اختبار صعب لكرواتيا أمام «أسود الأطلسي»
تبدأ كرواتيا، وصيفة بطلة النسخة الأخيرة، مشوارها باختبار صعب أمام المغرب، اليوم (الأربعاء)، في الجولة الأولى من منافسات المجموعة السادسة بمونديال قطر لكرة القدم.
فجَّر المنتخب الكرواتي مفاجأة من العيار الثقيل في مونديال روسيا 2018، فكان قاب قوسين أو أدنى من اللقب الأول في تاريخه، إذ خسر المباراة النهائية أمام فرنسا، التي أطاحت بلجيكا من نصف النهائي.
مشاركته في المونديال القطري ستكون بطموح تكرار إنجاز عام 2018 على الأقل بالنظر إلى تشكيلته الزاخرة بالنجوم، مثل صانع ألعاب ريال مدريد الإسباني وكرواتيا لوكا مودريتش (37 عاماً).
على الورق، يبدو الكروات مرشحين بقوة لانتزاع بطاقة المجموعة السادسة، ويسعون إلى تأكيد ذلك اعتباراً من مواجهة اليوم. لكن المنتخب الأوروبي يدرك جيداً أن المهمة لن تكون سهلة أمام خصم عنيد يحدوه الأمل في تخطي الدور الأول والتأكيد على أن بلوغه النهائيات لم يكن من قبيل الصدفة.
المواجهة الرسمية الأولى
ستكون المواجهة الرسمية الأولى بين المغرب وكرواتيا والثانية في تاريخ مواجهاتهما، بعد الأولى في دورة الحسن الثاني الدولية عام 1998، استعداداً للمونديال الفرنسي الذي أنهاه «برازيليو أوروبا» في المركز الثالث.
وحذَّر مدرب كرواتيا، زلاتكو داليتش، لاعبيه من الاستهانة بالمنافسين، مؤكداً أنه «لا يوجد خصم سهل، ومجموعة سهلة، هذه بطولة العالم، أثق بفريقي، هدفنا التأهل عن المجموعة. يجب أن ننسى الماضي، وعدم الوقوع في فخ التفكير بما حصل قبل أربع سنوات».
وتعول كرواتيا على قائدها مودريتش، أفضل لاعب في العالم عام 2018، والذي سيخوض العرس العالمي الأخير في مسيرته الاحترافية، إلى جانب المخضرمين الآخرين لاعب وسط إنتر ميلان الإيطالي مارسيلو بروزوفيتش، وجناح توتنهام الإنكليزي إيفان بيريشيتش، والأخيران سيواجهان زميلهما السابق في النادي الإيطالي أشرف حكيمي.
وكان مدافع باريس سان جرمان الفرنسي حالياً، تفاعل مع نتائج القرعة بنشر تغريدة مرفقة بصورة له مع بيريشيتش والبلجيكي روميلو لوكاكو، معلقاً: «أراكم قريباً».
«الأولى» الأهم
وشدد مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي على ضرورة التركيز على مباراة الأربعاء «لأنها الأهم. هي الأولى لنا في المونديال، ويجب أن نكون في قمة تركيزنا من أجل تحقيق نتيجة جيدة تعزز حظوظنا من أجل تخطي الدور الأول».
وأضاف: «سنلعب في مجموعة معقدة وصعبة. لدينا فريق جيد، والروح المعنوية عالية، ولاعبونا جيدون، ونحن نأمل أن ننجز شيئاً».
ويخوض المغرب المباراة بصفوف مكتملة، باستثناء غياب زكرياء أبوخلال (تولوز)، وإلياس شاعر (كوينز بارك رينجرز الإنكليزي) للإصابة.
وأكد طبيب المنتخب عبدالرزاق هيفتي، أن أبوخلال سيكون جاهزاً لخوض المباراة الثانية، فيما سيتم اتخاذ قرار بخصوص شاعر لاحقاً، وتعافى سليم أملاح (ستاندار لياج البلجيكي) من إصابة طفيفة.
