في الصميم: تعددت الأسباب والفشل واحدٌ
كتب الكثيرون عن الفشل الذي استمر سنوات لعدم إنجاز نفق «دروازة العبدالرزاق» الشهير، إنه نفق ليس إلا، لم يكن جسراً يربط بين جزيرتين، ولا مطاراً دولياً يستوعب الملايين، ولا حتى برجاً يناطح السحاب، نفق أصبح وصمة عار على جبين كل من كانت بيده سلطة إنجاز ذلك المشروع المعجزة ولم يفعل.
الكثيرون تندّروا واستنكروا واستغربوا من ذلك التردد والتلكؤ في إنجازه الدال على فشل إداري ذريع خيم على الكويت برمتها، وحوّلها من وطن المبادرات والإنجازات إلى بلد تقهقرت وتردت فيه أمور ما كان لها أن تتقهقر، فشل مالي رغم الغِنى، وفشل إداري رغم وجود كفاءات وطنية على مستوى مهني عالمي، وفشل تنموي جعل اقتصاد البلد تحت رحمة مصدر رزق واحد متذبذب أمام العرض والطلب، وتفشي فساد ورشوة وتزوير، إلى جانب مخرجات تعليمية كارثية.
هناك مثال آخر، وهو فشل مشروع تجميل شاطئ أنجفة، فهو الآخر معلم من معالم سوء الإدارة والتهاون والاستخفاف في حفظ حقوق البلد المالية، بدأ تنفيذ المشروع قبل سنوات بتكلفة 3 ملايين دينار، ومدة تنفيذه 24 شهراً، على أن يُسلّم في 31/7/2022، وحتى الآن لم يستكمل، شاطئ أنجفة الآن أسوأ من قبل، فالتنفيذ بشع، ونوعية العمل رديئة، والشاطئ حتى الآن بلا مرافق صحية تخدم رواده، مع العلم أن هذا المشروع خال من البناء والسراديب، فهو عبارة عن ممشى لا غير.
كل دول العالم تهتم بتجميل شواطئها من أجل مواطنيها وقاطنيها، ومن دون إضاعة وقتها على التصريحات الجوفاء للجالسين على مقاعدهم الوثيرة، لا يُلهيهم الصراع والمماحكة وتبادل المصالح للبعض في توزيع مسميات الشوارع والجادات فيما بينهم.
نقترح على المدير العام للبلدية الجديد، الأخ سعود فايز الدبوس، أن يستفسر من المهندسين الشباب الذين كانوا يراقبون أعمال مقاول ذلك المشروع عن الشكاوى الواردة للمسؤولين ضده من دون اتخاذ أي إجراء صارم، فما جرى في أنجفة يثير الريبة، ومنها تغيير إضاءاتها المكلفة جداً من دون أي داع.
ونتساءل: ما الذي يمنع البلدية من إنشاء شركة خاصة مهمتها إدارة كل المرافق الصحية في البلاد؟ وما المانع أيضاً من فرض رسوم مقابل استخدامها؟ فكل دول العالم تفعل ذلك، ولماذا لا تُلغى جميع عقود النظافة الحالية وتُستبدل بعقود أخرى يشترط فيها الاستغناء عن عشرات الآلاف من العمالة التي تحولت إلى مجاميع سائبة تستجدي في المناطق السكنية، وعند الإشارات المرورية، وتُستبدل بآليات خاصة متطورة كسائر دول العالم المتقدم، فميكنتها توفر على البلد الكثير، أمنياً ومادياً واستهلاكاً للبنية التحتية؟
الكويت اليوم تعيش عهداً جديداً وتعديلاً للمسار، والجميع في انتظار الإصلاح الحقيقي، حفظ الله الكويت وشعبها وأسرة حكمها من كل مكروه.