كشف الدكتور مصطفى البرغوثي أن «إسرائيل لم تواجه في تاريخها مثل هذه المقاومة الباسلة والصامدة»، مشيرًا إلى أن «اختلاف النظرة تجاه حركة حماس يعود إلى سبب بسيط، هو أن الناس تؤيد فكرة المقاومة وروحها وأداءها، وبالتالي فهو ليس انحيازًا أيديولوجيًّا. وعلى الرغم من أن «حماس» تقع في طليعة المقاومين، فإن الشعب الفلسطيني بأكمله يقاوم، لذلك ينحاز الشعب لنفسه عندما يؤيد المقاومة. وقد فشلت محاولات عزل «حماس» ومحاولات الانتقاص من قدرها، رغم أن إسرائيل جنّدت في معركتها 3 عناصر، هي العنصرية والإسلاموفوبيا ونظرية تفوّق العرق الأبيض».
وكان البرغوثي قد وصل إلى الكويت بدعوة من مؤسسة لوياك وأكاديمية لوياك للفنون - «لابا»، قادمًا من فلسطين. وحلّ ضيفًا ضمن حلقة حوارية لبرنامج الجوهر للتدريب الإعلامي، حيث حاوره مشاركون من الكويت وفلسطين ولبنان وسورية واليمن، مرتدين الكوفية الفلسطينية في فندق فوربوينتس شيراتون، وسط حضور زاد عدده على 150 شخصا. وذلك بعد إتمامهم ورشة إعداد وتقديم حلقة حوارية درّب فيها الإعلامي القدير ريكاردو كرم. وأعرب الأخير عن سعادته بوجوده في الكويت، قائلًا: «إن ما يميز لبنان والكويت حرية الفكر والرأي والتعبير. كما أن الكويت هي البلد الوحيد الذي أبقى على علاقته مع لبنان، ولم يضع حظرًا على رعاياه، رغم كل الحروب والمآسي». وإذ أبدى كرم حزنه على أهل غزة، رأى أنه «لا يزال هناك متّسع للحلم والأمل بأن الغد سيكون أفضل».
انهيار القيم الكاذبة لليبرالية الغربية
وفي رده على سؤال المشارك عمر الشاهين، أوضح البرغوثي أن «الحرب الراهنة في غزة مختلفة، فقد أعلنت إسرائيل هدفها منذ اليوم الأول على لسان نتنياهو، حين تحدث عن وجوب خروج كل فلسطيني من غزة إلى مصر. إنها عملية تطهير عرقي مُعلن، رغم محاولات الإعلام الغربي لاحقًا إخفاء الهدف أو نفيه. ويكمن الاختلاف الثاني المهم أنه، وعلى عكس نكبة عام 1948 عندما نُفذت واحدة من أكبر عمليات التطهير العرقي في تاريخ البشرية، فإننا نرى اليوم أن الجريمة تحصل أمام الشاشات ووسائل التواصل، الخطورة أنها تُرتكب على مرأى ومسمع من حكومات العالم التي تغمض أعينها. لقد اتضح من خلال العدوان انهيار القيم الكاذبة لليبرالية الغربية، واختفاء الكلام عن حقوق الإنسان والديموقراطية والقانون الدولي، وسط سكوت مريع تجاه جريمة كبرى».
وإذ وضع آماله على «قرار محكمة العدل الدولية لوقف العدوان، بعيدًا عن أي ضغوط خارجية»، اعتبر المناضل الفلسطيني أن «حرب غزة اليوم حرب تحرير وعودة، وستفشل إسرائيل في محاولة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي». وقال: «هناك نهج لايزال متمسكًا باتفاق أوسلو والمراهنة على حل وسط مع الحركة الصهيونية، رغم أن الأخيرة قالت آلاف المرات إنها لا تريد حلًّا وسطًا، ونهج آخر لا يزال يراهن على دور وسيط للولايات المتحدة الأميركية، علمًا بأن الأخيرة تنحاز لإسرائيل، وهناك نهج يؤمن ألا تغيير إلا بمقاومة الواقع الظالم».
