قال المترجم سالم عادل الشهاب إنه لاحظ في الفترة الأخيرة إقبال عدد من الشباب الكويتي على خوض مجال الترجمة خصوصاً المتعلقة بالأدب والرواية والشأن السياسي، لافتاً إلى أن أغلب المترجمين في الكويت لديهم أعمال أخرى، فهو مثلاً متخصص في مجال الاقتصاد والتمويل إلا أنه يعمل في مجال الترجمة شغفا وهواية، بسبب حبه نقل المعرفة إلى الآخرين.

وقال الشهاب لـ «الجريدة» إن أغلب ترجماته تتضمن مقابلات ومقالات لبعض الكتّاب الأجانب تنشر في عدد من المنصات الالكترونية كمنصة جدل أو حكمة الإلكترونية.

Ad

وعن سبب اختياره ترجمة كتاب «عن فلسطين» لنعوم تشومسكي، أكد الشهاب أنه أعجب بمحتواه عندما قرأه بمعرض الكتاب في الرياض قبل عامين، لافتاً إلى أن الكتاب ينقل القضية الفلسطينية من زاوية يسارية مختلفة تماماً، ممثلة في واقع المجتمع الإسرائيلي وبعض الصراعات الطبقية.

وأضاف أنه قرر أن يترجم هذا الكتاب نظرا لأنه أيقن أن جزءاً من المعرفة الغربية لا تنقل للمجتمعات العربية في وقت هي بحاجة إليها لفهم بعض القضايا على الصُّعُد السياسية والاجتماعية وكذلك الثقافية، ومن هذا المنطلق قرر خوض تجربة ترجمة هذا الكتاب.

وبين الشهاب أنه ليس بالضرورة أن يكون مقتنعاً بجميع الأفكار في الكتاب الذي يقوم بترجمته وإنما قد يعجب بطريقة العرض والتحليل وكذلك الحقائق التي يقدمها، لافتا إلى أن كتاب «عن فلسطين» كتب منذ 10 سنوات، وأنه يرتبط بالواقع العربي الحالي من خلال تحليل الأحداث وعرض التوقعات، لاسيما أن ترجمته جاءت بالتزامن مع أحداث الحرب على غزة «لذا أعتقد أن هذا ما ساعد في أن يجد الكتاب المترجم صدى جيداً في الكويت».

وأكد أنه اتجه إلى مجال الترجمة حرصاً منه على نقل المنفعة للآخرين من خلال المواد التي يقرؤها، سواء كانت مقالاً أو كتاباً أو غير ذلك، ويعجب بما تضمنه من معلومات وأفكار، لافتاً إلى أن كتابه الأول الذي قام بترجمته لم ينشر بسبب عدم إجازته من الرقابة في دولة الكويت والجمهورية اللبنانية.

وعن أبرز التحديات التي واجهها، ذكر الشهاب أن التحدي الأول تمثل في كيفية عرض بعض المصطلحات باللغة الإنكليزية رغم عدم وجود ترجمة لها باللغة العربية، وبالتالي التحدي يكون إمكانية ابتكار مصطلح جديد، أو عن طريق الترجمة الحرفية، وأيضا القدرة على إيجاد بديل أو استخدام الهوامش في شرح النص.

وأشار إلى أن التحدي الثاني كان عبارة عن مدى الالتزام بالمفردات التي يستخدمها المؤلف في عرض محتوى الكتاب، وأنه في هذا الصدد تواصل مع بعض المترجمين ممن لهم تجارب سابقة في هذا المجال.

وحول مشاريعه المقبلة في مجال الترجمة، كشف الشهاب أن هناك فكرة مازالت قيد الدراسة تتعلق بالتطوير وهي ترجمة مقالات الفيسلوف والسياسي والناقد الثقافي سلافوي جيجك، وهو عبارة عن مشروع ضخم ويحتاج إلى وقت وجهد، حيث يقتضي جمع كل مقالاته منذ السبعينيات إلى يومنا الحالي، ثم فرزها حسب الترتيب الزمني والمجلات التي نشرت من خلالها.