وهم الحق فوق القوة
علّقت الولايات المتحدة مساهمتها المالية لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بحجة إسرائيلية ترى أن عدداً من موظفي الوكالة التابعة للأمم المتحدة اشتركوا في عملية طوفان الأقصى، ويبلغ عددهم اثني عشر شخصاً، (المصدر موقع الجزيرة).
توازن الاتهام مع العقوبة الاقتصادية عند الولايات المتحدة لا يختلف في هذه الحالة عن توازن «طوفان الأقصى» مع العقوبة الإسرائيلية بقتل أكثر من 27 ألفاً من «الغزاويين»، وتشريد أكثر من مليون إنسان من بيوتهم.
فتجويع وحرمان 6 ملايين فلسطيني من خدمات «أونروا» يبدو متناسباً مع الاتهام الإسرائيلي - الأميركي، وهكذا يكون العدل في الميزان الأميركي - الإسرائيلي.
ممارسة حروب التجويع ليست مسألة جديدة في التاريخ، حسب شهرية لندن رفيو (عدد شهر 6 لسنة 2017)، التي تذكر أن حروب المجاعات (فرض الحصار على مجموعات عرقية أو دول معاقبة) هو نهج متّبع من الدول القوية منذ عام 1870، ومات الملايين من أثر التجويع.
ألمانيا النازية حددت نسباً معيّنة من الكربوهيدرات للشعوب والأقليات الخاضعين لها، الألمان يحصلون على مئة بالمئة، البولنديون يحصلون على نسبة 77 بالمئة من احتياجاتهم للكربوهيدرات، 38 بالمئة لليونانيين، 27 بالمئة لليهود.
النازيون كانوا أعدل في تقدير الحصص الغذائية لليهود من ممارسة الإسرائيليين اليوم في حرب التجويع ضد الغزاويين. الوجه الآخر للحصارات هو نشر الأمراض الوبائية، فيتم حصر المجاميع البشرية العرقية في «غيتو»، وتُمنع عنهم الأدوية، أو يتم شحن البشر في شاحنات لقطعان البهائم ثم ترحيلهم لمكان قصيّ، وهذا ما فعله ستالين.
إسرائيل في حرب الإبادة والتشريد ضد الفلسطينيين اليوم لا تختلف عمّا صنعه هتلر أو ستالين وغيرهم من الطواغيت ضد المغلوب على أمرهم. ومع ذلك هناك مَن يصرّ على ترديد عبارة الزعيم سعد زغلول بأن «الحق فوق القوة»!