وأعلن البرغوثي أن «الفلسطينيين فقدوا الثقة بالمجتمع الدولي ولن يركنوا للمحافل الدولية، بل اتخذوا زمام المبادرة للدفاع عن القضية بأنفسهم، عبر المقاومة والكفاح. فهم لم يفقدوا الأمل، لكنهم أدركوا الطريق الصحيح، ولم تفلح محاولات إحباطهم. وذكرتُ في كتاباتي أننا تعلمنا درسًا واضحًا مفاده «ما حكّ جلدك مثل ظفرك»، وقد نجحت المقاومة الفلسطينية في تحريك تظاهرات عالمية غير مسبوقة، تضامنًا مع فلسطين».
السلطة الفلسطينية تصرّ على نهج فاشل
وفي تعقيبه على سؤال المشاركة آية البيطار، عمّا تغير داخله بعد السابع من أكتوبر 2023، قال: «اكتشفت حجم الرياء والخداع تجاه الادعاءات بشأن القانون الدولي. هذه الحرب كانت اختبارًا ليس للفلسطينيين وحدهم، إنما للعالم برمّته وللعالمَين العربي والإسلامي. وقد أُصبت بخيبة أمل عندما رُفضت دعوتي لإرسال قافلة إنسانية من 57 دولة عربية وإسلامية لاختراق حصار رفح». وتابع البرغوثي، وهو الطبيب وأحد مؤسسي مؤسسة الإغاثة الطبية الفلسطينية، قوله: «أعشق مهنة الطب وننشط كمؤسسة في قطاع غزة من خلال فرق طبية تعمل على مدار الساعة. لكنّ هناك ألما كبيرا يعتصرني من القصص اليومية، ولعل أكثر ما آلمني اضطرار الأطباء لإجراء عملية جراحية لطفل من دون مخدر، وقد حاولت دخول غزة 3 مرات بلا جدوى».
ووصف المبادرة الوطنية الفلسطينية بأنها «حركة سياسية اجتماعية أسست منذ 22 عامًا على يد أشخاص لهم باع طويل في النضال الوطني. وهي تشكّل تيارًا ثالثًا في الساحة الفلسطينية. جمعنا رفضنا لاتفاقية أوسلو نتيجة عيوبها الكثيرة، وأدركنا أنه لابدّ من نمط نضالي كفاحي يؤدي إلى تغيير ميزان القوى لمصلحة الشعب الفلسطيني. ونهتم كذلك بالديموقراطية الداخلية وبقضايا اجتماعية، منها حقوق المرأة الفلسطينية. وقد قادت المبادرة حركة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل، كما قادت المقاومة الشعبية بينها التظاهرات ضد الجدار والاحتلال. ولعبنا دورًا في كسر الحصار على غزة، حيث دخلنا القطاع عبر سفينة صغيرة، رغم أنف الأسطول الإسرائيلي. ونلعب دورًا كبيرًا في استنهاض التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني. ودورنا الأهم يكمن في إنهاء الانقسام وإرساء الوحدة الوطنية، ونجحنا عندما شكّلنا حكومة الوحدة الوطنية، لأول مرة في تاريخ الشعب الفلسطيني».
وعن تفسيره لصمت السلطة الفلسطينية، أعرب البرغوثي عن أسفه الشديد لـ «سلوك السلطة التي ارتكبت خطأ فادحًا بسلبيتها خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وترتكب خطأ أكبر بإصرارها على نهج فشل، وهو نهج المراهنة على المفاوضات مع إسرائيل وعلى الدور الأميركي. هناك عامل سوء التقدير والاجتهاد الخاطئ، وهناك مع الأسف عامل آخر، وهو مصالح البعض».
