طالبت الكويت مجلس الأمن بضرورة تحمل مسؤولياته وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، داعية المجتمع الدولي إلى ضرورة دعم ثبات الشعب الفلسطيني على أرضه والتحذير من أي محاولات لتهجيره ومفاقمة قضية اللاجئين الذين يجب تلبية حقهم، مبينة أنه مع مرور الزمن وموجات التهجير القسري لا يمكن أن تحرِم الشعب الفلسطيني الشقيق من حقه في العودة إلى وطنه.
جاء ذلك خلال مشاركة نائب وزير الخارجية السفير الشيخ جراح الجابر في أعمال جلسة مجلس الأمن مفتوحة النقاش على المستوى الوزاري حول الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
وألقى الجابر كلمة الكويت خلال الجلسة، والتي قال فيها «إننا نجتمع اليوم في ظل أوضاع وتطورات استثنائية وكارثية في هيئة أممية قدرها ومسؤوليتها هي حفظ السلم والأمن الدوليين ولكن أصبح واضحا بعد ما شهدناه في قطاع غزة من جرائم تفوق الوصف ومعاناة إنسانية تهز الضمائر أن مجلس الأمن عاجز عن الاضطلاع بمسؤولياته السياسية والقانونية والإنسانية».
وأضاف أن «ما هذا إلا نتيجة ازدواجية المعايير، حيث فشل المجلس في أن يكون له موقف مبدئي في وجه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووقف مكتوف الأيدي في ظل استمرار قوات الاحتلال بانتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية بما فيها قرارات هذا المجلس».
وتابع: كما لم يتمكن المجلس من تبني قرار يطالب بالوقف الفوري للأعمال الإجرامية الإسرائيلية، وما ذلك إلا نتيجة مباشرة لتغليب المصالح الجيوسياسية الضيقة على أهمية ومركزية تطبيق القانون على الجميع دون استثناء.
الاحتكام إلى القانون الدولي
وأردف: لقد أتينا اليوم إلى مجلس الأمن للدفاع عن الشعب الفلسطيني الشقيق وعن القانون الدولي بأكمله، ولا خيار لنا إلا بالاحتكام إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة للحفاظ على كرامتنا وحقوقنا كأفراد وأمننا واستقرارانا كدول أعضاء في هذه المنظمة العرِيقة.
وأشار إلى أن الكويت تؤكد أهمية الوقف الفوري لهذه الحرب المدمرة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للجرحى والمصابين الفلسطينيين دون عراقيل، تنفيذا للقانون الدولي وضمان المساءلة والمحاسبة للجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت وترتكب ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
ولفت إلى ترحيب الكويت بالخطوة التي اتخذتها جمهورية جنوب إفريقيا في تقديمها لدعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي لارتكابه جريمة إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق.
والتقى نائب وزير الخارجية نائب وزير خارجية السعودية، وليد بن عبدالكريم الخريجي، في مدينة نيويورك، وتم استعراض أوجه العلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع بين الكويت والسعودية وسبل تعزيزها، بما يحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وكذلك آخر المستجدات والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.
كما التقى الجابر نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، حيث بحث سبل تعزيز الشراكة التاريخية بين الكويت والأمم المتحدة في مختلف المجالات.
وأكد الجابر خلال اللقاء دعم الكويت للجهود والمساعي التي تبذلها الأمم المتحدة في المجالين الإنمائي والإنساني حول العالم.
والتقى الجابر وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا والأمم المتحدة في وزارة الخارجية والكومنولوث والتنمية في المملكة المتحدة اللورد طارق أحمد، وتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية التاريخية بين الكويت والمملكة المتحدة، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، كما تمت مناقشة المستجدات والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.