دعا مسؤولون في الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة اليوم الأحد الدول إلى إعادة النظر في قرار وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، محذرين من أن المساعدات المنقذة للحياة التي تقدمها الوكالة لنحو مليوني شخص في غزة أصبحت مهددة.
نحو 9 دول أوقف التمويل
وأوقفت تسع دول على الأقل، من بينها أكبر المانحين الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، تمويل الوكالة التابعة للأمم المتحدة بعد مزاعم إسرائيلية بضلوع بعض موظفي أونروا في الهجمات التي شنتها «حماس» في السابع من أكتوبر على إسرائيل.
استمرار العمليات
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الأحد «في الوقت الذي أتفهم فيه مخاوفهم، إذ أفزعتني أنا شخصياً هذه الاتهامات، فإني أناشد بشدة الحكومات التي علقت مساهماتها أن تعمل على الأقل على ضمان استمرارية عمليات أونروا»، وتعهد بـ «محاسبة أي موظف في الأمم المتحدة ضالع في أعمال إرهابية».
كما حث فيليب لازاريني المفوض العام للوكالة الدول على «إعادة النظر في قراراتها قبل أن تضطر الأونروا لتعليق استجابتها الإنسانية».
مخاطر تتزايد
ويقول مسؤولو الإغاثة إن الوفيات الناجمة عن أمراض يُمكن الوقاية منها وكذلك مخاطر المجاعة تتزايد مع وصول كميات من المساعدات مثل الغذاء والدواء بقدر أقل كثيراً إلى القطاع مقارنة بالوضع قبل بدء الحرب.
ومنذ بدء الصراع في السابع من أكتوبر، صار معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يعتمدون على مساعدات الأونروا، بما في ذلك حوالي مليون شخص فروا من القصف الإسرائيلي ولجأوا إلى منشآت للوكالة.
عقاب جماعي
بدورها، أكدت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، اليوم الأحد، أن قرار الدول التي علقت تمويلها الإضافي للوكالة «عقاب جماعي لمجتمع اللاجئين، خاصة في ظل الأوضاع المأساوية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة».
ودعت دائرة شؤون اللاجئين، في بيان صحافي، اليوم، أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا»، هذه الدول إلى العدول عن قرارها، مشيرة إلى أن «القرار سيلحق ضرراً بأوضاع اللاجئين والنازحين وسيضر بجهود الإغاثة الدولية لشعبنا في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما نتج عنه من موت ونزوح قسري وابادة وتدمير لكل مرافق الحياة والبنى التحتية».
وقالت إن «أونروا ووجودها وبرامجها وتدخلاتها أصبحت تمثل أولوية قصوى من الناحية الإنسانية والإغاثية، وهناك ثقة دولية بها كمؤسسة وبتدخلاتها وعملها، وبالتالي التحريض على الأونروا وتشويه سمعتها يُمثّل هدفاً إسرائيلياً من أجل تشديد الخناق على شعبنا».