السفير الفيتنامي: الفن لغة حوار مشتركة بين الشعوب
خلال احتفال سفارة بلاده بالعام القمري الجديد
بمناسبة احتفالها بالعام القمري الجديد، أقامت السفارة الفيتنامية، في مقرها بمنطقة الجابرية، معرضا فنيا تشكيليا للفنان الفيتنامي نغو دوك هوانغ، شارك فيه الفنانان منى القناعي وإيلي أبو شعيا، وحضره جمع من السفراء والدبلوماسيين العرب والأجانب المعتمدين في البلاد، إضافة إلى حشد كبير من الشخصيات والمواطنين وبعض الطلاب الفيتناميين الذي يدرسون اللغة العربية في جامعة الكويت.
وعلى هامش الافتتاح، قال سفير فيتنام لدى البلاد نغو توان ثانغ إن الفن بمنزلة اللغة المشتركة بين الشعوب، فهو يساعد على خلق لغة حوار مشترك بينها، معتبراً أن للفن ميزة خاصة عن غيره من المجالات، لأنه يتناول مواضيع مختلفة.
وأضاف ثانغ أن سبب استضافة الفنان هوانغ، حتى يتعرف الشعب الكويتي عن كثب على الفن الفيتنامي ومضامينه. وفي رده على سؤال لـ«الجريدة» عن الرسالة التي يود إيصالها للشعب الكويتي، ذكر أن الفن جسر للصداقة بين دولتي فيتنام والكويت، وبالتالي يعتبر أحد الوسائل لتعزيز العلاقة متعددة الأوجه بين فيتنام والكويت، ومنها في مجال الفنون.
من جانبه، أشاد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. محمد الجسار بأعمال الفنان والخطاط الفيتنامي هوانغ، كما أشاد بمشاركة الفنانة منى القناعي، معربا عن سعادته لأنها تتبع المجلس الوطني، وأيضا بمشاركة أبو شعيا.نغو دوك هوانغ: الفن التشكيلي الكويتي معبر ورائع
وأكد الجسار أن الفن عابر للثقافات، وأيضا اتصال بين الثقافات، لافتاً إلى أن كل الثقافات المتنوعة تستطيع أن تفهم الفن، فهو لغة عامة ودولية، وتمنى تكرار مثل هذه الفعاليات.
مظاهر حياتية
وقال الفنان هوانغ، لـ«الجريدة»، إنه أراد من خلال لوحته أن يعرّف الشعب الكويتي على الفن الفيتنامي، مبينا أنه استخدم نوعية خاصة من الورق يطلق عليها Do Paper أو Poonah Paper، والتي تعد جزءا مهما من تاريخ الفن الفيتنامي واستخدمت منذ القدم.
وأوضح أن هذه النوعية من الورق صنعت من نوع من الأشجار الموجودة غالبا في المقاطعات الشمالية، مشيرا إلى أن متانة الورق جعلته مفيداً للرسم. وعن رأيه في الفن التشكيلي الكويتي قال: «الفن الكويتي معبر ورائع».
مدلولات رمزية
ويرى المتلقي لأعمال الفنان هوانغ أنه استعان بالمظاهر الحياتية المتعلقة بالبيوت والبشر، تلك التي رصدتها ريشته من منظور جمالي متناغم مع المدلولات الرمزية التي يريد أن تبرزها في عناصر مواضيعها، وبالتالي فقد جاءت الأعمال التشكيلية التي تضمنها المعرض في شكلها العام منحازة إلى الرمز ومتفاعلة معه في أنساق جمالية عدة، تلك التي أسهمت في تناسق الأفكار وجمال معانيها.
تجدر الإشارة إلى أن هوانغ ولد عام 1974 في هانوي، فيتنام، وتخرّج في قسم الفنون الجميلة بجامعة The Vietnam State Film University في فيتنام، ولديه مجموعة فنية تمتد على مدى عقدين من الزمن، أما أشهر أعماله فهي مجموعة من الإبداعات رسمت على الورق، والتي تجسد عناصر الحنين، وأيضا رسم الزهور بأسلوب زخرفي لإعطاء منظور جديد لجمال البشر والمجتمع والطبيعة.
من جانبها، وصفت الفنانة منى القناعي العملين اللذين شاركت بهما، ويحملان الطابع التعبيري، بأنهما «لحظة تأمل في العقل البشري»، مبينة أنها غالبا ما تدمج عناصر من تجارب حياتها في فنها، وتستخدم كنقطة انطلاق لمزيد من الإبداعات الشخصية، ما يثير العديد من الأسئلة، حيث تدور معظم أعمالها حول الوعي الذاتي ومعنى الحب.
وأضافت القناعي أن مجمل أعمالها يهدف إلى مساعدة الناس على التفكير في حياتهم واستكشاف مشاعرهم، والوصول إلى ما وراء منطقة الراحة الخاصة بهم. وعن اختيار المادة والشكل، اعتبرت أن شكل الروح وتأثير التعليق في تشكيل الروح كعامل مساعد في الكشف عن هذه الطبقات الحساسة من الصدمات التي أدت إلى استخدام مواد مختلفة في عملها الفني.
ثلاثة أعمال
وعبر الفنان أبو شعيا عن سعادته بمشاركته بثلاثة أعمال فنية، أولاها لوحة رسمت خلال فترة جائحة كورونا، بعنوان The Mask (القناع)، والثانية بعنوان Pain and Power (الألم والقوة)، والثالثة بعنوان «رؤية المجهول»، مبينا أنه يرسم منذ نعومة أظفاره ولديه شغف بالفن كونه يعطي رسالة تسرد الأحداث الحالية أو المستقبلية. وقال أبو شعيا، لـ«الجريدة»، إنه بعد فترة «كورونا»، بات يشارك في المعارض بصورة كبيرة.
وتحفل أعمال أبو شعيا برؤى رمزية، وقد استخلصت أفكارها من عناصر الطبيعة مثل الفراشات، وغيرها، كما استعان برؤى تجريدية عبر من خلالها عن مشاهد تشكيلية تتحرك في أكثر من اتجاه، وترصد تداخلات لونية شديدة القرب من الوجدان الإنساني، كما تعالج تصورات مفحمة بالحيوية والحركة.