هذا ممنوع وذاك مسموح يا ولدي!
• مسموح لك أن ترمي كل بلاويك وخطاياك منذ عام النكبة 1948 في وجه الإمبريالية والخونة والرجعية، وتتنصل من أي مسؤولية أو تعترف بأخطائك المميتة والاتجار بالشعب الفلسطيني وقضيته.
• مسموح لك أن تلعلع بخطابات ثورية تدغدغ مشاعر الناس تجاه ما يحدث في الأراضي المحتلة من فلسطين، وكما تشاء، وممنوع عليك أن تسحب سفير إسرائيل من بلادك احتجاجا على المجازر التي ترتكب بحق المدنيين، أو تقطع علاقاتك الدبلوماسية معها لأن ذلك يعرضك لعقوبات دولية ويحرمك من امتيازات تحصل عليها.
• مسموح لك أن تبارك وتؤيد «التطبيع» بين إسرائيل ودول في الخليج العربي، وممنوع عليك أن تنتقد وتفسر وتحلل، وإذا جازفت وفعلت ذلك... فعليك تحمل تبعات هذا الموقف؟
• مسموح لك أن تمجّد بعض رؤساء العرب وأنظمة عربية لكن إياك أن تقترب منهم أو تمس سمعتهم بكلمة اعتراض أو نقد، فهذا يعني أنك تدق إسفيناً في العلاقات بين الأشقاء وتسهم في تعكير صفوها، مع دول صديقة وهو ما يعرّضك للمساءلة أو الطرد أو السجن.
• ممنوع عليك التشكيك في أي رواية أو حديث ديني يتناوله رجال الدين أو العامة من الناس، وإذا فعلت ذلك فحكم الشرع سيطبق عليك، لكن مسموح لك أن تطأطئ رأسك عند سماعك هذا الحديث وتحمد ربك أنه أنعم عليك بأناس جهلة.
• مسموح أن تكتب عن «مخاطر التطبيع» بشكل عام دون أن تذكر بالاسم أي دولة طبعت مع «العدو الإسرائيلي» على اعتبار أن التطبيع ظاهرة عالمية لا تخص المنطقة عندنا!! وممنوع عليك أن تشير إلى الصفقات الكبرى التي تحدث من حولك لدفن قضية الفلسطينية.
• ممنوع عليك أن تنتقد «المعارضة» في أي بلد عربي أو خليجي، فقادتها شرفاء وقديسون، خصوصا المعارضة السورية بكل فصائلها، ومسموح لك أن تشتم الرئيس السوري ونظامه السياسي 24 ساعة، فذلك يمنحك البراءة من انتماءاتك السياسية.
• ممنوع عليك أن تكتب تاريخ المهمشين والمظلومين في أي مجتمع عربي ومسموح لك أن تقرأ فقط «الرواية الرسمية» التي نحوكها لك، وبالطريقة التي نراها، وأي اعتراض عليها سيعرضك الى عقوبة الخيانة الوطنية.
• مسموح لك كإنسان عربي أو خليجي أن تحتسي المشروبات الكحولية أو تدخن الحشيشة أو تتزوج من امرأة ثانية وثالثة بالسر في بعض البلدان، وتمارس الكذب على نفسك وأسرتك، وممنوع عليك أن تجاهر بذلك في منزلك والأماكن العامة، لأنهم سيرجمونك ويلعنونك ويتهمونك بأوصاف دنيئة.
• ممنوع عليك أن تمارس الاعتراض على مرؤوسين أو تنتقدهم، وإن فعلت ذلك فغضب الله سينزل عليك ومسموح لك أن تنادي بضرورة وجود الرأي الآخر شرط أن يبقى هذا الرأي في الغرف المغلقة.
• هناك مدعوون للديموقراطية والانفتاح والرأي الآخر، وأن قلوبهم وعقولهم تتسع للجميع، وعندما تقترب منهم أو توجه النقد إلى ممارساتهم يتحولون إلى دكتاتوريين ومستبدين.
• الشخصية العربية مصابة بالانفصام والازدواجية والشيزوفرانيا، وهي خصائص ترسم لنا هويتنا المتناقضة.