ساحل العاج إلى مربع «الكان» برفقة الأولاد
أصحاب الأرض فازوا على مالي... والرأس الأخضر سقط أمام الحارس العملاق
بلغت ساحل العاج نصف نهائي كأس أمم إفريقيا لكرة القدم المقامة على أرضها بفوزها القاتل على مالي 2-1 بعد التمديد (الوقت الأصلي 1-1)، على ملعب السلام في بواكي، لترافقها جنوب إفريقيا بعد تغلّبها على الرأس الأخضر بركلات الترجيح 2-1 (الوقتان الأصلي والإضافي 0-0)، في مباراة فرض حارس ماميلودي صنداونز رونوين ويليامز نفسه نجماً لها.
في اللقاء الأول، انتظرت ساحل العاج المنقوصة منذ الدقيقة 43، حتّى الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي لإدراك التعادل، ثم الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني لتحجز بطاقة نصف النهائي.
وأكدّت ساحل العاج عودتها القوية بعدما جردت السنغال من لقبها في ثمن النهائي ثم حقّقت فوزاً ملحمياً على مالي القوية 2-1 بعد التمديد، علّما أنها لعبت 75 دقيقة منقوصة.
وافتتح نيني دورغيليس التسجيل لمالي (73) وعادل سيمون أدينغرا (90) قبل أن يسجل عمر دياكيتيه هدفاً قاتلاً (120+2) لساحل العاج، الساعية للفوز بلقبها الثالث.
وضرب «الفيلة» موعداً في نصف النهائي مع جمهورية الكونغو الديموقراطية الأربعاء المقبل على ملعب الحسن واتارا في أبيدجان.
وانحاز التاريخ لأصحاب الأرض، إذ سبق أن التقى المنتخبان ست مرات من قبل في البطولة، ففازت ساحل العاج 5 مرات آخرها 1-0 في ثمن نهائي 2019 وتعادلا مرة واحدة.
وأثبت المدرب المؤقت إيميرس فاييه، الذي تولى القيادة إثر إقالة الفرنسي جان لوي - غاسيه، مجددا جدارته، فساهمت تغييراته في قلب المباراة، مع تسجيل بدلائه الشبان هدفي التعادل والفوز.
الجدار ويليامز
وبعد مباراة خيّمت عليها الندية الشديدة بين جنوب إفريقيا والرأس الأخضروغابت عنها تحويل الفرص إلى أهداف، فرض الحارس ويليامز نفسه نجماً لركلات الترجيح حيث تصدّى لأربع منها، مانحاً بلاده جنوب إفريقيا بطاقة العبور إلى نصف النهائي الأول منذ 2000.
وتصدى ويليامز لأول ثلاث ركلات قبل أنّ يهز برايان تيكسيرا شباكه بتسديدة قوية ارتمى أيضاً باتجاهها ثم أنقذ الركلة الخامسة التي سدّدها باتريك أندرادي، فيما سجّل لاعبا صنداونز تيبوهو موكوينا وموثوبي مفالا ركلتي جنوب إفريقيا.
واعتمد مدرّب جنوب إفريقيا البلجيكي هوغو بروس، بطل 2017 مع الكاميرون، على تشكيلته الأساسية التي قهرت المغرب 2-0 في ثمن النهائي، والتي تضم 8 لاعبين من بطل دوري إفريقيا صنداونز.
وبعد شوط أول ممل وخال من الإثارة، تناوب لاعبو الفريقين على إضاعة الفرص خلال الشوط الثاني.
وفي الرمق الأخير، أرسل البديل لوغان كوستا كرة طويلة خلف دفاع جنوب إفريقيا سددها البديل غيلسون قوية لامست يد ويليامز وارتدت من العارضة ليد الحارس الذي صرخ احتفالاً بضياع الفرصة الخطيرة (90+1).
بدأ الشوط الإضافي الأوّل بهجوم كاسح من جنوب إفريقيا التي خلقت فرصتين في دقيقة واحدة (92).
فبعد كرة طويلة هيّأها ماكغوبا للمُنطلق مايامبيلا الذي وجد نفسه منفردا بمواجهة المرمى فسدد بقوة تصدى لها فوزينها ببراعة، ثم أرسل أوبري موديبا عرضية سددها ماكغوبا بقوة في وسط المرمى أخرجها فوزينها مجدداً. ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي رجّحت كفة جنوب إفريقيا.
فاييه: لم نستسلم ونبحث عن اللقب
قال مدرب ساحل العاجل إيميرس فاييه: «أنا سعيد. اللاعبون لم يستسلموا وتعادلوا في الدقيقة الأخيرة، ثم تفوّقنا في الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني مجدداً».
وتابع «هذه الروح الانتصارية جعلتنا نبحث عن البطولة الآن».
من جانبه، أرجع لاعب خط الوسط عمر دياكيتي الفائز بجائزة رجل المباراة: الفضل في تأهل منتخب بلاده إلى المربع الذهبي إلى جماهير بلاده.
وقال: «المشجعون فعلوا ما كان عليهم القيام به، ومنذ بدء هذه البطولة، رأينا دعم الإيفواريين».
وأوضح دياكيتي: «مررنا بوقت عصيب في المباراة بما في ذلك طرد أوديلون كوسونو في الدقيقة 43».
وتابع: «لكنهم استمروا في دفعنا، عندما تبدأ الأمور على هذا النحو، لدينا فقط خيار واحد هو تقديم أفضل ما لدينا، والبحث عن الانتصار، هذا هو سبب فوزنا».
وأشار إلى «أنه ورفاقه كانوا يعلمون أن المباراة ستصبح أكثر صعوبة بالنسبة لهم بعد البطاقة الحمراء الأولى».
ويليامز على سطح القمر
دخل رونوين ويليامز حارس جنوب إفريقيا، تاريخ بطولة كأس الأمم الإفريقية، بعد تصديه لـ 4 ركلات ترجيحية في لقاء الرأس الأخضر، وأشار الحساب الرسمي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) عبر منصة X إلى أن ويليامز بات أول حارس في تاريخ كأس الأمم الإفريقية يتصدى لـ 4 ضربات ترجيح منذ انطلاقة البطولة عام 1957.
وقال ويليامز إنه يشعر بسعادة عارمة ليس بسبب تألقه في ضربات الترجيح ولكن بسبب الصعود إلى نصف النهائي.
وأضاف: أشعر كأنني على سطح القمر. نستحق التأهل لأننا قاتلنا جميعا كفريق والأمر لا يتعلق بي وحدي.
وتابع: محلل الأداء لعب دوراً مهماً في نجاحي بضربات الترجيح، الفضل يرجع له أيضا في هذا التألق.