يشكل مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية أبرز ثمرات الشراكة والتعاون الاقتصادي والاستراتيجي بين دولة الكويت وسلطنة عمان.

ومن شأن هذا المشروع الذي كان الطرفان وضعا حجر أساسه في أبريل 2018 أن يعمل على تحويل منطقة الدقم إلى أحد أهم مراكز الطاقة في المنطقة، كما سيشجعها على القيام بصناعات متعلقة بهذا المجال على المستويين المحلي والعالمي.

Ad

وتقدر مساحة المشروع الذي بلغت تكلفته نحو 8.5 مليارات دولار بـ 900 هكتار، وهو مشروع مشترك بين مجموعة الطاقة العالمية المتكاملة (أو كيو) وشركة البترول الكويتية العالمية (كيو 8) ويتميز بموقعه الاستراتيجي المطل على خطوط النقل البحري الرئيسية في بحر العرب، وسيكون له مردود إيجابي على المنطقة.

ومع بدء عمليات تشغيل المصفاة ستبلغ الطاقة التكريرية 230 ألف برميل يوميا من النفط الكويتي الخام، وستعمل على تغطية الاحتياجات اليومية الإقليمية والعالمية من منتجات الطاقة المختلفة وهي الديزل ووقود الطائرات، بالإضافة إلى النافثا وغاز البترول المسال وتحقيق الاستغلال الأمثل للموقع الجغرافي للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.

والتزمت مؤسسة البترول الكويتية بتوريد نحو 65 في المئة من احتياجات المصفاة من النفط الخام الكويتي، وذلك بما يتماشى مع رؤية المؤسسة واستراتيجيتها لتوفير منافذ تسويق آمنة للنفط الكويتي.

ويتكون المشروع من ثلاث حزم رئيسة للهندسة هي التوريد والإنشاء والتشغيل، وتشمل الحزمة الأولى وحدات التصنيع والمعالجة، فيما تشمل الحزمة الثانية المرافق والخدمات، وتضم الحزمة الثالثة المرافق الخارجية ومنها بناء ميناء لتصدير المنتجات وإنشاء صهاريج لتخزين النفط الخام تقع في منطقة رأس مركز إلى جانب خط أنابيب بطول 90 كيلومترا تقريبا يربط هذه الصهاريج بالمصفاة.

ويعتمد تصميم المصفاة على وحدة التكسير الهيدروجيني ووحدة الفحم البترولي وهي قادرة على تكرير النفط الكويتي بنسبة 100 في المئة، وتهدف الرؤية المستقبلية للمشروع بأن تكون مصفاة الدقم ذات مستوى عالمي باستخدام تكنولوجيا مجربة وتقديم منتجات ذات جودة عالية بما يتوافق مع المعايير العالمية للسلامة مع السعي لتحقيق أعلى معايير التشغيل.

وساهم مشروع مصفاة الدقم الذي يحمل العلامة التجارية (أو كيو 8) في خلق المزيد من الفرص الوظيفية للشباب الكويتي والعماني، كما أصبح وجهة جاذبة لتطوير جيل واعد من القياديين بالقطاع النفطي في البلدين.

ومنذ تأسيس هذه الشراكة بين البلدين شهدت منطقة الدقم الاقتصادية ازدهارا كبيرا لتصبح من أهم المدن الصناعية في منطقة الخليج العربي والعالم.