كشفت تقارير أميركية أن الجيش الإسرائيلي يعمل حالياً على إنشاء منطقة عازلة داخل قطاع غزة، وهدم حوالي 1100 بناية قريبة من الحدود رغم تحذيرات واشنطن للدولة العبرية من أي خطوات تقلص أراضي القطاع الفلسطيني.

وذكرت «فايننشال تايمز»، أن تلك الخطوة تعد أحد مجالات الخلاف العديدة والمتنامية بين إسرائيل وإدارة الرئيس جو بايدن التي قالت مراراً، إنها ستعارض أي تحركات تؤدي إلى تقليص أراضي غزة جراء الحرب الانتقامية التي تشنها حكومة بنيامين نتنياهو ضد حركة حماس.

Ad

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أمس، بأن المسؤولين الأميركيين حذروا من أن تحويل الحدود على طول غزة إلى منطقة محظورة، من شأنه أن يعمق مخاوف الفلسطينيين من أن إسرائيل تعتزم احتلال كل أو جزء من القطاع المزدحم، الأمر الذي يجعل من الصعب إقناع الحكومات العربية بالمساعدة في إعادة إعماره.

وأوضحت أن المنطقة العازلة المحتملة تشمل تطهير شريط بعرض كيلومتر واحد على طول الحدود، وستكون مخالفة للقانون الدولي، وتقع بالقرب من خان يونس أكبر مدينة في جنوب غزة.

مجازر وقلق

وأتى ذلك في وقت واصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية التي خلفت عشرات القتلى والجرحى في عموم القطاع، إذ أفادت السلطات الصحية بمقتل 20 وجرح 150 من النازحين خلال انتظارهم لتلقي مساعدات إغاثية عند «دوار الكويت» في مدينة غزة.

كما سقط نحو 50 شهيدا في قصف جوي على مربعات سكنية في خان يونس، حيث تواصلت عمليات النزوح من المدينة التي ينحدر منها زعيم «حماس» بالقطاع يحيى السنوار.

في السياق، عبّر مجلس الأمن القومي الأميركي التابع للبيت الأبيض عن قلق واشنطن إزاء مقتل وجرح فلسطينيين في ضربات دبابة إسرائيلية على مبنى تابع لوكالة «أونروا» كان يأوي 30 ألف نازح جنوب غزة، مؤكدا أن «خسارة كل أرواح الأبرياء هي مأساة».

ترتيبات فلسطينية

إلى ذلك، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي، إن هناك اتصالات محدودة مع حركتي حماس والجهاد لترتيب البيت الفلسطيني، لكنها لا تسير على النحو المأمول. وتوقع اتخاذ خطوات قريباً تؤدي إلى نتائج عملية لإنهاء الانقسام وتحقيق الانتصار.

وجاء ذلك بعد تقرير عن لقاء بين أمين سر اللجنة المركزية لـ«فتح» جبريل الرجوب مع قيادات في «حماس» بالدوحة.

استنكار واتهام

في غضون ذلك، استنكرت قطر بشدة، تصريحات منسوبة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حول الدور القطري في الوساطة بشأن حرب غزة، محذرة من أنها «تقوض جهود الوساطة».

وعلّق ماجد الأنصاري المتحدث باسم الخارجية القطرية على تصريحات مسربة لنتنياهو وصف فيها دور الدوحة بـ«الإشكالي الذي لا يشكر»، قائلاً: «في حال ثبتت صحة التصريحات، فهي غير مسؤولة ومعرقلة للجهود المبذولة لإنقاذ أرواح الأبرياء، لكنها ليست مفاجئة».

وأشار الأنصاري إلى نجاح وساطة الدوحة في إطلاق سراح أكثر من مئة رهينة مقابل الهدنة التي استمرت سبعة أيام وزيادة إدخال المساعدات لغزة.

وختم قائلاً: «بدلاً من الانشغال بعلاقة قطر الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، نأمل أن ينشغل نتنياهو بالعمل على تذليل العقبات أمام التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن».

في موازاة ذلك، أصدرت «حماس» بيانا نددت فيه باستهداف إسرائيل للدور القطري، وأعلنت تعليقها المفاوضات بشأن صفقة تبادل جديدة.

في المقابل، اتهم وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش الدوحة بدعم وتمويل الإرهاب، وبالمسؤولية عن هجوم «طوفان الأقصى» الذي شنته «حماس»، داعيا الدول الغربية إلى ممارسة المزيد من الضغوط على قطر.

وكتب سموتريش: «هناك شيء واحد واضح، قطر لن تكون منخرطة في ما يحدث في غزة في اليوم التالي للحرب».

وتحدثت تقارير عبرية، أمس الأول، عن دفع حكومة الحرب الإسرائيلية للدولة العبرية بأتون أزمة في العلاقات مع القاهرة وعمان والدوحة، وبحسب إعلام عبري رفض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن يتلقى اتصالا هاتفيا من نتنياهو الذي جدد أخيرا تلويحه بإعادة احتلال محور فيلاديفيا الحدودي.

وفي وقت تشهد عدة جبهات إقليمية توترا واشتباكات في مقدمتها جنوب لبنان والبحر الأحمر، قال وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات إن «إيران هدف مشروع لضرباتنا الصاروخية».

في هذه الأثناء، أفاد الديوان الأميري القطري بأن الأمير تميم بن حمد آل ثاني ناقش مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون سبل إنهاء الحرب خلال زيارة قام بها الأخير للدوحة ضمن جولته الإقليمية التي استهلها من إسرائيل والضفة الغربية، حيث التقى نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بشكل منفصل.