لبنان: انفتاح جنبلاطي على فرنجية... واجتماع «الخماسية» مهدد
تتواصل التحركات الدبلوماسية تجاه الملف اللبناني، والتي تسعى من ناحية إلى تجنب التصعيد بين حزب الله وإسرائيل والتوصل إلى تهدئة مستدامة في جنوب لبنان، بما في ذلك ترسيم الحدود البرية، ومن الناحية الأخرى وضع حد للفراغ الرئاسي المتواصل منذ 2022، والبحث عن رئيس جديد للحكومة.
المستوى الأول لهذه التحركات الدبلوماسية، يتمثل في زيارات سفراء الدول الخمس المعنية بالملف اللبناني على المسؤولين، على إيقاع التحضير لانعقاد اجتماع للدول الخمس على مستوى المندوبين بالرياض في الأسبوع الأول من فبراير.
ويتركز البحث حول ضرورة الخروج بموقف موحد من الدول الخمس لوضع مواصفات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وأن يكونا منسجمين معا في برنامجهما وطريقة عملهما، وأن يكونا مقبولين من غالبية القوى، ولا يشكل أحدهما غلبة على الطرف الآخر.
وفي حال تمكنت الاتصالات التمهيدية من الوصول إلى اتفاق بشأن الخروج بهذه المقررات بشكل علني وواضح، فإن الاجتماع سيتم تأكيد حصوله في الرياض، أما في حال كان الاجتماع مشابهاً للاجتماعات السابقة وبدون مواقف واضحة ومحددة، فإن السعوديين لا يريدون عقده لأنه تحوّل إلى ملهاة.
المستوى الثاني للتحركات، يتمثل في الزيارات الأوروبية للبنان، والتي تتدرج تحت 3 عناوين، أولها نقل رسائل تحذير وتهديد من إسرائيل بضرورة وقف حزب الله عملياته لتجنب حرب واسعة، وثانيها اقتراحات حول ترسيم الحدود، سواء البرية أو البحرية، كما جرى خلال زيارة رئيس المخابرات القبرصي، الذي اقترح إنهاء ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص، أما العنوان الثالث فهو البحث العملي في كيفية تثبيت الاستقرار بعد وقف الحرب على غزة، وهذا ما فعله وزيرا خارجية إيطاليا وإسبانيا، عبر الحديث عن خطة كاملة لتعزيز دور وعمل وصلاحيات وعديد قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) كجهة ضامنة لمنع التصعيد بين حزب الله وإسرائيل مستقبلا.
أما المستوى الثالث من التحركات الدبلوماسية فهو المساعي التي يقوم بها المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين في إطار إيجاد حلول لتجنب التصعيد العسكري، وللذهاب نحو اتفاق بعيد المدى يتعلق بترسيم الحدود البرية، وسبل تطبيق القرار 1701.
وعملياً كل هذه الملفات من رئاسة الجمهورية إلى وضع الجنوب الى ترسيم الحدود أصبحت مترابطة ببعضها البعض، إما أن تفضي إلى تسوية كاملة، وإما أن يستمر التعطيل على وقع التوتر القابل للانفجار في أي لحظة.
في هذا السياق، بدأت تتولد قناعة لدى اللبنانيين بأن حزب الله سيعمل على الاستثمار بكل ما قام به في جنوب لبنان في الداخل اللبناني، وأنه لن يتخلى عن مرشحه الرئاسي سليمان فرنجية، ضمن هذه القراءة، وضع البعض موقف وليد جنبلاط، الذي أعلن فيه أنه لا يمانع انتخاب فرنجية، وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات حول موقف الرجل الذي لبى دعوة السفير الإيراني على عشاء في السفارة الإيرانية، وإذا كان يلتقط إشارات تفيد بإمكانية الوصول إلى تقاطع إيراني - أميركي ينتج فرنجية رئيساً كما أنتح ميشال عون عام 2016؟
هذا الطرح يتعارض مع أجواء الدول الخمس وما يُحكى من قبل ممثليهم عن ضرورة الذهاب الى مرشح ثالث. وهنا تعود التقييمات لتتضارب، بين من يعتبر أن حزب الله وحركة أمل سيكونان منفتحين على النقاش حول مرشح ثالث ضمن سياق واسع يتناول الملف اللبناني بشمولية، وأن الوقت وضغط الأزمة سيكونان كفيلين بذلك.