المُعلم الموظف «المتأزم» من مهنة التعليم ويشيد ويمتدح المهن الأخرى التي لها راتب أعلى ومسؤوليات وظيفية أقل ويعيش حالة وظيفية مستعصية ليُطلق سُموم التَّذمر والاستياء عبر الإعلام المرئي عن سلبيات المهنة ومسؤولياتها الجسيمة وواجباتها المهنية الشاقة، ويخاطب المسؤولين في الدولة للرأفة بحال المعلم «المكروف»، والتقليل من تلك الواجبات والتكاليف ليرسم صورة مضطربة لمهنة التعليم شديدة التشويه يفيض منها طوفان الظُّلم والقهر والازدراء مُحصلتها التَّعاسة والبؤس والسَّقم.
عزيزي المُعلم المُستاء من مهنة التعليم: أرسل لك سؤالاً جوهرياً: لماذا أصبحت مُعلماً وما زلت تُمارس مهنة التعليمية في بيئة طاردة كما تدَّعي وسط كل هذا الزحام الوظيفي، وتعيش المعاناة يوميا بسبب ازدواجية المسؤوليات الإدارية والتعليمية والإحباط والضغط النفسي والاستبداد الإداري والظلم الأبدي؟
ما رأيك أن توفر وقتك وجهدك وتنضم إلى وظيفة أخرى تنسجم مع شخصك الكريم وطموحك واترك شرف مهنة التعليم لمن يستحقه، فالميدان التربوي في بلادي الكويت زاخر بالمبدعين المؤمنين برسالتهم التعليمية محققين أهداف المؤسسة التربوية، ورؤيتهم واضحة لتلك الرسالة السامية مُسخِّرين جهودهم ليحصدوا المزيد من الإنجازات، ومحبة الطلبة والطالبات وكسب ثقة إداراتهم المدرسية مستمتعين بأدائهم التعليمي، متطورين ومتجددين باستخدامهم الأساليب التدريسية الشيِّقة في المواقف الصفية التعليمية بهمةٍ عالية وروحٍ متفانية، مُحبين للمهنة مُخلصين لعملهم ووطنهم، راجين من الله أَن يكرمهم بقبول هذا الإخلاص، ويرزقهم ثمراته من خير الجزاء وطيب الثواب في الدنيا والآخرة.
* مستشارة إشراف تربوي ومدربة دولية معتمدة