على جميع المسافرين لحضور مباريات كأس العالم لعام 2022 في قطر وتنتابهم مخاوف حقيقية بشأن حقوق الإنسان أن يجتمعوا للاحتجاج على أحد الانتهاكات الأخيرة المُلحة والشنيعة بشكل خاص، والتي تتمثل في منع نظام حركة طالبان الفتيات الأفغانيات من الالتحاق بالمدارس، يسود غضب شديد إزاء هذا الحظر في قطر، وغيرها من الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي ودول الشرق الأوسط والدول ذات الأغلبية المسلمة التي تمارس نفوذاً على طالبان، بالتالي، يمكن لمجتمع التنمية العالمي بأكمله أن يتحد حول تحقيق الهدف المشترك المتمثل في مطالبة طالبان بالوفاء بوعدها السابق باحترام حق الفتيات في التعليم.
يُعد الاتحاد بشأن هذه المسألة أمراً ممكناً، حيث يدعم العالم الإسلامي خارج أفغانستان التعاليم الإسلامية السائدة التي ترحب بتعليم الفتيات وتشجع عليه. إن كلمة «اقرأ» بمعنى القراءة، هي الكلمة الأولى في القرآن، وفي حديث 74 في سنن الترمذي، وهو أحد كتب الحديث الستة المشهورة في الإسلام السني، يقول الترمذي: «إن طلب العلم إلزامي لكل مسلم»، ويفسر هذا الالتزام العميق بالتعلم- من الرجال والنساء- سبب صراحة الإمارات العربية المتحدة في دعم تعليم الفتيات في الأمم المتحدة، وسبب الاعتراف بقادة قطر دولياً لدعم قضية التعليم كوسطاء بين الغرب وطالبان.
علاوة على ذلك، التزمت كل دولة بتحقيق الهدف الرابع من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، والذي يتمثل في ضمان حصول كل طفل على «تعليم جيد شامل ومنصف» بحلول نهاية هذا العقد، ونظراً لالتزامها القوي بتوفير التعليم لجميع الفتيات، فقد ارتفع معدل التحاق النساء بالجامعات في إندونيسيا، وهي أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة في العالم، من 2 في المئة عام 1970 إلى 39 في المئة عام 2018، وفي المملكة العربية السعودية، التحقت نصف نسبة النساء في سن الجامعة بالتعليم العالي، وهو معدل أعلى لالتحاق الإناث مقارنة بالمكسيك والصين والبرازيل والهند.
تُصبح حجة إلغاء الحظر المفروض على الالتحاق بالمدارس أقوى عندما نتذكر أن أفغانستان نفسها تمتعت بفترات طويلة عندما ازدهر تعليم الفتيات، فقبل استيلاء طالبان على السلطة عام 1996، كان 60 في المئة من المدرسين في جامعة كابول (ونصف طلابها) من النساء، وشكلت النساء الأفغانيات 70 في المئة من أساتذة المدارس في البلاد، و50 في المئة من الموظفين الحكوميين المدنيين (و 70 في المئة من موظفي الخدمة المدنية في كابول البالغ عددهم 130.000 موظف)، و40 في المئة من الأطباء، في هذا القرن وحده- حتى العام الماضي- ارتفع عدد الفتيات الأفغانيات الملتحقات بالمدارس من 100.000 فقط عام 2000 إلى أكثر من 3.5 ملايين فتاة، كما تضاعفت معدلات محو الأمية بين الإناث.
لقد استثمر صندوق الأمم المتحدة برنامج «التعليم لا يمكن أن ينتظر» (الذي أترأسه) أكثر من 58 مليون دولار في التعليم في أفغانستان منذ عام 2017، في البداية من خلال مخصصات الطوارئ للطلاب النازحين، ومؤخراً (حتى العام الماضي) من خلال برنامج المرونة المتعدد السنوات الذي تم إطلاقه عام 2019 وبفضل العمل المتفاني الذي قام به شركاؤنا- بقيادة اليونيسف ومختلف المنظمات غير الحكومية- وصل هذا التمويل في نهاية المطاف إلى 51 في المئة من الطالبات الشابات في أفغانستان. تتمثل الخطة الآن في إطلاق برنامج جديد متعدد السنوات لزيادة وصول الفتيات والفتيان إلى التعليم المجتمعي، حتى في المناطق النائية والأكثر تحدياً.
