تستهل بلجيكا، ثالث النسخة الأخيرة في مونديال روسيا 2018، مشوارها باختبار لا يخلو من صعوبة أمام كندا، في الجولة الأولى من منافسات المجموعة السادسة بمونديال قطر لكرة القدم، خصوصاً أن مهاجمها وإنتر ميلان روميلو لوكاكو سيغيب عن صفوفها لاسيما في مباراتيه الأوليين بسبب الإصابة.
ويدرك المنتخب البلجيكي، الذي ودع النسخة الماضية أمام فرنسا التي اطاحت به من نصف النهائي، أن الواقع أصعب بمواجهة الفرق الطموحة، رغم وجود نجم مانشستر سيتي الإنكليزي وبلجيكا كيفن دي بروين في صفوفه.
وقرر المدرب الإسباني لبلجيكا روبرتو مارتينيز استدعاء لوكاكو أفضل هداف في تاريخ المنتخب (68 هدفا في 102 مباراة)، الى تشكيلة النهائيات رغم الإصابة التي يعاني منها في العضلة الخلفية لفخذه الأيسر.
وأنهت بلجيكا استعداداتها لمونديال قطر بخسارة مقلقة أمام مصر 1-2 الجمعة على ملعب جابر الأحمد في مباراة دولية ودية.
وأبدى لاعبو المنتخب البلجيكي انزعاجهم من انتقادات وسائل الإعلام في بلادهم، خصوصا مدافع بوروسيا دورتموند الألماني توما مونييه، الذي قال: «لا أفهم لماذا لا نظهر مزيدا من الحماس في بلجيكا» تجاه الشياطين الحمر.
وأوضح مونييه، في مؤتمر صحافي أمس الأول الاثنين، «أنتم الصحافيون الرابط الرئيسي بين المنتخب الوطني والجمهور. لذلك عندما تنتقدون وتكررون باستمرار أن كأس العالم ستكون صعبة، فإنها تؤثر على الناس».
وأظهر خيبة أمله من «سلبية» الصحافة البلجيكية، متابعا: «عندما أقرأ أحيانا وسائل الإعلام الهولندية التي ترى أن منتخب بلادها سيذهب بعيدا بالمنافسة، في حين أنني، آسف، أعتقد أنهم يملكون فريقا رائعا ومن هنا سيذهبون بعيدا في هذه البطولة... لا أفهم أننا لا نظهر المزيد من الحماس في بلجيكا».
وكان زميله لاعب وسط أتلتيكو مدريد الإسباني أكسل فيتسل تحدث بخطاب مشابه حول قلة الحماس لدى مواطنيه الأحد، وقال: «كل هذه السلبية، هذا عار. للناس الحق في إبداء آرائهم، ولكني أجد ذلك عارا على الرغم من كل شيء».
وأضاف فيتسل: «في عام 2018، قطعنا رحلة استثنائية (بلغنا نصف النهائي)، وكنا جميعا في القمة فرديا وجماعيا. نريد أن نفعل الشيء نفسه في قطر. المستقبل سيخبرنا».
كندا تبحث عن مفاجأة
في المقابل، يأمل المدرب الإنكليزي جون هيردمان قيادة كندا لتحقيق المفاجأة والتأهل للأدوار الإقصائية، قبل استضافة نهائيات 2026 بمشاركة الولايات المتحدة والمكسيك.
ونجح هيردمان (47 عاماً) في قيادة كندا، متصدرة تصفيات كونكاكاف، إلى كأس العالم للمرة الأولى منذ 1986، عبر بث روح الأخوة لدى اللاعبين، دامجا بين الموهبة والخبرة ومعيداً الأمل لبلد بأكمله.
ديفيس من مخيم للاجئين إلى المجد العالمي
عندما تطأ قدما ألفونسو ديفيس أرض ملعب أحمد بن علي، اليوم، لمواجهة بلجيكا، المدججة بالنجوم، ستكون أحدث خطواته العملاقة في رحلة شاقة نقلته من مخيم للاجئين في إفريقيا إلى نهائيات كأس العالم مع كندا، التي احتضنته وعائلته.
بات ديفيس من المخضرمين، رغم سنه الصغيرة. أربعة ألقاب في الدوري الألماني، لقب في كل من دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية، ليست سوى بعض الإنجازات التي حققها في مسيرته الاحترافية، التي بدأت عندما كان في الخامسة عشرة بالدوري الأميركي لكرة القدم.
