واصل حاكم ولاية تكساس الأميركية (جنوب)، الجمهوري غريغ أبوت، تحدي سلطة الحكومة الفدرالية في واشنطن، على صعيد أمن الحدود، بسبب الخلافات حول تطبيق قانون الهجرة.

ورفض أبوت، في الأيام الأخيرة، قرار المحكمة العليا بإزالة الأسلاك الشائكة على الحدود الجنوبية للولاية مع المكسيك، كما رفض طلب وزارة الأمن القومي منح مسؤولي الهجرة الفدراليين الوصول إلى حديقة شيلبي بارك، التي تقع في مدينة إيغل باس، والتي استُخدمت نقطة لاحتجاز المهاجرين ومن ثم انطلاقهم منها إلى داخل الولاية.

Ad

وأصدر حاكم تكساس أمرًا للحرس الوطني التابع للولاية باستمرار وضع الأسلاك الشائكة على طول الحدود، رغم قرار المحكمة بإزالة السياج الذي وضعته الولاية على نفقتها الخاصة، كما منع وكالة الهجرة الفدرالية من الوصول إلى الحدود حتى لا تقوم بإزالة الأسلاك.

وتلقى أبوت دعما كبيرا من الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الأوفر حظا للفوز بترشيح الجمهوريين للانتخابات الرئاسية المقررة هذ العام، وكذلك من حكام الولايات الجمهوريين الذي أكدوا «الحق الدستوري لولاية تكساس في الدفاع عن النفس» بوجه المهاجرين.

ونفى مسؤولون في «تكساس» الكثير من الأخبار الكاذبة والشائعات حول تهديد الولاية بإجراء استفتاء حول الانفصال عن الولايات المتحدة. وكانت حملات على وسائل التواصل قد تداولت ما أطلق عليه «تيكسيت»، أسوة بعبارة «بريكست» التي اختصرت خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي.

جاء ذلك، بعدما احتدمت المواجهة فجأة بين الرئيس جو بايدن والجمهوريين أمس الأول بشأن المفاوضات الصعبة في «الكونغرس» حول أوكرانيا والهجرة، في مؤشر إضافي إلى اشتداد الحملة الانتخابية.

وتحت ضغط اليمين، يجري التفاوض في مسألتَي المساعدات لأوكرانيا وأزمة الهجرة ضمن مشروع قانون واحد، مما يعرّض للخطر إمدادات الأسلحة والمعدات الأساسية للجيش الأوكراني مع تعثّر المحادثات حول سياسة الهجرة.

ودعا الرئيس الديموقراطي، في بيان للمحافظين بـ «الكونغرس»، إلى عدم عرقلة مشروع قانون حول الهجرة أحرزت المفاوضات بشأنه بين الحزبين تقدّما في الأيام الأخيرة في مجلس الشيوخ، مؤكدا أنه سيشكل في حال إقراره «حزمة الإصلاحات الأكثر صرامة والأكثر عدلا على الإطلاق لتأمين الحدود».

وأصدر بايدن (81 عاما) بيانه ردا على رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون الذي حذّر، الجمعة، من أن أي نص حول تمويل جديد للمساعدات العسكرية لأوكرانيا كما لتعزيز الأمن على الحدود مع المكسيك التي تشهد تدفقا قياسيا للمهاجرين، سيكون «ميتا في المهد».

ويجري هذا التصعيد بالنبرة في وقت يمارس الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الأبرز لتمثيل الحزب الجمهوري في السباق إلى البيت الأبيض، ضغوطا على نواب حزبه لعرقلة مطالب خصمه الديموقراطي بشأن الميزانية.

ويطالب بايدن بالتصويت على ميزانية إضافية بقيمة نحو مئة مليار دولار لتلبية حاجات ملحة، في طليعتها تأمين إمدادات لأوكرانيا ومساعدة لإسرائيل. وازدادت المفاوضات تعقيدا مع تسارع حملة الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر، والتي يتوقع أن تتكرر فيها المواجهة بين بايدن وترامب.

وتعرّض ترامب لهزيمة قاسية أمس الأول أمام هيئة محلفين في مانهاتن، التي أمرته بدفع تعويضات قيمتها 83.3 مليون دولار إلى إي. جين كارول، التي قالت إنه دمّر سمعتها كصحافية محل ثقة من خلال إنكاره اغتصابها قبل نحو 3 عقود. ولم يستغرق الأمر سوى أقل من 3 ساعات كي تتوصل هيئة المحلفين المؤلفة من 7 رجال وامرأتين إلى الحكم. وتتجاوز التعويضات بكثير الحد الأدنى الذي كانت تسعى إليه كارول بقيمة 10 ملايين دولار.