وفي السياق ذاته، أوضح البرغوثي للمشاركة غدير طيرة، أن «حركة حماس وغيرها من حركات المقاومة لا تكافح من أجل وزارة في سلطة بعد انتهاء الحرب. فكيف الحال إذا كانت السلطة عديمة السلطة تحت الاحتلال؟ لقد انتفت أسباب الانقسام، ولم يبق سوى نهج النضال والمقاومة، ولم يعد هناك من سلطة للتنازع عليها. لذلك، فالهدف أكبر بكثير، حيث يجب التوحد حول حركة تحرر وطني عبر قيادة وطنية موحدة تشمل كل القوى الفلسطينية، وقد ينبثق عنها حكومة وحدة وطنية مؤقتة لإدارة شؤون الناس ومعالجة آثار العدوان. ومن ثم إجراء انتخابات حرة ديموقراطية يشارك فيها الفلسطينيون في الداخل والخارج لاختيار قيادة جماعية تعبّر عن كل مكونات الشعب».
ورأى أن «الحوثيين في اليمن مارسوا حقهم في الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني، وحاولوا دفع العالم لتطبيق القانون الدولي ووقف العدوان، من خلال إيقافهم السفن الأميركية والإسرائيلية. فنحن نتعرّض لعدوان ثلاثي، إسرائيلي وأميركي وبريطاني. وهناك دول ساندتنا مثل الكويت شعبًا وحكومة، وكان موقفها مميزًا جدًّا في الأمم المتحدة. وهناك دول أخرى أعطت بقوة، لكنّ العمل الجماعي كان مفقودًا، وهناك كثيرون أداروا ظهرهم. لا أريد من أي حاكم عربي أو غير عربي، إلّا أن يستمع لرأي شعبه، لأن كل الشعوب العربية مع الفلسطينيين، وكذلك شعوب العالم».
هدفي الوحيد حرية الشعب الفلسطيني
وعن نجاح «طوفان الأقصى» في تغيير السردية الفلسطينية، قال د. مصطفى: «لا شك في أن رؤية العالم تغيرت، ولم يعد ممكنًا إخفاء الجريمة، لكن على الإعلاميين العرب والفلسطينيين والمناصرين تنظيم عملهم لمواصلة تقديم الرواية الصحيحة. وهذا ما يلزمنا في الوقت الراهن مع اقتراب انتهاء العدوان، وأسعى لخلق آلية إعلامية فاعلة تركز على تدريب جيل جديد من الشباب العرب والفلسطينيين لمواصلة الرسالة، فالإعلام هو شكل من أشكال المقاومة، وقد لاحظنا أن بعض الإعلام العربي قام بدور ممتاز، لكن مع الأسف هناك من يعيد الرواية الإسرائيلية».
وإذ أبدى استعداده لأي مسؤولية وطنية، كشف أن هدفه الوحيد اليوم هو «حرية الشعب الفلسطيني، فنهجي يختلف كثيرًا عن النهج القائم».
وردًّا على المشارك طلال منيف، ربط البرغوثي أسباب فشل الدول العربية في نصرة القضية الفلسطينية عبر التاريخ، بـ «عدم الإصغاء لآراء الشعوب بشكل كافٍ، الخلافات والانشقاقات العربية الداخلية وعدم القدرة على إدراك أهمية مكانتهم التاريخية والاستراتيجية والدور الذي يمكن أن يحققه العرب لو تضافرت جهودهم، إلى جانب عدم إدراكهم درجة مطامع الآخرين، وأبرزهم إسرائيل. كيف يطبّعون مع إسرائيل وهي ترتكب كل هذه المجازر ضد الشعب الفلسطيني، ولديها أطماع بنفس البلد الذي تطبّع معه؟! إنه واقع مثير للغضب وليس فقط للسخرية، إنهم عاجزون عن إدراك حجم المخاطر والتحديات التي تشكّلها إسرائيل أو أطراف أخرى، وقد أصبحت إسرائيل اليوم منظومة فاشية بلغت أقصى درجات الإجرام».
وأسف البرغوثي لـ «ازدواجية المعايير لناحية الدعم الكبير الذي قدّمته الدول الغربية لأوكرانيا بحجة أنها تتعرّض للاحتلال، في حين دعمت إسرائيل بالمليارات، وهي دولة احتلال، لأنها ترى فيها قاعدة استعمارية تحافظ على مصالحها في المنطقة».
