يواجه شباب اليوم تحديات عديدة لم تخطر على بال الأجيال السابقة، بل كان السابقون سبباً في خلق هذه العقبات في الكثير من الأحيان مع كل أسف.
ينخرط المراهق في المؤسسة التعليمية المتآكلة التي لا تحترم فكر الطالب، فهي مبنية على التلقين والمعلومات القديمة والمغلوطة التي تخلفت عن روح العصر، ثم يتخرج بعد صراع طويل ليبدأ مشواره المهني بعد عام من الانتظار على أقل تقدير إن لم يملك «الواسطة» اللازمة، فيتلقى صدمة كبرى متمثلة بالجهاز الحكومي البيروقراطي الذي نرى فيه الاختلاسات في وضح النهار.
أما في الجانب الإثرائي الذي يصقل شخصية الشاب، فلا توجد أي مرافق ترفيهية أو ثقافية تذكر، بل حتى إن بادر الشاب نفسه بممارسة الفنون أو الموسيقى فسيُستقبل بأصوات الاستهجان والانتقاد، فهي «منكر» أو مضيعة للوقت في نظر الكثيرين، على الرغم من أن الفنون هي ما يحرك المجتمعات وينهض بها نحو التقدم، وكذلك الحال بالنسبة للرياضة، فنحن لا نملك برامج تأهيلية كافية للارتقاء بالقدرات الشبابية نحو العالمية، ويبقى كل ما نراه من إنجازات في شتى المجالات جهوداً شخصية أتت دون أي دعم يذكر.
نأتي الآن إلى الجانب الاجتماعي وهو الأدهى والأمر، حيث لا يخفى علينا ارتفاع سن الزواج بشكل كبير وذلك بسبب الشروط المادية التعجيزية لبعض الأسر وتحديد ارتباطهم بعوائل أخرى محدودة جداً، وهو نوع من العنصرية والتمييز طالما كان التكافؤ موجوداً، مما يعني قضاء الشاب أغلب سنوات شبابه في منزل العائلة دون أي استقلالية تُذكر، فيؤخر نضجه وتعلمه للمهارات الحياتية الأساسية وتواصله مع الجنس الآخر بصورة شرعية وصحية تكتمل بها حياته.
على أية حال، يبقى اختيار السكن المستقل لمن تخطى سن النضج بعقود «تابوهاً» مرفوضاً حيث ترتبط الاستقلالية بالانحلال في الأذهان المريضة بدلاً من أن يتم ربطها بالنضج النفسي وتحمل المسؤولية، بل تحسين العلاقات العائلية بسبب وجود متنفس ومسافة صحية بين الشخص البالغ وأسرته.
لذا، فلا عجب أن نرى العديد من الشباب الناضجين يتصرفون كما المراهقين، فالمجتمع يعاملهم كذلك ولا يأخذهم على محمل الجد، ومن غير المستغرب كذلك أن نراهم إما متسكعين في الأسواق أو يقودون سياراتهم برعونة وبلا وجهة، أما الأسوأ من ذلك، فقد بدأنا بملاحظة بوادر خطيرة كارتفاع معدل الجريمة في بلد آمن نسبياً كالكويت، وأُرجح أن تكون مشكلة التحرشات المتكررة بالنساء عَرَضاً لخلل أكبر متمثلاً بما تناولناه في هذا المقال، فهل سنصل بهم إلى حد الانفجار؟