نتنياهو يجهز للبقاء 4 سنوات في غزة وقبول دولة فلسطينية
تفاؤل أميركي - قطري بقرب التوصل لصفقة تبادل... وهنية يصل للقاهرة لإبلاغ رد «حماس»
بالتزامن مع عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة للنظر في منح القرارات العاجلة، التي أمرت بها محكمة العدل الدولية لمنع الإبادة في غزة، قوة تنفيذية، حيث ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ 117 يوما إلى 26900 قتيل و65949 مصابا، كشفت تقارير عبرية معالم خطة سرية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تهدف إلى تشكيل حكومة عسكرية في القطاع والاستجابة للضغوط الدولية المتنامية للاعتراف بقيام دولة فلسطينية مستقبلية خلال 4 سنوات.
ويسعى نتنياهو، من خلال الخطة التي كشفت عنها صحيفة معاريف، إلى تشكيل حكومة عسكرية إسرائيلية بغزة تشرف على المساعدات الإنسانية لفترة انتقالية، بحيث يكون للدولة العبرية الحق في شن عمليات عسكرية بغزة، كما يحصل في الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت الصحيفة أن الخطة السرية وضعها رجال أعمال إسرائيليون مقربون من نتنياهو، وأن أحدهم على الأقل «مقرب منه جدا».
وتتضمن الخطة إنشاء سلطة جديدة من دون «حماس» أو أنصار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، التي ستخضع لإصلاحات تطالب بها خصوصا الولايات المتحدة.
وتشمل الخطة مراحل متعددة، الأولى إرساء إدارة عسكرية إسرائيلية كاملة على القطاع المحاصر، تأخذ على عاتقها إدارة ملف المساعدات الإنسانية، والتعامل مع السكان المدنيين، على أن تُحدد تلك المرحلة بأنها انتقالية.
ويسعى نتنياهو إلى تشكيل تحالف يضم دولا عربية، لدعم تشكيل سلطة فلسطينية جديدة، بحيث إذا نجحت الخطة ضمن جدول زمني محدد، فإن إسرائيل ستعترف بدولة فلسطينية محددة المعالم داخل أراضي السلطة الفلسطينية، وتنظر في نقل أراض إضافية غير مستوطنة إلى تلك الدولة.
انتقاد غالانت
في هذه الأثناء، انتقد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تردد نتنياهو، بسبب عدم اتخاذ موقف نهائي بشأن مسألة اليوم التالي للحرب التي تهدف إلى القضاء على «حماس» بغزة.
وذكرت هيئة البث الرسمية، أمس، أن غالانت شارك في اجتماع للجنة الخارجية والأمن في البرلمان (الكنيست) بحضور نتنياهو، حيث سلم رسالتين إحداهما إلى رئيس الوزراء والثانية إلى النواب.
وأضافت الهيئة أن وزير الدفاع وضع نتنياهو أمام خيارين، إما الاستجابة لمطالب اليمين المتطرف الذي يدعو للسيطرة العسكرية على القطاع، وإما العمل على تشجيع السيطرة المدنية من قِبَل طرف آخر، لكنه اعتبر أن السيطرة العسكرية ستأتي على حساب أولويات أخرى لإسرائيل بالجبهة الشمالية والضفة الغربية التي توشك على الغليان.
وأشار غالانت، في رسالته، إلى أن «معظم الناس الذين يتحدثون عن ضرورة السيطرة على غزة عسكرياً لا يعرفون عمق المشكلة».
تفاؤل وخلافات
إلى ذلك، أعرب مسؤولون أميركيون عن تفاؤلهم بأن شهوراً من الجمود ربما تفسح المجال قريباً أمام اتفاق من شأنه أن يوقف القتال في غزة، رغم تصريحات مترددة تدلي بها شخصيات بارزة مشاركة في مفاوضات لإطلاق سراح نحو 136 إسرائيلياً يعتقد أنهم ما زالوا محتجزين لدى «حماس».
