بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولة إقليمية جديدة من السعودية، تهدف إلى ضمان تجاوز العقبات بشأن «مبادرة باريس»، التي تتضمن وقفاً للحرب الإسرائيلية المتواصلة ضد غزة منذ 4 أشهر، وإبرام صفقة تبادل للمحتجزين، في ظل خلافات سياسية محتدمة بإسرائيل، وتردد من جانب «حماس» في قبول المقترح «دون الحصول على ضمانات» إقليمية.
وشدد بلينكن، قبيل زيارته الخامسة للمنطقة، والتي تشمل إلى جانب السعودية كلا من إسرائيل ومصر وقطر، لدفع جهود إنجاح المبادرة التي صيغت خلال اجتماع عقده كبار المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين والمصريين والقطريين في باريس يناير الماضي، على ضرورة «الاستجابة بشكل عاجل للاحتياجات الإنسانية في غزة».
وتأتي جولة بلينكن غداة إعلان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن التطبيع بين السعودية وإسرائيل، والسلام في الشرق الأوسط، هو الحل الملائم لجميع الأطراف، وسط حديث متكرر عن صفقة إقليمية كبيرة تتضمن التطبيع بين السعودية وإسرائيل، مقابل اعتراف الأخيرة بحل يشمل إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة.
كما تأتي وسط تصاعد حدة الخلافات العلنية بين إدارة الرئيس الأميركي الديموقراطي جو بايدن وحكومة بنيامين نتنياهو، إذ سربت صحيفة بوليتيكو، نقلا عن أشخاص تحدثوا مع الرئيس الأميركي، أن بايدن وصف في حديث مغلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه «رجل سيئ لعين»، يسعى إلى جر واشنطن إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط، تخفف عنه الضغوط الداخلية، وتسمح له بمواصلة حرب غزة.
لكن المتحدث باسم بايدن، أندرو بيتس، سارع إلى نفي أن يكون الرئيس الأميركي قد أشار على الإطلاق إلى نتنياهو بهذه الطريقة وقال: «الرئيس لم يقل ذلك، ولن يفعل ذلك»، مضيفاً أن «العلاقة مستمرة منذ عقود، وتتسم بالاحترام في العلن وغير العلن».
تردد «حماس»... وإسرائيل
وفي حين تتزايد الضغوط الخارجية والداخلية على نتنياهو، لدفعه من أجل إبرام صفقة التبادل التي ترمي إلى إطلاق سراح نحو 136 إسرائيليا، مع تعليق القتال لمدة قد تمتد إلى 4 أشهر، قال نتنياهو في اجتماع مع حزبه اليوم أنه «لن يقبل» مطالب حماس لإطلاق سراح الرهائن، مضيفاً أن الحرب تحتاج ان تستمر عدة أشهر.
على الجهة المقابلة، قال القيادي في «حماس» أسامة حمدان إن «ورقة الإطار»، المنبثقة عن محادثات باريس، لا تزال تحت الدراسة، نافياً تقارير أفادت بأن الحركة رفضت الورقة، وذلك ضمن الأطر القيادية ومع الفصائل الفلسطينية الأخرى، ولفت إلى أن الحركة لديها ملاحظات جوهرية، خاصة فيما يتعلق بـ«وقف شامل للعدوان، ووجود ضمانات دولية لذلك».
ميدانياً، قتل 128 شخصا، معظمهم نساء وأطفال، في القصف الإسرائيلي ليل الأحد الاثنين على عموم مناطق القطاع. وفي وقت سمع دوي قصف مدفعي في مناطق شرقي رفح، الملاصقة للحدود المصرية، والمكتظة بنصف سكان القطاع، البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، بعدما نزحوا جراء العمليات العسكرية في شمال غزة، كشفت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية أن التهديدات المصرية من توجه الجيش الإسرائيلي إلى اجتياح المدينة، وإعادة احتلال الشريط الحدودي بـ«محور فيلادلفيا»، بلغت مبلغ «تعليق اتفاق السلام» في حال أصرت الدولة العبرية على المضي في خطواتها التي تنبئ بتدفق غير مسبوق للغزيين اللاجئين إلى سيناء.
إلى ذلك، حذر ملك الأردن عبدالله الثاني، ورئيس الإمارات محمد بن زايد، من تداعيات استمرار حرب غزة، مؤكدين ضرورة وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية. وذكر بيان أردني أن اللقاء، الذي تم في إطار زيارة خاطفة، غير معلنة مسبقا، أجراها بن زايد للمملكة اليوم، تناول التنسيق المستمر والجهود المبذولة لوقف الحرب.
من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد عبدالرحمن أن بلاده ستواصل دعمها لـ«أونروا»، خلال استقباله مفوض الهيئة المعنية بغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني، الذي يقوم بجولة خليجية، بعدما أعلنت 17 دولة والاتحاد الأوروبي تعليق تمويلهم للوكالة، بسبب مزاعم إسرائيلية عن ضلوع بعض موظفيها في هجوم «طوفان الأقصى».