أقامت رابطة الأدباء الكويتيين جلسة حوارية بعنوان «بين القانون والأدب»، قدمتها الروائية ريم الفيلكاوي، وأدارتها أمل الحلبي على مسرح سعاد الصباح.

في البداية، تطرقت الفيلكاوي إلى العلاقة بين الأدب والقانون، لتقول «الأدب هو معنى الوجود، الطبيب أديب، والقانوني أديب، والمهندس أديب، والأديب أديب، فالأدب لوحة يرسمها كل إنسان على مزاجه هذا بشكل عام، وإذا أردنا أن نخصص علاقة الأدب بالقانون فإننا هنا نتحدث عن المحامي الأديب، ومن صفات المحامي المميز فلسفته في الكلام أو المرافعة».

Ad

عناصر حقيقية

وذكرت الفيلكاوي جملة من صفات المحامي، وهي كثرة القراءة بمجلدات لا تتحملها الأرفف، والاستماع إلى قصص لم ولن يسمعها أحد مثله، والرحمة والعدل والحق، والبحث في خياله حتى يستشعر بما يقال أمامه وحتى يجد الحل المناسب له، ومن صفاته أيضا السرحان العميق «فماذا لو... وماذا لو وكيف كانت ستكون الأمور لو...»، وأن يبتدع حلولا بخياله الواسع الذي قد يتوسع حتى يؤلف رواية ليست بحقيقية ولكنها مكونة من عناصر حقيقية، والاستمتاع بالغوص في ملفات قصص القضايا التي سيكون خصما بها.

مذكرة قانونية

وذكرت الفيلكاوي: «لو جمعنا كل هذه الصفات فسنجد أن لسانه وخياله قد ينطلق أكثر من غيره في كتابة رواية أو مذكرة قانونية قد تكون رواية في يوم ما، وذلك ليس قصورا بباقي المهن، فأنا أرى أن المحامي والفيلسوف هما الأقرب إلى الأدب وصفاته».

أدلة وشواهد

وعن تجربتها في مجال الأدب، قالت الفيلكاوي: «لم أكن أتوقع أن أجنح إلى الأدب، كنت أكتب عن القانون فقط، وأجيب عن بعض التساؤلات في صفحات الجريمة والأحداث، وقد كتبت في مطبوعات متنوعة تعنى بالجريمة والقانون، كما كتبت في بعض المنتديات، والصحافة الورقية إلخ، ولكن الأدب هو انزلاق روحي استجد علي من كثرة ما عايشت من هموم غيري، وانغمست بها، لم أكتف بالقانون الذي أزعجني أحيانا بظلمه، لذلك آثرت أن أعيش قصتي العادلة كي أقتص لمن ظلموا، فكتبت مقالات أدبية اتخذت فيها حريتي الواسعة التي لا يحكمني فيها قانون أو أوراق أو أدلة أو شواهد».

اختلاف الآراء

وتابعت الفيلكاوي: «لم يكن انزلاقي مقصودا، واكتشفت أنني أعشق ما أفعله، واسترسلت فيه بعد أن وجدته سهلا بالنسبة لي لأنني أحببته، ومقبولا عند غيري ممن شجعني وآثر قلمي، فعرفت أن هذه هي النهاية، نهايتي هناك في الكتابة، قد لا يعتبرني البعض مبدعة، لكني أعشق ما أفعله، وأحب أن أفعل ما أعشقه مهما اختلفت الأزمان والآراء».

وأشارت إلى أنها كانت قارئة نهمة منذ الصغر، مشددة على أن القراءة لها دور مهم في حياتها.