الحوثيون يتعهدون بالرد على ضربات أميركية - بريطانية
48 هجوماً جوياً وبحرياً للتحالف الأميركي على 36 هدفاً يمنياً... وطهران تتهم واشنطن بتغذية الفوضى
تعهّدت جماعة أنصار الله الحوثية، أمس، بالردّ على الضربات التي شنّتها الولايات المتحدة وبريطانيا ليل السبت ـ الأحد على عشرات من مواقعهم في اليمن، ردًا على تواصل هجمات المتمردين المدعومين من إيران، على سفن في البحر الأحمر يقولون إنها في إطار دعمهم لقطاع غزة.
وأصابت الضربات الثالثة من نوعها من حيث الحجم منذ 12 يناير الماضي «36 هدفاً للحوثيين في 13 موقعاً باليمن، رداً على هجمات الحوثيين المستمرة ضد الشحن الدولي والتجاري، وكذلك السفن الحربية التي تعبر البحر الأحمر»، وفق بيان مشترك.
وجاء في بيان للولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى قدّمت الدعم، إن «الضربات استهدفت منشآت تحت الأرض لتخزين الأسلحة ومنظومات ومنصات إطلاق صواريخ وأنظمة دفاع جوي ورادارات، وغيرها من القدرات التي يستخدمها الحوثيون لمهاجمة الملاحة في البحر الأحمر».
وأضاف أن «الضربات الدقيقة تهدف إلى تعطيل وإضعاف القدرات التي يستخدمها الحوثيون لتهديد التجارة العالمية وحياة البحارة الأبرياء».
عمل جماعي
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن «جيوش الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، نفذت بدعم من أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وهولندا ونيوزيلندا، ضربات إضافية ضد أهداف عسكرية للحوثيين المدعومين من إيران هدفها أن تعطل وتُضعف بشكل أكبر قدراتهم على شن هجماتهم المتهورة والمزعزعة للاستقرار».
وأضاف أن «قوات التحالف استهدفت 13 موقعاً مرتبطاً بمنشآت تخزين أسلحة مطمورة بعمق تابعة للحوثيين وأنظمة صواريخ ومنصات إطلاق وأنظمة دفاع جوي ورادارات»، معتبراً أن «هذا العمل الجماعي يوجه رسالة واضحة للحوثيين بأنهم سيستمرون في تحمّل المزيد من التداعيات إذا لم يوقفوا هجماتهم غير القانونية على الملاحة الدولية وسفن البحرية».
وخلال الضربات، نشر الجيش الأميركي مقاتلات من طراز إف/إيه- 18 على متن حاملة الطائرات «يو إس إس دوايت دي. أيزنهاور»، وأطلق صواريخ كروز من طراز توماهوك من سفن حربية نُشرت في البحر الأحمر، وفقاً لمسؤولين أميركيين.
ليس تصعيداً
من ناحيته، قال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس: «هذا ليس تصعيداً»، في وقت حث مواطنه وزير الخارجية ديفيد كاميرون الحوثيين على وقف هجماتهم «المتهورة»، مؤكداً أن بلاده أصدرت تحذيرات متكررة للجماعة اليمنية الموالية لطهران. وقال: «نحن بحاجة إلى إرسال أوضح إشارة ممكنة إلى إيران، مفادها بأن ما يفعلونه عبر وكلائهم غير مقبول».
وقالت الحكومة البريطانية، في بيان، إن الضربات «متناسبة وضرورية وتهدف إلى خفض التوتر واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر». وتابعت: «نجدد التحذير لقيادات الحوثيين بأننا لن نتردد في الدفاع عن الأرواح وحرية تدفق التجارة في واحد من أهم الممرات المائية على مستوى العالم في مواجهة استمرار التهديدات».
وقبل ساعات فقط من أحدث موجة كبيرة من الضربات من البحر والجو، أصدرت القيادة الأميركية الوسطى «سنتكوم» بيانات تتضمن تفاصيل ضربات أخرى أكثر محدودية في اليوم الماضي، تضمنت ضرب 6 صواريخ كروز كان الحوثيون يستعدون لإطلاقها ضد السفن في البحر الأحمر.
وأعلنت «سنتكوم» أيضاً أن قواتها أسقطت 8 طائرات مسيّرة قرب اليمن في اليوم السابق ودمرت 4 أخرى قبل إطلاقها.
6 محافظات
وأكد المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع، في بيان أن «طيران العدوان الأميركي- البريطاني شن 48 غارة جوية خلال الساعات الماضية على 6 محافظات»، موضحاً أنه استهدف أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء بـ 13 غارة، والحديدة الساحلية بـ 9 غارات، وتعز بـ 11 غارة، والبيضاء بـ 7 غارات، وحجة بـ 7 غارات، وصعدة، معقل الجماعة، بغارة واحدة.
وقال سريع، في بيان، «هذه الاعتداءات لن تثنينا عن موقفنا الأخلاقي المساند للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، ولن تمر دون رد وعقاب».
وكتب نائب رئيس الهيئة الإعلامية للحوثيين، نصرالدين عامر، على منصة إكس بعد الضربات: «إما سلام لنا ولفلسطين وغزة، وإلا فلا سلام ولا أمن لكم في منطقتنا. (سنقابل) التصعيد بالتصعيد».
إيران وروسيا
واعتبر الناطق باسم «الخارجية» الإيرانية، ناصر كنعاني، أمس، أن الضربات الأميركية والبريطانية على الحوثيين «تتعارض» مع هدف واشنطن ولندن المعلن بتجنّب «أن تتسع رقعة الحرب والنزاع في المنطقة».
واتّهم كنعاني الولايات المتحدة وبريطانيا بـ «تغذية الفوضى والاضطرابات وانعدام الأمن والاستقرار» عبر دعم إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة، مؤكداً أن استهداف الحوثيين يشكّل «تهديداً للسلام والأمن الدوليين».