استضاف برنامج «تمكن» التدريبي حلقة نقاشية حاضر فيها المدير العام ونائب الرئيس التنفيذي لمجموعة الفروع الخارجية والشركات التابعة زيد عصام الصقر، والذي شارك الشباب أبرز مراحل مسيرته الوظيفية، وأفضل السبل لتطوير مسارهم المهني، كما شاركهم في نقاش مفتوح خبراته في العمل المصرفي.

وتعد هذه الحلقة النقاشية خامس حلقات برنامج «تمكن»، المخصص لتدريب الكويتيين من حملة الشهادات الجامعية وحديثي التخرج، والذي يقام للعام الخامس على التوالي، برعاية ودعم استراتيجي من بنك الكويت الوطني وتنظيم شركة Creative Confidence.

Ad

مسيرة مهنية

وفي مستهل حديثه قال زيد الصقر: «درست التمويل وحصلت على شهادة من جامعة بنتلي في بوسطن بالولايات المتحدة، ثم التحقت بالعمل في شركة الوطني للاستثمار عام 2005، التي كانت حديثة التأسيس في هذا الوقت بعدد صغير من الموظفين، إلى أن أصبحت شركة رائدة في إدارة الأصول والأعمال الاستثمارية في المنطقة، واليوم تحمل هوية جديدة تحت شعار الوطني للثروات، حيث تقدم خدمات إدارة الثروات الشاملة».

وأضاف الصقر: «على مدار 14 عاما قضيتها في الشركة كنت قادرا على تطوير مجموعة متنوعة من المهارات الفنية والمالية، بداية من محلل مبتدئ حتى رئيس وحدة أسواق رأسمال الدين، وهي جزء من إدارة الخدمات المصرفية الاستثمارية قبل الانتقال إلى بنك الكويت الوطني».

وأشار إلى أنه خلال فترة عمله في شركة الوطني للاستثمار امتلك خبرة واسعة في تمويل الشركات والدخل الثابت وأسواق رأس المال، مع سجل حافل في تنفيذ صفقات سندات الدين التقليدية والإسلامية، وكذلك الاكتتابات العامة والخاصة لمجموعة متنوعة من العملاء المحليين والإقليميين ومتعددي الجنسيات.

وأكد للشباب أن التوجيه يشكل عنصراً هاماً وحيوياً في بداية الحياة المهنية، ويشكل عقبة أمام كثير من الشباب الذين ينبغي عليهم التغلب على مثل هذه العقبات، من خلال توجيه الأسئلة بشكل دائم ومستمر، والبحث والتعلم ومحاولة الاستفادة من الأرقام والبيانات والنظر إليها بصورة تحليلية لتطوير المهارات وتعميق الإلمام، لاسيما أن وجود قاعدة بيانات ومعلومات يسهل من اتخاذ القرارات الصحيحة، خاصة في المواقف الصعبة وعند اتخاذ القرارات الاستراتيجية.

وتابع: «بعد الخبرات التي اكتسبتها في شركة الوطني للاستثمار على مدار 14 عاماً، أصبحت لدي رغبة ملحة في البحث عن تحدٍ جديد، وكنت أدرك أن إدارة الفروع الخارجية في البنك تتمتع بديناميكية تلبي شغفي وطموحي، لذلك قررت الانتقال إلى إدارة الفروع الخارجية في بنك الكويت الوطني، وتدرجت في السلم الوظيفي حتى أصبحت اليوم نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة الفروع الخارجية والشركات التابعة».

تجربة ملهمة

وقدم الصقر نصائح إلى الشباب والخريجين الجدد من واقع خبرته، حيث أكد لهم أن الحصول على منصب أو الترقي والوصول إلى درجة وظيفية معينة ليس نهاية المطاف، لكن يجب أن تفكر في كيفية التطور دائما حتى تكون على قدر المسؤولية وتحمل أعباء العمل، لأن كل درجة وظيفية لها مسؤوليات مختلفة، لذلك يجب أن تكون على أهبة الاستعداد وتتسلح بالمهارات والخبرات اللازمة حتى تستطيع القيام بمهام وظيفتك باستمرار.

وحث شباب «تمكن» على ضرورة تطوير الذات، وقال: «إن أفضل الاستثمارات هو الاستثمار في الذات، عن طريق تطوير المهارات والتعلم المستمر واكتساب الخبرات، من خلال طرح الأسئلة باستمرار والاستفادة من الكفاءات والخبرات التي تعمل معك».

