نظم بنك الكويت الوطني حلقة نقاشية لشباب برنامج «تمكن»، حاضر فيها الرئيس التنفيذي للخدمات الشخصية والرقمية محمد العثمان، حيث شارك فيها الشباب خبراته الواسعة والممتدة على مدار سنوات طويلة في عالم الصناعة المصرفية.

ويأتي برنامج «تمكن»، المخصص لتدريب الكويتيين من حملة الشهادات الجامعية، الذي يقام للعام الخامس على التوالي، برعاية ودعم استراتيجي من بنك الكويت الوطني، وتنظيم شركة Creative Confidence، الذي يعتبر فرصة استثنائية للشباب الكويتيين حديثي التخرج، للاستفادة من خبرات أعضاء الإدارة التنفيذية في البنك.

Ad

وشهدت الحلقة تفاعلاً كبيراً، حيث استعرض العثمان أبرز مراحل مسيرته الوظيفية في أكبر مؤسسة مصرفية بالكويت، والتحديات التي واجهته طوال تلك المسيرة، كما أجاب عن مجموعة من الأسئلة التي طرحها المشاركون في البرنامج، وتبادل الأفكار والرؤى وطرح القضايا التي تشغل تفكير الشباب في تلك المرحلة من حياتهم المهنية.

الالتحاق بـ «الوطني»

وتحدث العثمان عن مسيرته المهنية وبداياته كصراف في فروع البنك وتدرجه في الفروع قائلاً: «التحقت بالعمل في بنك الكويت الوطني عام 2006 كمدير فرع، وكنت أستمتع بالعمل في الفروع، نظراً لارتباطه بالتعامل المباشر مع العملاء، حيث كان لديّ شغف دائم بخدمة الناس وتلبية احتياجاتهم، كما أن عمل الفروع منحني خبرات كبيرة في التعرف على مشاكل العملاء وطرق حلها».

وتابع: «منذ اليوم الأول كان لدي شغف كبير للتطور المستمر والتعلم، وكان العمل في الأفرع بنظام فترتين، لم أكن أذهب للبيت بين الفترتين، كنت أواصل العمل لتنمية مهاراتي، لذلك فإن أهم نصيحة يمكن أن أقدمها للشباب في مقتبل حياتهم المهنية هي ضرورة التعلم والتطور وتنمية المهارات، لاسيما في مرحلة الشباب، لأن التعلم في هذه المرحلة أفضل وأسهل».

وأكمل: «بعد الانتقال من الفروع إلى المقر الرئيسي، سعيت لأن تكون خدمة الناس وتلبية احتياجات العملاء بشكل أوسع، لاسيما بعد الخبرات التي اكتسبتها من خلال العمل في الفروع، وفهم احتياجات العملاء من مختلف الشرائح والأعمار».

وأردف: «انخرطت في عدة دورات تدريبية في جامعتي هارفارد وكولومبيا للأعمال، حيث شكلت هذه المرحلة نقطة تحول رئيسية في حياتي المهنية، وساهمت في صقل العديد من مهاراتي، وهو ما انعكس على أدائي وكان له أثر كبير في تطور مساري الوظيفي، ورغبتي وتصميمي على النجاح».

الخطأ مفتاح التعلم

وتحدث العثمان عن الخوف من الخطأ في بداية العمل وقال: «لا يوجد عمل بلا أخطاء، فالموظف لن يتعلم إن لم يخطئ، لكن الأهم هو الجهد المبذول والقيمة المضافة التي يعطيها الموظف لفريق العمل والمؤسسة التي يعمل بها».

ونصح الشباب قائلاً: «تحلوا بالشجاعة واكسروا قيود الرهبة والخوف من أخطاء العمل، واعملوا على اكتساب مهارات جديدة كل يوم، وحاولوا الاستفادة من الكفاءات والخبرات التي تعمل معكم في نفس المكان، سواء كانت أكبر أو أصغر منكم في السلم الوظيفي».

واستدرك: «التعلم والتطور يولد الثقة بالنفس، والتسلح بالمهارات يجعل الموظف يقف على أرض صلبة، لذلك فإن أسهل الطرق للترقي والوصول إلى المناصب القيادية هو اكتساب الخبرات والمهارات اللازمة والاستعداد لاقتناص الفرص التي ستظهر أمامكم».

وأكد أن الترقي في بنك الكويت الوطني لا يعتمد سوى على الكفاءة والالتزام والتفاني في العمل والقدرة الإنتاجية للموظف والقيمة المضافة التي يمنحها للمؤسسة ودوره في تحسين جودة ما يقدمه البنك من خدمات ومنتجات.

بيئة العمل

وعن أبرز الأسباب التي مكنته من الوصول إلى هذه المكانة، ذكر العثمان: «بيئة العمل في بنك الكويت الوطني تعتبر الأفضل لكل من لديه شغف وطموح للترقي، لأنه يمنح مساحة كبيرة للإبداع والابتكار، كما أن البنك يدعم موظفيه في تحقيق طموحاتهم، لما يوفره من فرص استثنائية للتطور المهني بصفة مستمرة، وبما يقدمه لكوادره وحديثي التخرج من برامج تدريبية على أعلى مستوى، وبالتعاون مع أعرق المؤسسات التعليمية المرموقة حول العالم».