ونقلت شبكة «اي بي سي» عن مسؤولين أميركيين قولهما إن حالة التفاؤل الحذر لدى إدارة الرئيس جو بايدن تأتي في أعقاب جولة محادثات باريس التي حضرها مدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بيل بيرنز، وممثلون عن إسرائيل وقطر ومصر.
وأمس قال البيت الأبيض إن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان التقى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، لبحث الوضع في غزة، مشيراً إلى «إحراز تقدم» في المفاوضات غير المباشرة بين «حماس» وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين.
وأشار إلى أن سوليفان حض على بذل كل الجهود الممكنة لحمل «حماس» على تأمين الإفراج عن كل الرهائن المحتجزين «دون تأخير».
وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن عبدالرحمن أكد لمستشار الأمن القومي الأميركي ضرورة إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وشدد على ضرورة استمرار دخول المساعدات إلى غزة وخفض التصعيد.
في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، «اننا في لحظة جيدة وتوصلنا إلى أمور كثيرة استعصت علينا لمدة شهرين من المفاوضات بين حماس وإسرائيل»، داعيا إلى عدم أخذ كل ما يقال أمام الكاميرات على محمل الجد.
في موازاة ذلك، ذكرت قناة «كان 11» العبرية أن «حماس» تقوم حالياً بمراجعة الخطوط العريضة للاتفاق المحتمل، قبل ساعات من وصول وفدها برئاسة إسماعيل هنية إلى القاهرة لتسليم ردها.
وذكرت القناة أنه من المتوقع التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، والذي سيشمل صفقة رهائن وتبادل الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، الأسبوع المقبل.
ومع تزايد احتمال إبرام الصفقة التي يعتقد أنها ستشمل الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين بضغط من البيت الأبيض، هاجم وزير الأمن القومي المتشدد، إيتمار بن غفير، إدارة بايدن، مكررا معارضته الشديدة للخطوة وتهديده بإسقاط الحكومة.
وقال إن الصفقة «هدفها على ما يبدو التمهيد لصفقة أقل خطورة، لكنها ستبقى صفقة انهزامية بكل المعايير»، وتابع: «هل انتقلت الولايات المتحدة إلى إدارة إسرائيل من دون إبلاغها؟ لن نتحول إلى جمهورية موز. ربما يريد أعضاء «الكنيست» في اليسار أن يقرر الرئيس بايدن بدلا منا. لكن من يعتقد ذلك مخطئ».
ضحايا وأزمة
ميدانياً، خاضت عناصر حركتي حماس والجهاد اشتباكات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي على عدة محاور، بالتوازي مع مواصلة الطيران الحربي شن غارات على مناطق سكنية وتجمعات للنازحين لدفع الفلسطينيين إلى التوجه نحو رفح قرب الحدود المصرية.
وأفادت السلطات الصحية في غزة بمقتل 150 وجرح 313 خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما رصد «نادي الأسير» شواهد على قيام قوات الاحتلال بـ «ارتكاب مجزرة» بعد العثور على 30 جثمانا لأشخاص كانوا مكبلين ومعصوبي الأعين داخل إحدى المدارس التي حاصرها الجيش الإسرائيلي في بيت لاهيا شمال القطاع أمس الأول. من جانب آخر، أعلن رؤساء 20 وكالة إنسانية تابعة للأمم المتحدة، في بيان مشترك، أن قطع التمويل عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ستكون له «عواقب كارثية» على غزة والمنطقة، بينما أفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، بأن إسرائيل لم تقدم حتى الآن وثائق تثبت اتهاماتها ضد موظفي الوكالة بالمشاركة في هجوم «طوفان الأقصى».
في المقابل، ذكر موقع أكسيوس الأميركي أن مجموعة مكونة من 8 إلى 10 من الأعضاء الديموقراطيين اليهود بمجلس النواب الأميركي بحثوا نحو 6 بدائل محتملة لـ «أونروا» لتوصيل المساعدات إلى غزة مع مسؤول وزارة الدفاع الإسرائيلية المعني بالشؤون المدنية الفلسطينية، الكولونيل إلعاد جورين.