بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، زيارة جديدة إلى المنطقة هدفها الأساسي دفع الجهود التي حققت بعض الاخترقات أخيراً للتوصل إلى وقف لإطلاق نار في قطاع غزة، والذي سيشكّل محطة مفصلية لناحية خفض التصعيد في المنطقة التي باتت تسير على خيط رفيع، فيما تحاول إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إيجاد توازن بين الردع والتصعيد ضد الميليشيات الموالية لإيران، وذلك بعد تنفيذ الجيش الأميركي، خلال اليومين الماضيين، ضربات واسعة في 3 دول عربية، هي العراق وسورية واليمن.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أمس، إن الولايات المتحدة تعتزم شن ضربات واتخاذ إجراءات إضافية رداً على الهجمات التي تعرضت لها القوات الأميركية في الشرق الأوسط، خصوصاً الهجوم في الأردن الذي أودى بحياة 3 جنود أميركيين الأسبوع الماضي، للمرة الأولى منذ 7 أكتوبر 2023، موعد هجوم حركة حماس على إسرائيل، الذي أدى إلى شن حرب وحشية مستمرة ضد قطاع غزة الفلسطيني المحاصر.
وأشار سوليفان إلى أن واشنطن تعتقد أن الضربات الأخيرة كان لها «تأثير جيد»، مشدداً في الوقت نفسه على أن بلاده «لا تبحث عن حرب أوسع في الشرق الأوسط».
في المقابل، برز تهديد لافت لرئيس الحشد الشعبي العراقي، التابع رسمياً للقوات المسلحة العراقية، فالح الفياض، قال فيه إن الضربات الأميركية «لن تمر من دون رد»، داعياً في الوقت نفسه إلى «إخراج كل القوات الأميركية من البلاد»، فيما قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن بلاده «ليست المكان المخصص لإرسال الرسائل واستعراض القوة بين المتخاصمين»، مطالباً بإنهاء الصراع في المنطقة والتخلي عن الخيارات العسكرية.
وقالت فصائل مسلحة عراقية، بينها حركة النجباء، إنها ستواصل الهجمات ضد القوات الأميركية في سورية والعراق. ولم يتضح ما إذا كانت كتائب حزب الله العراقية، العمود الفقري لـ «ائتلاف المقاومة الإسلامية في العراق»، الذي تبنّى أكثر من 170 هجوماً في سورية والعراق منذ 7 أكتوبر، قد استأنفت عملياتها العسكرية، بعد أن علّقتها قبل أيام.
وفي اليمن، تعهّدت جماعة أنصار الله الحوثية التي تقوم بهجمات على السفن في البحر الأحمر، بذريعة إسناد الفلسطينيين في غزة، بالرد على موجة ثالثة واسعة من الضربات الأميركية ـ البريطانية ليل السبت - الأحد، التي شملت عشرات المواقع العسكرية الحوثية في عدة مناطق يمنية، بينها صعدة معقل الجماعة. وقال المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع، إن الضربات «لن تمر من دون عقاب».
واعتبر الناطق باسم «الخارجية» الإيرانية، ناصر كنعاني، أمس، أن الضربات الأميركية والبريطانية على الحوثيين «تتعارض» مع هدف واشنطن ولندن المعلن بتجنّب «اتساع رقعة الحرب والنزاع في المنطقة»، وذلك عشية اجتماع طارئ لمجلس الأمن اليوم بشأن الضربات الأميركية في سورية والعراق، بناء على طلب موسكو التي اتّهمت واشنطن بـ «زرع الفوضى والدمار» في الشرق الأوسط.