وأضاف: «العمل في الوطني منحني ثقافة التطور المستمر والإبداع والابتكار والبحث دائما عن حلول لتطوير العمل وتقديم خدمات ومنتجات ذات جودة عالية، لذلك أسعى دائماً إلى ترك بصمتي في كل مكان أعمل به، وأن أعطي قيمة مضافة للمؤسسة والعملاء وأعضاء الفريق الذي أعمل معه». وأكد أن بنك الكويت الوطني يضع إطاراً عاماً من المبادئ التي تحدد ثقافة العمل وكل التفاصيل المتعلقة ببيئة العمل والتواصل بين أفراد الفريق، والتي تمثل بوتقة ينصهر داخلها كل الأفكار ومختلف الأساليب الإدارية على جميع المستويات، فالأبواب المفتوحة وروح الفريق سمات أساسية في بيئة العمل داخل البنك.

«الوطني»... شغفي

وفي رده على سؤال لأحد المشاركين في البرنامج حول إذا ما عرضت عليه مناصب في القطاع العام، قال العثمان: «إن العمل في القطاع الخاص يمنحني فرصة أكبر للإبداع والابتكار والتطور دائماً، لاسيما في مؤسسة مثل بنك الكويت الوطني، بينما القطاع العام لا يزال يتميز بشيء من الجمود والروتين، لذلك فأنا اتبع شغفي دائماً، والمكان الذي أشعر فيه بقدرتي على تطوير العمل وتقديم قيمة مضافة».

ونصح الشباب بعدم التفكير في الدرجات الوظيفية أو العوائد المالية فقط، لكن الأهم هو الشغف في العمل ومدى حبكم لهذا العمل، ولا يقتصر الأمر على الالتحاق بوظيفة معينة في مؤسسة كبيرة فقط، بل يجب عليكم منذ اليوم الأول تحديد أهدافكم ثم العمل على تحقيق تلك الأهداف، من خلال بذل الجهد المضاعف ومواصلة التعليم والتدريب حتى تستطيع أن تمثل قيمة مضافة لفريق العمل والمؤسسة.

وأشار إلى أن هناك إقبالاً كبيراً من الشباب الكويتي الطموح على العمل في القطاع الخاص، وبدورنا نعمل على استقطاب المواهب والكوادر الوطنية للعمل في أكبر مؤسسة مصرفية بالقطاع الخاص، مؤكداً أن «دعم الشباب يعد ركيزة أساسية في استراتيجية بنك الكويت الوطني، حيث نحرص دائماً على استقطاب الكفاءات الوطنية وتقديم سلسلة من الدورات التدريبية والبرامج الأكاديمية المحترفة لتطويرهم وصقل مهاراتهم وتأهيلهم لتبوؤ المناصب القيادية في المستقبل».

تطور نظم المدفوعات

وعن مستقبل نظم المدفوعات، أفاد العثمان: «سيكون هناك تطور كبير في عالم المدفوعات خلال الفترة المقبلة، حيث نسعى دائماً إلى تطوير الخدمات المقدمة للجمهور، باستخدام أفضل وسائل التكنولوجيا الحديثة»، مؤكداً أن مستوى الخدمات المصرفية الرقمية وحلول الدفع التي تعتمد على أحدث وسائل التكنولوجيا في الكويت تعتبر من الأفضل على مستوى المنطقة، كما ساهمت الطبيعة الشابة للمجتمع الكويتي في انتشار أوسع للتكنولوجيا، حتى أصبحت ثقافة الرقمنة بالكويت هي السائدة بين كل الشرائح.

وتطرق للحديث عن «وياي»، أول بنك رقمي في الكويت، وقال: «إطلاق بنك وياي الرقمي عكس ثقافة البنك واستراتيجيته نحو التحول الرقمي، كما برهن على اهتمام البنك بفئة الشباب وتوفير كل ما يحتاجونه من خدمات مصرفية مبتكرة، حيث كانت فكرة تأسيسه تهدف في الأساس لاستقطاب شريحة الشباب الذين تمت دراسة تفضيلاتهم بعناية فائقة وفق أبحاث متخصصة وتحليل بيانات على أسس علمية متطورة».

وأشار إلى أن «التطور الرقمي والطفرة التي حدثت خلال السنوات الماضية على صعيد الخدمات المصرفية، كللت جهد سنوات من عمل جميع الإدارات في البنك، حيث وضعنا الخطط والاستراتيجيات وحددنا الأهداف، لنقدم للعملاء أفضل المنتجات المبتكرة والمتطورة التي تناسب تطلعاتهم وتلبي رغباتهم».

وأكد أن «النتائج التي نحصدها اليوم هي ثمار عمل سنوات طويلة واستراتيجيات ناجحة رسخت تفوقنا في تقديم الخدمات الرقمية وحلول الدفع الأكثر تطوراً، كما أكدت حصافة إدارتنا وتصورنا المستقبلي للتغيرات التي تشهدها الصناعة المصرفية في الوقت الحالي»، لافتاً إلى أن بيئة العمل المثالية في الوطني تدفع الجميع إلى بذل قصارى جهدهم للحفاظ على مكانة البنك الرائدة وتكريس موقعه في صدارة البنوك المحلية وضمان تفوقه الواضح في تقديم الخدمات المصرفية الرقمية الأكثر تطورا.

يذكر أن برنامج «تمكن» يأتي في إطار التزام بنك الكويت الوطني بمسؤوليته المجتمعية واستراتيجيته نحو تحقيق التنمية المستدامة التي تعتمد على إعداد جيل يتمتع بروح الابتكار والعمل الجاد والقدرة على تحمل المسؤولية، كما يعمل البنك دائماً على منح الشباب الأولوية لما في ذلك من ضمان لتحقيق مستقبل مزدهر للكويت.