخي والرائع في مرمى بلجيكا، قبل أن يخسر «الأخضر» ضد السويد 1-3.

ويملك رونار خبرة كبيرة في البطولات القارية والعالمية، بعد أن قاد زامبيا إلى أول لقب في كأس أمم إفريقيا عام 2012، ثم نجح في تحقيق الإنجاز ذاته مع ساحل العاج بعدها بثلاث سنوات، ليصبح أول مدرب ينال هذا الشرف مع منتخبين مختلفين في البطولة القارية، كما قاد المغرب بمونديال روسيا 2018.

لاعب الوسط سلمان الفرج

إذا حضر سلمان جاء «الفرج» لـ «الأخضر»

بات لاعب الوسط سلمان الفرج قائداً لا يستغنى عنه في خط وسط المنتخب السعودي، حيث يأمل التغلب على إصابة بمفصل الكتف لخوض مواجهة الأرجنتين اليوم.

وتعددت الألقاب لابن الـ33 عاماً في مسيرة طويلة، وسجل مثقل بالانتصارات من «ضابط إيقاع الأخضر» و«جوكر» خط الوسط إلى «موزّع الهدايا» و«رمانة الميزان» حتّى وصل الأمر إلى القول فيه: «إذا حضر سلمان جاء الفرج». رشّحه كثيرون للاحتراف في أوروبا إلا أنه ظل وفياً لقميص الهلال وقاده لإحراز الألقاب والكؤوس المحلية والقارية.

ويمتلك الفرج مهارات فنية عالية، فهو قائد بالفطرة وصاحب نكهة كروية فريدة تسمح له بمنح الثقة لزملائه داخل الملاعب، كما يتميز بتمريراته الثاقبة وصلابته في الدفاع وإجادته اللعب على الأجنحة، ويستطيع أن يتخطى الدور الأساسي الذي يوكله به مدربه ليساند ويهاجم ويسجل.

ولد الفرج في المدينة المنورة أول أغسطس 1989، واكتشفه رئيس نادي الهلال حينها الأمير محمد بن فيصل عام 2004، بعدما شاهده يلعب في إحدى الدورات الرمضانية للسداسيات في الصالة الرياضية للأزرق، دعاه وتحدث إليه بعد نهاية المباراة مباشرة مثنيا على أدائه، وأوصى بتسجيله ضمن الفئات العمرية للنادي بعد اقتناعه وإعجابه بموهبته الكبيرة.

واستهل مشواره الدولي مع المنتخب الأول للأخضر في 14 أكتوبر 2012 بفوز ودي على الكونغو 3-2. وخاض الفرج 70 مباراة دولية بقميص منتخب بلاده، سجل خلالها 8 أهداف، وسجل أول أهدافه في الفوز بسباعية على تيمور الشرقية سبتمبر 2015 خلال تصفيات آسيا لمونديال روسيا 2018، حيث افتتح أيضا رصيده المونديالي بتسجيله هدف التعادل من ركلة جزاء في الفوز على مصر 2-1 في دور المجموعات الذي غادره الأخضر، ووقع الاختيار على الفرج كأفضل لاعب آسيوي في هذه النسخة.

أنخل دي ماريا

دي ماريا يحلم بمعانقة اللقب

مُمرِّر رائع، هدَّاف المناسبات الكبيرة وأفضل مساعد لليونيل ميسي في المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم، سيحاول أنخل دي ماريا في قطر أن يرافق صاحب الرقم 10 في مشوار الفوز باللقب العالمي الثالث للألبيسيليستي.

وترك الجناح الأيسر بصمته في تاريخ منتخب بلاده بهدفين من أهدافه الدولية الـ27. في عام 2008، كان صاحب الهدف الوحيد في المباراة النهائية لأولمبياد بكين ضد نيجيريا، وبعد 15 عاماً تقريباً، في عام 2021، سجل مرة أخرى بتسديدة ساقطة بقدمه اليسرى ضد البرازيل في المباراة النهائية لـ «كوبا أميركا» ومنحه اللقب الأول في المسابقة منذ عام 1993.

في مسيرته الكروية مع الأندية، جال دي ماريا في جميع أنحاء القارة العجوز بقدمه اليسرى الساحرة، وأذنيه البارزتين، واحتفاله الشهير برسم قلب بأصابع يديه خلال تسجيله للأهداف. دافع عن ألوان الأندية الكبيرة فقط. وصل في عام 2007 إلى بنفيكا البرتغالي، ثم انتقل إلى ريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد الإنكليزي وباريس سان جرمان الفرنسي، وحالياً مع يوفنتوس الإيطالي.