وُلد ألفونسو عام 2000 بمخيم للاجئين في غانا، من والدين هربا من الحرب الأهلية في ليبيريا. بعد الهجرة إلى كندا، بدأ في إظهار إمكانات هائلة في كرة القدم، وسرعان ما تم رصد موهبته، وعندما كان في سن ال 14 اكتشفه نادي وايتكابس، الذي ينافس في الدوري الأميركي (إم إل إس)، وانضم إلى فريق الشباب.
برق نجمه سريعاً في فانكوفر، بعد أن بات في سن ال 15 وثمانية أشهر أصغر محترف كندي يلعب في الدوري الأميركي، ولاحقاً أصغر لاعب في تاريخ المنتخب الأول عن 16 عاماً وسبعة أشهر، بعد أيام من نيله الجنسية.
في يوليو 2017، كان ديفيس أفضل هداف (بالشراكة) في كأس كونكاكاف الذهبية برصيد ثلاثة أهداف، حيث خسرت كندا في ربع النهائي أمام جامايكا.
بعد مشاركات قليلة في موسم 2018-2019، أطلق مسيرته الصاروخية أوروبياً في التالي، لاسيما بفضل أدائه المذهل خلال الفوز 3-0 على تشلسي الإنكليزي بلندن في ذهاب الدور ثُمن النهائي من دوري أبطال أوروبا.
انتهى الموسم الذي توقف بسبب جائحة كورونا، واستكملت فيه المسابقة القارية بنظام التجمع، بتتويج بايرن بطلاً لأوروبا، بفوزه 1 - صفر على باريس سان جرمان الفرنسي في النهائي، ليصبح ديفيس أول كندي يرفع أغلى الكؤوس الأوروبية على صعيد الأندية.
جيل بلجيكا الذهبي اقترب من الرحيل
بعدما ألمح نجم بلجيكا كيفن دي بروين إلى نهاية حقبة الجيل الحالي، بإقراره أن كأس العالم في قطر ستكون على الأرجح الأخيرة له، يمتلك «الجيل الذهبي» ل«الشياطين الحمر» فرصة أخرى، للتخلي عن سمعته كمتخلف مستمر عن حصد الألقاب في المواعيد الكبرى.
في تشكيلة من النجوم تضم إلى جانب دي بروين، الحارس المتألق تيبو كورتوا، القائد إيدن هازارد والدبابة البشرية المصابة راهناً روميلو لوكاكو، تُصنّف بلجيكا كواحدة من المرشحين البارزين في المونديال.
وبعد التأهل لربع نهائي كأس العالم 2014، خسرت بلجيكا أمام الأرجنتين، لكنها تقدمت خطوة إلى الأمام بعدها بأربع سنوات، بتأهلها لنصف النهائي وخسارتها أمام فرنسا (حاملة اللقب) فيما اعتبر، حتى الآن، كأفضل نتيجة في حقبة كان منتظرا أن يحقق الشياطين الحمر خلالها الكثير.
وبالنسبة لمنتخب يُنظر إليه على أنه مرشح محتمل باللقب، لم يكن الخروج من ربع نهائي كأس أوروبا في نسختي 2016 و2020 مجزيا بما فيه الكفاية، مما أدى إلى تصنيف بلجيكا على أنها «ضعيفة الإنجاز».
وفي تقييم لاذع لفشل المنتخب بالفوز بأي لقب، شكك المدرب السابق لبلجيكا جورج ليكنز في عقلية منتخب المدرب الإسباني روبرتو مارتينيس. ومع بلوغ الغالبية العظمى من نجوم بلجيكا مرحلة الثلاثينيات، يبدو أن كأس العالم المقبلة ستكون آخر محطات هذا الجيل.
وفيما تمثل المواهب الناشئة مثل لويس أوبندا (22 عاما)، شارل دي كيتلار (21 عاما) وأمادو أونانا (21 عاما) الأمل لمستقبل مشرق لبلجيكا، يبدو أن نجوما حاليين مثل دي بروين، هازارد (31 عاما)، كورتوا (30 عاما)، توبي ألدرفايرلد (33 عاما)، يان فيرتونغن (35 عاما)، أكسل فيتسل (33 عاما)، ودريس مرتنس (35 عاما) سيعتزلون أو سيقدمون أفضل وآخر ما لديهم بحلول كأس العالم المقبلة عام 2026.