أقيم الحفل الختامي لمؤتمر الطباعة الابداعية، والذي كان ثمرة التعاون المشترك بين مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والمنظم من قبل المؤسس «لآرت ستديو كويت» د. جواهر البدر عضو هيئة التدريس السابق بكلية العمارة قسم التصميم المرئي والداخلي في جامعة الكويت.

وتضمن الحفل معرضاً فنياً لأعمال الطباعة الفنية من قبل فنانين عالميين وخبراء من الولايات المتحدة، وهم: توماس بوسكيت، وجابريل فلد، وكيلي جلانسي، إلى جانب فنانين ومحليين، بالإضافة إلى أعمال الطباعة الفنية لزوار المركز.

Ad

تنمية المهارات

في البداية قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة د. محمد الجسار ان مؤتمر الطباعة الإبداعية يجمع بين المبدعين، والمبدعين الأستاذة، والمبتدئين، إلى جانب الذين لا يملكون أي خبرة في الإبداع والذين كانوا موجودين أثناء المؤتمر بالمصادفة واندمجوا مع أجوائه.

وأكد الجسار أن المؤتمر كان فرصة جيدة لتنمية المهارات وتوسيع الآفاق في عملية الإبداع، معقبا بأن «مجال الإبداع واسع، فهو انطلاقة لشيء جديد».

وأعرب عن شكره الدكتورة جواهر البدر لأنها باشرت الفكرة بنفسها في البداية منذ عدة شهور، مبينا أن «هذه الفكرة تحققت، ولكن ازدادت تحققا أيضا بنجاحنا»، مثمناً لمركز عبدالله السالم الثقافي إتاحة مثل هذه الفرصة للتعاون بين عدة جهات، من مركز عبدالله السالم إلى آرت ستوديو الكويت بقيادة د. البدر، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من وحدة الاقتصاد الإبداعي.

واعتبر الجسار أن هذا التعاون فريد من نوعه لأنه انطلاقة لعدة أمور، إذ يمثل انطلاقة لوحدة الاقتصاد الإبداعي في المجلس الوطني، ومؤتمر الطباعة الإبداعية، و«آرت ستوديو كويت».

تجارب فردية

وأوضح الجسار أن تلك الفعالية جديدة على الكويت كمؤتمر وفعالية متكاملة لكنها ليست جديدة على بعض الأفراد «فلدينا مبدعون وفنانون عملوا على هذا النمط من قبل، ولكنها كانت تجارب فردية لا جماعية مثل التي حدثت في المؤتمر»، معرباً عن تطلعه إلى أن يتكرر مثل هذا المؤتمر في المستقبل لأنه لاقى نجاح هذه السنة.

12 ألف زائر

من جانبها، قالت المسؤولة عن التسويق والعلاقات العامة والتعليم في مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي هديل الحمود: «سعداء بأن نحتفل بنتائج ونجاحات مؤتمر الطباعة الإبداعية التي تمت استضافته في المركز منذ الثامن من يناير الجاري، والذي استقطب عددا كبيرا من رواد الفن وهواته في الكويت ولاقى استحسانا كبيرا من الزوار».

وأوضحت الحمود أن «المؤتمر شهد مشاركة مجموعة مميزة من الفنانين الكويتيين والعالميين، الذين أقاموا العديد من ورش العمل والمحاضرات الفنية القيمة بمشاركة أكثر من 340 فنانا وهاويا، كما استقطب 19 رحلة مدرسية وأكثر من 12 ألف زائر في هذه الفترة».

وذكرت أن «هذا النوع من التعاون المشترك يحقق أحد أهم أهداف المركز الرئيسية، وهي أن يكون المركز منصة دائمة تحتضن المواهب الفنية وتدعم الإبداعات العلمية والثقافية والتاريخية».

آفاق جديدة

من جانبه، قال الأمين العام المساعد لقطاع الفنون مساعد الزامل: «كانت رحلتنا طوال هذا المؤتمر بمثابة استكشاف جماعي، ورحلة عبر النسيج الغني للطباعة. لقد ساهمت كل ورشة عمل ومحاضرة ومناقشة وتفاعل في نسج قصة من الإلهام والطموح»، مضيفا أن «تبادل المعرفة لم يؤد إلى تعميق فهمنا للطباعة فحسب، بل عزّز أيضا التواصل مع عمقنا الداخلي والتعبير عن الذات».

وأضاف الزامل «وبينما نودع هذه المساحة المشتركة من الخطاب الفني، دعونا نحمل إحساسا متجددا بالهدف، ولنطمح إلى تهيئة بيئة لرعاية الفن، تحتضن أصواتاً متنوعة، حيث يتم الاعتراف بالقوة التحوّلية للفن كحافز للتغيير المجتمعي. لقد أرسى هذا المؤتمر الأساس لهذه التطلعات، ومن مسؤوليتنا الجماعية الآن أن نبني عليه. ويجب أن تمتد أحلامنا في قطاع الفنون إلى ما هو أبعد من حدود القاعة هذه، بحيث يتردد صداها في المعارض والاستوديوهات والمساحات العامة».

