أقامت قاعة بوشهري للفنون معرضاً شخصياً للفنان التشكيلي عامر بدر بعنوان «حكايات جنوبية»، تضمَّن لوحات فنية تهتم بعنصر الإنسان في أكثر حالاتها بالأهوار في العراق، مستخلصاً من خلالها رؤاه التشكيلية، إضافة إلى رصده مشاهد حياتية عدة.

وفي كلمة للبدر، قال: «المعرض يتضمن 34 لوحة بقياسات مختلفة. أستخدم المواد الزيتية في بعض الأعمال، وفي أعمال أخرى أستخدم ألوان الإكريليك».

Ad

وأضاف: «الأحداث التي مرَّت على جنوب العراق خلال فترة الحرب العراقية- الإيرانية، وحتى ما قبل الحرب، شكَّلت قصصاً متعلقة بطفولتي، ولا تزال راسخة في ذاكرتي، انعكست على لوحاتي. أتذكر الهروب إلى المجهول، والمعاناة من ظلم الإقطاع منذ بدايات القرن الماضي، والحرب، وتجفيف مياه الأهوار، ما تسبب في آثار مروعة على طبيعة الأهوار، وهي أسباب مباشرة أدت إلى هجرة وهروب العديد من سكان الأهوار من منازلهم ومجتمعاتهم إلى المدن الكبرى. لقد تمتع سكان الأهوار بمزيج اجتماعي جميل وتعايش سلمي بين طوائفهم المختلفة قلَّ نظيره بين المجتمعات الأخرى، مجتمع مليء بقصص الحُب والشعر والعاطفة والأساطير، والخلود والحزن. كل هذه الأحداث التي تعرضت لها هذه الشريحة من المجتمع كان لها تأثير واضح ومباشر على تجربتي، لذلك تعاملت معها بأبعادها الإنسانية والجمالية».

من أعماله

وذكر أنه المعرض الشخصي السابع له، لافتاً إلى أنها الزيارة الثالثة للكويت، مؤكداً سعادته بتلك الزيارة، ووصف الكويت بالبلد الجميل.

واقعي وتأثيري

وقد جاءت اتجاهات اللوحات من منظور واقعي في بعض الأحيان، وتأثيري في أحيان أخرى، كما كان الرمز واضحاً وجلياً في اتجاهات أخرى. ورصدت مناطق الأهوار بحياتها البسيطة. وقد أخذت قسطاً وفيراً من أعمال الفنان، من خلال رصد مناظرها وعناصرها التي تسر الروح، وتبعث في النفس البهجة والسرور.

وبدت تجربة الفنان في سياق أعمال معرضه منحازة للجمال، متطلعة إلى رصده في الكثير من أشكاله ومضامينه. ففي لوحة، جسَّد الفنان امرأة من الأهوار، وهذا يظهر من زيها، والفضاء من خلفها يظهر ألواناً متداخلة، والمرأة تنظر في استسلام، أو أنها راضية بحياتها، ومزج ذلك من خلال الألوان الخضراء والحمراء والزرقاء بتدرجاتها.

وفي لوحة هناك امرأة تقف مُمسكة بوعاء، وأخرى جالسة، والخلفية تُظهر الحيوانات الريفية، كالجاموس، إضافة إلى الفضاء العامر بالخير.

ورسم في لوحة امرأة مُسنَّة من الأهوار يبدو على ملامحها الوقار والقوة، وفي لوحة رصد الفنان أحوال الصيادين وطائراً ضخماً. كما أن حركة الحياة في الأهوار كانت كثيفة في الكثير من الأعمال، خصوصاً النساء، ببساطتهن ووقارهن، وعملهن الدؤوب من أجل معايشة الحياة.

وقد اهتم الفنان بألوانه التي جاءت هادئة على أسطح اللوحات ومريحة للعين، ومثيرة للكثير من الأسئلة المتعلقة بجمال الفضاء في الأهوار، وما تتمتع به الحياة من تنوع وحركة، مستخدماً تكنيكاً فنياً قريباً من روح الحياة، ولم يلجأ إلى التعقيد، رغم ما تتضمنه اللوحات من فلسفة وقدرة على إظهار الفكرة التي يود طرحها على المتلقي بلغة سهلة وقابلة للفهم، في سياق ما يتمتع به من موهبة، وامتلاك لأدواته الفنية.

وبشكل عام، كان المعرض عبارة عن صور متلاحقة لرصد حالات جمالية بسيطة تدخل القلب من أول وهلة، ويمكن من خلالها إبراز جوانب حسية عدة في واقع الحياة بمنطقة الأهوار.