التصعيد قد يفتح باب التفاوض بين واشنطن وطهران
دور سعودي إلى جانب قناتَي عمان وجنيف
تتسع دائرة الاشتباك الإيراني - الأميركي رويداً رويداً، على الرغم من أن الطرفين لا يريدان للاشتباك أن يتحول إلى انفجار كبير أو حرب كبرى، لذلك يخرج الإيرانيون سريعاً للتبرؤ من أي علاقة لهم بالهجومات التي يشنها حلفاؤهم، ويخرج مسؤولون أميركيون يقولون، إن إيران غير متورطة وليست هي من تعطي الأوامر. لذلك مؤشر واحد وهو الاقتناع لدى الإدارة الأميركية باستراتيجية التفاهم مع إيران، ومثل هذه القناعة لا تكون ظرفية، لذلك تشير مصادر متابعة إلى أن الرد الأميركي على استهداف القوات الأميركية على الحدود السورية - الأردنية سيكون موضعياً ولن يهدف إلى تصعيد الحرب أو توسيعها. في المقابل، هناك رهان إيراني أساسي على أن الرد الأميركي سيفتح أفق التفاوض للتهدئة ولوقف إطلاق النار في غزة.
يعتبر الإيرانيون أن المناوشات في جنوب لبنان والبحر الأحمر، وضرب مصالح وأهداف أميركية، سيجعلان الأميركيين يضغطون على إسرائيل لوقف مسار عملياتها العسكرية في غزة والانتقال إلى مرحلة جديدة. يعتبر الإيرانيون أن أميركا ليست في وارد التصعيد والدخول في حرب خلال سنة الانتخابات هذه، ولذلك هم يراهنون على الوصول إلى تفاهمات. مما لا شك فيه أن استهداف الأميركيين وسقوط قتلى في صفوفهم يعني ضرباً لمنظومة الردع الأميركية وقوتها، من اليمن إلى الحدود السورية الأردنية. وعلى الرغم من توجيه الأميركيين ضربات باتجاه الحوثيين لكنها لم تسهم في ردعهم أو دفعهم إلى التراجع، والأمر نفسه سيتكرر في الرد الأميركي على مقتل 3 جنود نتيجة استهدافهم من حلفاء إيران.
وهذا من شأنه أن يظهر مدى اتساع رقعة الإرباك لدى كل الأطراف، وخصوصاً لدى الإيرانيين والأميركيين، لا سيما أن أي تصعيد بينهما ستكون له مخاطر، ولا يمكن لأحد أن يحقق النتائج التي يريدها. بعض المعلومات تشير إلى أن الأميركيين سينفذون ردهم ولكن في نفس الوقت سيعملون على تفعيل التفاوض مع طهران، وبالتالي سيحصل تواصل جديد على وقع المفاوضات الدائرة بحسب ما تكشف مصادر متابعة، ولها ثلاثة خطوط، الخط الأول هو المفاوضات في سلطنة عمان، والثاني هو المفاوضات في جنيف، أما الثالث فبحسب ما تكشف مصادر دبلوماسية هناك دور تلعبه السعودية بين الطرفين حول بعض النقاط المتعلقة بالوضع في منطقة الخليج وبعض الدول العربية. في هذا السياق، تكشف مصادر متابعة أيضا عن حصول لقاء أميركي - إيراني مباشر في أرمينيا قبل فترة.
لبنان يواكب هذه الجبهات ومواجهاتها، على وقع استمرار تلقي المزيد من الرسائل الإسرائيلية، وحسبما تكشف مصادر متابعة فإن رسالتين عربيتين وصلتا إلى لبنان حول جدية التهديدات الإسرائيلية، وتفيد المعلومات بأن دبلوماسيين عربيين نقلا هذه الرسائل التهديدية بأن إسرائيل اتخذت قرار الحرب في حال لم يتم الوصول إلى حل دبلوماسي لوقف إطلاق النار.
في الموازاة تنقل المصادر أن الإسرائيليين يعتبرون أنهم عملوا على تحقيق الكثير من الأهداف في جنوب لبنان، من خلال تدمير البنى التحتية لحزب الله على مسافة 10 كلم، ومنعه من إعادة إعمار هذه المراكز أو أبراج المراقبة أو المخازن في المرحلة المقبلة، لذلك فإن الرسائل تشدد على وجوب الذهاب نحو حل سياسي كي لا تتصاعد المواجهات.