«المملوك» و«لا لونا» يناقشان أبعاداً إنسانية السليطي: الكويت مشهورة برفد الساحة بفنانين مميزين
خلال عروض مهرجان الكويت الدولي للمونودراما
في أول عروض مهرجان الكويت الدولي للمونودراما، قدمت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام بالإمارات العرض المونودرامي «المملوك»، على مسرح متحف الكويت الوطني، وضم فريق المسرحية كاتب ومخرج المسرحية الفنان أحمد راشد، وبطل العرض الفنان عبدالله الخديم، إضافة إلى مشرف عام المسرحية الفنان عبدالله راشد، والتقنيين عبدالله مسعود، خالد الظنحاني، محمد الهنداسي، سليمان الشامسي.
واقتبست مسرحية المملوك من النص المسرحي الشهير للكاتب السوري الراحل سعد الله ونوس «مغامرة رأس المملوك جابر»، لكن الفنان أحمد راشد قام بمعالجته برؤية مختلفة، وركز على البعد الإنساني والمأساوي للملوك الذي يفكر للخروج من العبودية. الجدير بالذكر أن العرض شارك وبحضور لافت خلال مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما بنسخته التاسعة، وأيضا مهرجان شرم الشيخ الدولي، والذي حصل من خلاله على جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
«لا لونا»
أما العرض المونودرامي الثاني فجاء بعنوان «لالونا»، وقدمته فرقة موزاييك من سيدي بلعباس بالجزائر، تمثيل سعاد جناتي، وإخراج هشام بو سهلة. وأظهر العرض مشاعر الفقد التي تعتمل في قلب الأم «ما مريامة»، التي أعياها البحث عن ابنها المفقود «موسى»، منذ سنوات طويلة حتى انحنى ظهرها، وفقدت عقلها الذي تشب بالقمر الذي اعتبرته مرافقا لابنها، وانه سيعود معه، كي تطرق كل الأبواب وتبحث في كل الأماكن التي تتوقع أنه موجود فيها، وتتصل بكل ما يتوهم عقلها الباطن أنه سبيلها للوصول إليه.
وتكشف «لالونا» الوجه المؤلم للهجرة غير الشرعية التي يلجأ إليها الشباب هرباً من الفقر، وفي سبيله يتعرضون للموت أو القبض عليهم، وقد تركوا خلفهم أمهات وآباء هم بأمس الحاجة إليهم، حيث يبدأ العرض بالأم تدخل خشبة المسرح منحنية الظهر، فتبوح وتسترسل في السر والحكي، ثم تنصرف صامتة بظهرها المنحني نفسه، وكأنها قد أفرغت ألمها من خلال هذه الكلمات الكثيرة والمكثفة، وهذا الجنون الذي قد يصل في بعض الأحيان إلى منتهى الحكمة.
السليطي: الكويت مشهورة برفد الساحة بفنانين مميزين |
حول أهمية المهرجان، قال المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا في قطر د. خالد السليطي إن مهرجان الكويت الدولي للمونودراما له السبق دائما في مختلف النواحي الفنية، وكذلك يهتم بكوكبة الممثلين الكويتيين، وهذا دور يثمن للمهرجان والقائمين عليه فيما يتعلق بتقدير هؤلاء الفنانين الذين كانت لهم بصمات واضحة في عالم الفن. وأوضح د. السليطي أن الكويت تعتبر الدولة الخليجية المتميزة والمشهورة برفد الساحة الثقافية بالفنانين المميزين، خاصة أن جميع فناني الكويت عمالقة وأيضا جيل الشباب من الفنانين سيصبحون مبدعين لأن خلفهم أساتذة كبارا يتعلمون على أيديهم. وأكد أنه يثمن الدعوة الكريمة لحضور مهرجان الكويت الدولي المونودراما، والشكر موصول إلى القائمين والمنظمين للمهرجان، «وانه لمن دواعي سروري أن تأتي هذه الدورة للمهرجان لتحمل تكريم الفنان القدير محمد جابر العيدروسي، فهو صاحب بصمة كبيرة في الفن الكويتي، حيث عمل مع الفنانين الكبار أمثال الراحل عبد الحسين عبدالرضا، وسعد الفرج، وإبراهيم الصلال، وكذلك الفنانات القديرات مثل الراحلة مريم الغضبان، وحياة الفهد، وغيرهما». وأوضح أن محمد جابر فنان كبير ذو مكانة عالية ليس فقط في الكويت وإنما على مستوى الدول الخليجية والوطن العربي، فهو فنان كوميدي وأيضا قدم الدراما الجميلة الممتعة على مستوى الخليج، متمنيا له المزيد من التوفيق والنجاح في حياته العملية. |