ولهذا السبب يتعين على المجتمع الدولي اليوم أن يناشد الزعيم الروحي لحركة طالبان، هيبة الله أخوند زاده، لتعديل أحكامه، التي امتدت إلى ما هو أبعد من الحظر المفروض على التحاق الفتيات بالمدارس لمنعهن من دخول الأماكن العامة مثل الحدائق، وصالات الألعاب الرياضية، والمعارض العامة الشعبية في البلاد. كما شدد النظام العقوبات ضد النساء اللواتي يُسافرن بدون محرم. وقد تم إجبار الآلاف من الموظفات في الحكومة على البقاء في بيوتهن، وبالتالي فقدن وظائفهن.
ولا تزال منظومة الأمم المتحدة بأكملها قادرة على تنظيم الاحتجاجات ضد هذا الإنكار غير المبرر لحقوق الفتيات، كما أصدر وزراء خارجية دول مجموعة السبع والنرويج، والممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، بياناً يدعو «حركة طالبان إلى التراجع بشكل عاجل عن هذا القرار، وهو ما من شأنه أن يُخلف عواقب أبعد كثيراً من الضرر الذي قد يلحق بالفتيات الأفغانيات»، ومع ذلك، وحدها الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي والدول الإسلامية الكبرى مثل باكستان وإندونيسيا يمكنها ممارسة أعظم قدر من النفوذ على حركة طالبان.
يجب علينا دعوة علماء المسلمين لاستخدام معرفتهم الدينية لإثبات أن الفتاوى التي تمنع الفتيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية تتعارض مع تعاليم الإسلام، ويجب أن نطلب من منظمة التعاون الإسلامي والدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي استخدام جميع الوسائل الدبلوماسية المتاحة لهما لإنهاء هذا الظلم، فهذا هو الهدف الذي يمكننا جميعا تحقيقه معا أثناء حضور مباريات كأس العالم، ولدينا فرصة لتغيير حياة الملايين من الشباب نحو الأفضل.
* غوردون براون رئيس الوزراء الأسبق ووزير المالية في المملكة المتحدة، ومبعوث الأمم المتحدة الخاص في التعليم العالمي، ورئيس مجموعة التوجيه الرفيعة المستوى لصندوق «التعليم لا يمكن أن ينتظر»، ورئيس اللجنة الدولية لتمويل فرص التعليم العالمي.
وياسمين شريف مديرة مجموعة التوجيه الرفيعة المستوى لصندوق «التعليم لا يمكن أن ينتظر».
يُعد الاتحاد بشأن هذه المسألة أمراً ممكناً، حيث يدعم العالم الإسلامي خارج أفغانستان التعاليم الإسلامية السائدة التي ترحب بتعليم الفتيات وتشجع عليه. إن كلمة «اقرأ» بمعنى القراءة، هي الكلمة الأولى في القرآن، وفي حديث 74 في سنن الترمذي، وهو أحد كتب الحديث الستة المشهورة في الإسلام السني، يقول الترمذي: «إن طلب العلم إلزامي لكل مسلم»، ويفسر هذا الالتزام العميق بالتعلم- من الرجال والنساء- سبب صراحة الإمارات العربية المتحدة في دعم تعليم الفتيات في الأمم المتحدة، وسبب الاعتراف بقادة قطر دولياً لدعم قضية التعليم كوسطاء بين الغرب وطالبان.
علاوة على ذلك، التزمت كل دولة بتحقيق الهدف الرابع من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، والذي يتمثل في ضمان حصول كل طفل على «تعليم جيد شامل ومنصف» بحلول نهاية هذا العقد، ونظراً لالتزامها القوي بتوفير التعليم لجميع الفتيات، فقد ارتفع معدل التحاق النساء بالجامعات في إندونيسيا، وهي أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة في العالم، من 2 في المئة عام 1970 إلى 39 في المئة عام 2018، وفي المملكة العربية السعودية، التحقت نصف نسبة النساء في سن الجامعة بالتعليم العالي، وهو معدل أعلى لالتحاق الإناث مقارنة بالمكسيك والصين والبرازيل والهند.