وأضاف: «لا تخشَ الأخطاء وطرح الأسئلة لأنها إحدى طرق التعلم، لاسيما في بداية مسيرتك المهنية، واحرص على التحلي بالصبر دائما، ولا تنتظر ببساطة الترقي في السلم الوظيفي من دون أن تبذل جهدا يؤهلك لاستحقاق هذه الترقية، لأنه كلما ترقيت درجة وظيفية أعلى زادت المسؤوليات، لذلك يجب أن تكون مؤهلا لتحمل تلك المسؤوليات ولديك القدرة على مواجهة مشاكل العمل وحل تلك المشاكل».

الأفرع الخارجية

وفي رده على سؤال أحد المشاركين حول طبيعة عمل الفروع الخارجية، قال الصقر: «إن البنك يركز على تمويل مشاريع تقوم بها مؤسسات وحكومات وشركات عالمية في أسواق مختلفة»، مضيفا: «يقدم بنك الكويت الوطني مجموعة من الخدمات والمنتجات، مثل أسواق المال والصرف، القروض القصيرة والمتوسطة الأجل، تمويل الشركات، التمويل التجاري والاعتمادات المستندية، الإقراض العقاري التجاري، الرهن والخدمات العقارية على المستوى الدولي».

كما يقدم «الوطني» خدمات التمويل العقاري التي تمكن العملاء من شراء وبيع العقارات السكنية والتجارية في العديد من الدول مثل الإمارات والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا، وإضافة إلى ذلك يساعد البنك عملاءه في التواصل مع أفضل المستشارين المهنيين المتخصصين، مثل المحامين وخبراء التثمين العقاري والمحاسبين، كما يقدم لهم الاستشارات حول معاملات التمويل العقاري، إضافة إلى شركات خارجية متخصصة بإدارة العقارات في كل من المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة.

وفي رده على سؤال آخر حول العمل في الفروع الخارجية، شدد على أن «الوطني» يحرص دائما على الاستعانة بالكفاءات والمواهب الوطنية الشابة، ويعمل على تطويرها ببرامج متطورة وفق أحدث المعايير العالمية.

رؤية استباقية

وتطرق الصقر إلى الحديث عن أهمية الفروع الخارجية لأنشطة وأعمال مجموعة بنك الكويت الوطني، وقال: «البنوك في الكويت كانت تصب تركيزها على العمل في السوق المحلي والتوسع في الأفرع المحلية، لكن مع تغير الظروف الجيوسياسية بالكويت والمنطقة وتشبع السوق المحلي أصبحت الحاجة ملحة إلى تنويع مصادر الدخل وخلق إيرادات جديدة متنوعة جغرافيا للبنك، من خلال التوسع وتنمية أنشطة أعمالنا خارج الكويت، حيث استطعنا الانتشار إقليميا ودوليا، وأصبحنا نغطي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا وأميركا وآسيا».

واستدرك: «بنك الكويت الوطني كانت لديه رؤية استباقية منذ زمن طويل للتواجد الخارجي، حيث نملك فروعا خارجية عمرها أكثر من 40 عاماً، ونقدم خدماتنا في أبرز المدن العالمية والمراكز المالية، مثل نيويورك وباريس ولندن والصين وسنغافورة».

وأردف: «فروعنا الخارجية في البداية كانت تقدم خدمات بسيطة، باعتبار الكويت هي المقر الرئيسي لأنشطة أعمالنا، لكن مع مرور الوقت ورغبتنا في التوسع الإقليمي والدولي استطعنا تقديم خدمات مصرفية مبتكرة وحلول استثمارية متطورة تلبي احتياجات العملاء، ويعد فرع بنك الكويت الوطني - فرنسا مركزاً مهماً، حيث نقدم من خلاله خدماتنا لمجموعة واسعة من العملاء في جميع أنحاء الدول الأوروبية، بما فيها ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وغيرها من البلدان، ويشمل ذلك العملاء الكويتيين والخليجيين الذين لديهم أعمال في مختلف العواصم الأوروبية، إضافة الى كبار العملاء والشركات الأوروبية والعالمية».

وتابع: «نحرص دائما على العمل والتوسع في أنشطة التمويل مع كبرى الشركات والمؤسسات الرائدة حول العالم»، مضيفا: «منذ 5 سنوات كان حجم أصول فروعنا الخارجية يمثل نسبة تقارب 27% من حجم أصول مجموعة بنك الكويت الوطني، وارتفعت هذه النسبة في الوقت الحالي إلى ما يقارب 40%، لكننا نتطلع خلال السنوات الخمس المقبلة إلى زيادة نسبة أصول الفروع الخارجية من إجمالي حجم أصول المجموعة».

وشدد على أن «الوطني» يعمل باستمرار للمحافظة على موقعه الرائد في السوق المحلي وتعزيز مكانته على الصعيد الإقليمي، من خلال سياسة التوسع خارجياً من أجل تنويع مصادر الدخل وزيادة معدلات النمو وتحقيق أكبر قيمة مضافة للمساهمين وأصحاب المصالح.