وتعقيبًا على المشاركة أروى الدويري، شدد د. مصطفى على أن «الحكم الذاتي مرفوض، لكونه يعني بقاء الهيمنة والسيطرة لإسرائيل، كما أن حل الدولتين مجرد كلام للدول المتقاعسة عن القيام بدورها في تطبيق القانون الدولي، ولا يمكن تحقيقه من دون إرفاقه بوقف الاستيطان وإنهاء الاحتلال وفرض عقوبات بحق إسرائيل. ومن غير المسموح المجيء بحفنة عملاء يعملون تحت قيادة إسرائيل».
وفي إجابته على المشاركة هبة نورالدين، لفت إلى أن «استهداف الصحافيين في غزة جزء من الاعتراف بفعالية دورهم البطولي وتأثيرهم. إنها جريمة لمنع إيصال الصوت الفلسطيني». وكشف في إجابته على المشارك زياد أمان أن «العامل الحاسم للمعركة يكمن في بقاء الناس بغزة. وعلى الرغم من أن العالم الغربي حاول زرع الشعور بالدونية واليأس والعجز في نفوس العرب والمسلمين، فإن المقاومة أعطتنا شعور الثقة بالنفس والقدرة على التغيير».
وفي رده على مداخلة نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق، د. مروان المعشّر، رأى البرغوثي أن «المستقبل لا يرتبط فقط بإنهاء الاحتلال وإسقاط نظام الفصل العنصري القائم، بل بإزالة طابع الاستعمار الاحتلالي الاستيطاني لإسرائيل، وأميركا تنافق وتقول إنها ضد الاستيطان، لكنّها لا تتخذ أي إجراء لمنعه، وأكبر خطيئة في اتفاق أوسلو أنه وُقّع من دون اشتراط وقف الاستيطان».
وكانت مداخلة للمحامي محمد فريد مطر، الذي اعتبر أن «حرب غزة جعلت فلسطين البوصلة الأخلاقية للبشرية، وقد ثبتت استحالة قيام المشروع الصهيوني، كما أننا أمام مفارقة تاريخية، ونحاول تأسيس فريق دولي من المحامين يقدم دعاوى بكل المحاكم والأنظمة القانونية».
من جهتها، أشادت المناضلة الفلسطينية ليلى خالد بجهود «لابا»، وبرنامج الجوهر، مشيرةً إلى أن الجوهر اليوم هو القضية الفلسطينية، كما أشادت بعائلة البرغوثي المناضلة، قائلة: «نخوض معركة الوعي الأخلاقي والتوعية حول حقيقة الصراع. وقد انتصرت السردية الفلسطينية في هذه المعركة، وعلينا البناء على النصر القادم، وما يميّز شعبنا هو صموده الأسطوري بوجه إسرائيل والصهيونية العالمية والغرب المنافق بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك بعض الرجعيين العرب».
وفي إجابته عن أسئلة الحضور، اعتبر د. البرغوثي أن «طوفان الأقصى جاء نتيجة فشل سياسي استخباراتي كبير لدى إسرائيل، علمًا بأن بعض دول الخليج اشترت برامج إسرائيل الاستخباراتية، باعتبارها من أقوى البرامج، كما أن العقلية الاستعلائية الإسرائيلية ضخّمت الفشل وجعلتهم يشعرون بالإهانة لناحية تفوّق العربي في أن يكون علميًّا، يبرمج ويخطط بشكل دقيق، إلى جانب تحلّيه المعروف بالجرأة والشجاعة». وأعلن أنه طرح مع المسؤولين في الكويت «آليات لتحسين وصول المساعدات الملحّة إلى قطاع غزة عبر الأردن وجمعيات الهلال الأحمر، إلى جانب الضغط لوقف إطلاق النار ودعم صمود الأهالي». واختُتمت الحلقة الحوارية بصورة تذكارية، رفع خلالها البرغوثي والمشاركون علامة النصر.