تُصبح حجة إلغاء الحظر المفروض على الالتحاق بالمدارس أقوى عندما نتذكر أن أفغانستان نفسها تمتعت بفترات طويلة عندما ازدهر تعليم الفتيات، فقبل استيلاء طالبان على السلطة عام 1996، كان 60 في المئة من المدرسين في جامعة كابول (ونصف طلابها) من النساء، وشكلت النساء الأفغانيات 70 في المئة من أساتذة المدارس في البلاد، و50 في المئة من الموظفين الحكوميين المدنيين (و 70 في المئة من موظفي الخدمة المدنية في كابول البالغ عددهم 130.000 موظف)، و40 في المئة من الأطباء، في هذا القرن وحده- حتى العام الماضي- ارتفع عدد الفتيات الأفغانيات الملتحقات بالمدارس من 100.000 فقط عام 2000 إلى أكثر من 3.5 ملايين فتاة، كما تضاعفت معدلات محو الأمية بين الإناث.
لقد استثمر صندوق الأمم المتحدة برنامج «التعليم لا يمكن أن ينتظر» (الذي أترأسه) أكثر من 58 مليون دولار في التعليم في أفغانستان منذ عام 2017، في البداية من خلال مخصصات الطوارئ للطلاب النازحين، ومؤخراً (حتى العام الماضي) من خلال برنامج المرونة المتعدد السنوات الذي تم إطلاقه عام 2019 وبفضل العمل المتفاني الذي قام به شركاؤنا- بقيادة اليونيسف ومختلف المنظمات غير الحكومية- وصل هذا التمويل في نهاية المطاف إلى 51 في المئة من الطالبات الشابات في أفغانستان. تتمثل الخطة الآن في إطلاق برنامج جديد متعدد السنوات لزيادة وصول الفتيات والفتيان إلى التعليم المجتمعي، حتى في المناطق النائية والأكثر تحدياً.
ولهذا السبب يتعين على المجتمع الدولي اليوم أن يناشد الزعيم الروحي لحركة طالبان، هيبة الله أخوند زاده، لتعديل أحكامه، التي امتدت إلى ما هو أبعد من الحظر المفروض على التحاق الفتيات بالمدارس لمنعهن من دخول الأماكن العامة مثل الحدائق، وصالات الألعاب الرياضية، والمعارض العامة الشعبية في البلاد. كما شدد النظام العقوبات ضد النساء اللواتي يُسافرن بدون محرم. وقد تم إجبار الآلاف من الموظفات في الحكومة على البقاء في بيوتهن، وبالتالي فقدن وظائفهن.
ولا تزال منظومة الأمم المتحدة بأكملها قادرة على تنظيم الاحتجاجات ضد هذا الإنكار غير المبرر لحقوق الفتيات، كما أصدر وزراء خارجية دول مجموعة السبع والنرويج، والممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، بياناً يدعو «حركة طالبان إلى التراجع بشكل عاجل عن هذا القرار، وهو ما من شأنه أن يُخلف عواقب أبعد كثيراً من الضرر الذي قد يلحق بالفتيات الأفغانيات»، ومع ذلك، وحدها الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي والدول الإسلامية الكبرى مثل باكستان وإندونيسيا يمكنها ممارسة أعظم قدر من النفوذ على حركة طالبان.
يجب علينا دعوة علماء المسلمين لاستخدام معرفتهم الدينية لإثبات أن الفتاوى التي تمنع الفتيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية تتعارض مع تعاليم الإسلام، ويجب أن نطلب من منظمة التعاون الإسلامي والدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي استخدام جميع الوسائل الدبلوماسية المتاحة لهما لإنهاء هذا الظلم، فهذا هو الهدف الذي يمكننا جميعا تحقيقه معا أثناء حضور مباريات كأس العالم، ولدينا فرصة لتغيير حياة الملايين من الشباب نحو الأفضل.
* غوردون براون رئيس الوزراء الأسبق ووزير المالية في المملكة المتحدة، ومبعوث الأمم المتحدة الخاص في التعليم العالمي، ورئيس مجموعة التوجيه الرفيعة المستوى لصندوق «التعليم لا يمكن أن ينتظر»، ورئيس اللجنة الدولية لتمويل فرص التعليم العالمي.
وياسمين شريف مديرة مجموعة التوجيه الرفيعة المستوى لصندوق «التعليم لا يمكن أن ينتظر».