وتابع «فلتكن تطلعاتنا هي البوصلة التي ترشدنا في دفع حدود صناعة الطباعة وإعادة تعريف دور الفن في المجتمع. فليكن التزامنا المشترك بالإبداع هو القوة الدافعة وراء المشاريع التي تتحدى وتُلهم».

وأعرب عن امتنانه الخالص لكل من شارك في المؤتمر لمساهمته بشغفه وخبرته في هذه الرحلة من الاستكشاف الفني، مضيفا «لقد كانت رحلتنا المشتركة رائعة، وأنا أتطلع إلى رؤية التأثير التحوّلي الذي ستحدثه تطلعاتنا الجماعية. شكرا لكم، ولعل هذا المؤتمر يتردد صداه في مجالات التميز الفني لسنوات قادمة، متطلعين بحماس لما يحمله هذا المؤتمر من آفاق جديدة في المستقبل القريب».

وذكر الزامل أن المجلس الوطني للثقافة والفنون يحتفل بمرور خمسين عام على تأسيسه، لافتا إلى أنه سيظل منارة وعاصمة للثقافة الكويت، «لا سيما ونحن مقبلون العام المقبل عام 2025 على أن تكون الكويت عاصمة للثقافة العربية».

حدث فني

وقالت مؤسسة «ارت ستوديو الكويت» منظمة مؤتمر التصوير الابداعي د. جواهر البدر، ان المؤتمر استمر 3 اسابيع حاضر فيه 3 من أفضل الاساتذة في الجامعات الاميركية، مبينة ان أكثر من 50 شابا كويتيا استفادوا من المؤتمر.

وثمّنت البدر دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لدعمه وتشجيعه مؤتمر الطباعة الإبداعية، و«أخص بالشكر د. محمد الجسار، ومساعد الزامل، وجابر القلاف ومحمد المهنا، كما أشكر مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي لتمكيننا من إحياء هذا الفن الإبداعي، وأخص بالشكر المهندسة وضحة السعيد، والأستاذة هديل الحمود، والأستاذة طيبة العيسى، وكل فريق العمل الذين قاموا بمساعدتنا ومساندتنا، وأشكر الدكتور فهد الضاوي، وفريق عمله المتميز في إبداعات تصاميم المؤتمر».

وتابعت «لقد أخرجنا هذا الحدث الفني الفريد في الأسابيع الماضية من أجوائنا المعتادة إلى أجواء مليئة بالإبداعات وتبادل الخبرات الفنية، وتمكنا من إزالة واستبعاد الحواجز بين المشاركين عن طريق تفاعل جميع الفئات العمرية والمهنية. نتطلع بحرارة إلى المزيد من هذه الفعاليات الفنية الحية التي تنعش الثقافة الإنسانية، حيث طبعت فينا هذه التجربة أهمية تقدير الفنان واحتوائه في بيئة ثرية تشجع هذا النوع من النتاج الفني، وصقل الذوق العام عموما».

بدورها، قالت الفنانة التشكيلية ثريا البقصمي «أعتقد أن مؤتمر الطباعة الإبداعية في مركز عبدالله السالم حدث فني كبير وفريد من نوعه في المستوى التشكيلي بالكويت. فن الطباعة من الفنون العصرية جداً، ومتاح للجميع، ويسمى (Affordable art) من السهل تسويقه وبيعه».

وذكرت أن المجلس الوطني في مايو الماضي قام بدعمها بإقامة معرض لأعمالها في فن الحفر، لافتة إلى أنه كان حدثا كبيرا في حياتها.

وتمنت البقصمي خلال حديثها تأسيس مركز كامل لفن الحفر معلقة «هو حلم بداخلي منذ السبعينيات، فهذا الفن جميل، وجميل جداً أن ينتشر في الكويت».

أما مدير البرنامج الاقتصادي الإبداعي في المجلس م. جابر القلاف فقال «لعب برنامج الاقتصاد الإبداعي لدى المجلس الوطني دوراً حيوياً في دعم مؤتمر الطباعة الإبداعية بالتعاون مع شركائنا مركز الشيخ عبدلله السالم الثقافي من خلال توفير منصة للفنانين، وتعزيز التعاون، وعرض التقنيات المبتكرة، واستضافة الخبراء العالميين والمحليين، وتسهيل فرص التواصل لصانعي الطباعة، مما أتاح الفرصة لتبادل الأفكار، واستكشاف إمكانات جديدة في هذا المجال».

وذكر القلاف أن «هذا المؤتمر تمكّن من تقديم رؤى حول الاتجاهات المستقبلية للجوانب التجارية والتعليمية والتقدم التكنولوجي واستراتيجيات الأعمال، مما أثرى الخطاب الفني».

وقالت مسؤولة المرسم الحر في المجلس الوطني، ساره خلف، إن المؤتمر كان فرصة لمحبي فن الطباعة للارتقاء بمستواهم الفني، والمشاركة من خلال وجود متخصصين في هذا المجال من الولايات المتحدة، وأيضاً دولة الكويت.