مودريتش «لاجئ» بات بطلاً قومياً
رغم أنه بات في سن السابعة والثلاثين، لا يزال لاعب الوسط الدولي لوكا مودريتش الركيزة الأساسية لمنتخب كرواتيا، أربع سنوات، بعد قيادته إلى نهائي كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه. إنجاز سيحاول تكراره في مونديال قطر 2022، المتوقع أن يكون الأخير لطفل بدأ كلاجئ في بلاد مزقتها الحرب.
ومهد اختياره أفضل لاعب في مونديال روسيا 2018، إضافة إلى تتويجه مع ريال مدريد الإسباني بدوري أبطال أوروبا في العام ذاته، إلى فوزه بالكرة الذهبية، ليكسر احتكار دام 10 سنوات من الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو.
وبات مودريتش أحد أبرز نجوم الكرة والأضواء مسلطة عليه، سواء على صعيد الأندية أو المنتخب الوطني، في تناقض صارخ مع بدايته المتواضعة في منزل استحال بقايا مخلعة بعدما التهمت النيران جزءاً كبيراً منه، في قرية مودريتشي التي دُمّرت خلال حرب الاستقلال.
والتحق مودريتش بنادي دينامو زغرب عندما كان في الخامسة عشرة من عمره (2000)، قبل الانتقال الى توتنهام الإنكليزي في 2008، ومنه الى النادي الملكي الإسباني عام 2012.
وتلطخت شعبيته الجارفة بسبب التهمة التي وجهت إليه بالإدلاء بشهادة زور أمام القضاء، في فضيحة فساد هزت كرة القدم الكرواتية.
وقبل أيام من حفل جائزة الكرة الذهبية 2018، أسقطت محكمة في زغرب التهمة عن مودريتش.
وسبق لمودريتش أن محا كل الانتقادات التي قد توجه إليه في مباراة واحدة فقط، عندما فرض نفسه نجماً للقاء منتخب بلاده ضد اليونان في ذهاب الملحق الأوروبي المؤهل لمونديال 2018.
زياش... المعتزل العائد
بعد ضغوط جماهيرية كبيرة، عاد نجم تشلسي الإنكليزي حكيم زياش إلى صفوف المنتخب المغربي، باقتناع من المدرب الجديد وليد الركراكي، رغم قرار اللاعب السابق باعتزاله اللعب دولياً.
ويعاني زياش (29 عاماً) الأمرّين في صفوف فريقه اللندني هذا الموسم، أكان مع المدرب السابق الألماني توماس توخل المُقال من منصبه، أو خليفته الحالي غراهام بوتر، لكن ذلك لا يقلق الركراكي.
ورغم اعتزاله، ظل زياش على تواصل مع لاعبي «أسود الأطلس»، خصوصاً القائد رومان سايس، حيث بعث له برسالة أكد من خلالها العلاقة الجيدة التي تجمعه باللاعبين.
ويعتبر زياش قيمة مضافة، وهو «صديق للجميع» في تشلسي، ولديه تأثير إيجابي كبير على الفريق داخل الملعب وفي غرفة الملابس، كما يوصف بأنه شخصية واثقة تتوافق مع الجميع، خصوصاً اللاعب الإنكليزي بيلي غيلمور، الذي بات الصديق المقرب له.
وسيكون مونديال قطر فرصة لزياش لإبراز علو كعبه، والرد على تهميشه في النادي اللندني، وإثبات جدارته باللعب في أكبر الأندية الأوروبية.
وأكد زياش أن الاستعدادات جيدة، و«الأجواء والروح داخل المجموعة جيدة، ونعرف ما يتعين علينا فعله لنجعل المغاربة فخورين».
وأضاف: «أعتقد أنها فترة مهمة للجميع في الوقت الحالي كي نظهر ما جئنا لتقديمه كفريق وبلد. بالطبع إذا نظرت إلى كل شيء حول الفريق وأيضاً داخل المجموعة، فستجد أن كل شيء يبدو جيداً، ويوجد تواصل جيد بيننا، ولدينا الكثير من المرح والعمل الشاق، لهذا أعتقد أن هذه التركيبة جيدة بالنسبة للجميع، ونتمنى أن نذهب بعيداً في البطولة».