يُذكر أن برنامج الجوهر للتدريب الإعلامي، هو البرنامج الأول من نوعه في المنطقة، يُنفّذ في موسمه الرابع برعاية شركة المركز المالي الكويتي (المركز)، وجريدة الجريدة، وشركة الصناعات الهندسية الثقيلة وبناء السفن (هيسكو)، وفندق فوربوينتس شيراتون. ويقدّم البرنامج للشباب العرب ورش عملٍ إعلامية مكثفة على يد أبرز الإعلاميّين العرب، لتدريبهم على فنون ومهارات الحوار الإعلامي، لمحاورة ضيوف رياديّين تركوا بصمة في شتى المجالات بالوطن العربي.
البرغوثي لـ الجريدة: ناقشت مع سمو رئيس الوزراء الضغط لوقف العدوان وإيصال المساعدات لغزة
ثمّن البرغوثي الموقف الكويتي حيال القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على غزة، وقال: «نفتخر بأن الكويت دائما كانت مع القضية الفلسطينية وإلى جانبنا وفي المقدمة من دون تردّد».
وأوضح البرغوثي، في تصريح لـ «الجريدة»، أنه أعرب خلال اجتماعه مع سمو رئيس الوزراء الشيخ د. محمد الصباح عن التقدير الكبير والاعتزاز بموقف الكويت المتميز أميراً وحكومة وشعباً حيال قضيتنا، مضيفاً: ناقشنا خلال الاجتماع عدداً من الموضوعات المتعلقة بكيفية الضغط لوقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن، لوقف هذا العدوان الإجرامي، وكيفية دعم صمود الشعب الفلسطيني في غزة وبقائهم في وطنهم، وكيفية تحسين طرق إيصال المساعدات بسرعة أكبر إلى أهلنا في غزة، كما ناقشنا عدداً من القضايا والهموم التي تهمّ الفلسطينيين المستضافين في الكويت، ومنها موضوع المعلمين الفلسطينيين الذين تم التعاقد معهم للعمل في الكويت ووضع عائلاتهم، ونحن نعلم أنه قانون مطبّق على الجميع، ولكن بإذن الله ستكون هناك نظرة خاصة لهؤلاء المعلمين الذين نفخر دوما بأنهم عملوا في الكويت، وأملنا أن يولي سمو رئيس الوزراء هذه الأمور عنايته واهتمامه.
وأشار البرغوثي إلى أن اللقاء مع رئيس «الهلال الأحمر» الكويتية، د. هلال الساير، تناول كيفية تحسين طرق إيصال المساعدات مع محاولة استخدام وسائل جديدة.
وحول العدوان على غزة، قال سيكون هناك تأثير لهذه الحرب على كل شعوب العالم، خصوصا في ضوء التواطؤ والصمت الغربي الذي وصل إلى حد المشاركة في العدوان، وسيكون لذلك آثار كبيرة على العالم بأسره، لأنه أرسل رسالة للعالم بأننا لا نعيش حسب القانون الدولي، إنما حسب شريعة الغاب، ومن لديه القوة هو من يستطيع أن يفعل ما يريد، وما جرى سيدخل التاريخ باعتباره اللحظة الفاصلة التي شعرت فيها البشرية بضرورة تغيير كل معايير النظام العالمي.
وقال البرغوثي: اقترحت عدة مرات قبل وأثناء انعقاد القمة العربية الإسلامية فكرة، وهي أن ترسل جميع الدول العربية والإسلامية وعددها 57 دولة قافلة إنسانية تكسر الحصار على غزة، وتخترق معبر رفح وتتحدى إسرائيل، فهل ستقصف إسرائيل وفدا يضم ممثلين عن 57 دولة عربية وإسلامية ومعهم المنظمات الإنسانية والعالمية؟ وكنت آمل أن ينفذ هذا الاقتراح، وقال إن مؤتمر القمة العربية والإسلامية اتخذ قراراً بكسر الحصار على غزة، فماذا فعلوا؟!