قبل أوروبا، تعلم كرة القدم في بلاده، في روساريو، مدينة مسقط رأسه، والتي هي أيضاً مدينة ميسي. طفولته في شارع بيردريال أثرت عليه كثيراً، لدرجة أنه رسمها بالوشم على ساعده «الولادة في بيردريال هي وستظل أفضل ما حدث لي في حياتي».

كان متميزاً كثيراً عن رفاقه، فرصده نادي روساريو سنترال، أحد أقوى ناديين في المدينة مع نيويلز أولد بويز، وكانت والدته ترافقه يومياً إلى الحصص التدريبية.

سمحت له فنياته ومهاراته بتسجيل الهدفين الشهيرين في مرمى نيجيريا والبرازيل، لكنهما لم يكونا كافيين لمنح لقب عالمي للأرجنتين، التي اكتفت ببلوغ المباراة النهائية فقط عام 2014، لكن مع دي ماريا وميسي في قمة مستواهما، يمكن للألبيسيليستي تعليق آمال على تحقيق ذلك في قطر.

سالم الدوسري

الدوسري يتسلم الراية من العويران

توقف الزمن بملعب آر إف كي التذكاري في واشنطن. أصيب البلجيكيون بالدهشة وهم يتابعون كرة لاعب مغمور يُدعى سعيد العويران تسكن الشباك، ليدخل اللاعب تاريخ بلاده بهدف رائع سيظل خالداً في ذاكرة السعوديين، لاسيما أن هذا الهدف منحهم الفوز 1-0 على الفريق الذي كان يقوده وقتها بول فان هيمست.

كان هدف العويران من أروع الأهداف في مونديال الولايات المتحدة 1994، ومنح بلاده تذكرة العبور إلى ثُمن النهائي. ومنذ ذلك الحين لم تتأهل السعودية إلى الأدوار الإقصائية. فبعد الفوز 1-0 على بلجيكا، اختفى الفريق العربي عن الساحة، رغم أنه خاض أربع نسخ تالية من المونديال في فرنسا 1998 وكوريا واليابان 2002 وألمانيا 2006 وروسيا 2018.

لم تتأهل السعودية مجدداً إلى ثُمن النهائي. فازت فقط في واحدة من 12 مباراة خاضتها على حساب مصر في روسيا 2018، وبالكاد سجلت ستة أهداف، بمعدل هدف في كل لقاء، وهو معدل متواضع للغاية بالنسبة لفريق يمثل سالم الدوسري فيه الأمل بتقديم مستوى طيب وتسجيل هدف حاسم مثل ذلك الذي أحرزه العويران قبل 28 عاماً.

ويُعد الدوسري (31 عاماً) أحد اللاعبين القلائل في صفوف السعودية الذين يعرفون معنى تسجيل هدف للسعودية في المونديال خلال آخر ثلاثة عقود، فقد سبق له التهديف في شباك منتخب مصر (2-1) في الجولة الأخيرة من دور المجموعات من روسيا 2018، رغم أن هذا الانتصار لم يكن كافياً سوى لكسر سلسلة 24 عاماً من دون فوز في كأس العالم.

أما الآن، فيحمل الدوسري مسؤولية إيصال منتخب بلاده إلى ثُمن النهائي، لكن المهمة تبدو معقدة وتبدأ اليوم (الثلاثاء) بملاقاة الأرجنتين، ثم فريقين آخرين أقوى من الفريق العربي، وهما بولندا والمكسيك.

لكن الوضع لم يكن أيسر كثيراً في 1994 بالنسبة للسعوديين. وإضافة إلى هولندا، كان يتعيَّن عليهم مواجهة بلجيكا والمغرب. وكان المنتخب السعودي قبل انطلاق المونديال وقتها نظرياً أضعف فرق المجموعة، وتوقع الجميع أن يتذيل الترتيب، لكن القدر كان له رأي آخر بالنسبة للفريق الذي كان يدربه الأرجنتيني خورخي سولاري.

ومثلما وضع العويران منتخب بلاده على أعتاب عالم مجهول كلية؛ ثُمن نهائي كأس العالم قبل أن تنهي السويد مغامرة البلد العربي بثلاثة أهداف لهدف، يأتي الدور على الدوسري نجم الهلال السعودي لتلبية تطلعات الجمهور في السعودية.