الأردن لملامسة تاريخ «أمم آسيا» وكوريا لتحديث الماضي
في نصف نهائي الكأس لكرة القدم اليوم
يأمل منتخب الأردن مواصلة كتابة التاريخ في كأس آسيا لكرة القدم المقامة حاليا في قطر، عندما يلتقي كوريا الجنوبية اليوم الثلاثاء في نصف النهائي على استاد أحمد بن علي.
وكان الأردن حقق سابقة ببلوغه المربع الذهبي للمرة الأولى بتغلبه على طاجكستان بهدف وحيد، لكنه لا يريد التوقف عند هذه النقطة، وقال مدربه المغربي حسين عموتة: «هدفنا الأول كان العبور إلى الدور ربع النهائي، حيث سبق للمنتخب الأردني الوصول إلى هذه المرحلة من قبل، ومع تواصل مشوار الفريق في كل مرحلة، بدأ اللاعبون اكتساب المزيد من الثقة وظهر التناغم أكثر في المجموعة ونطمح إلى المزيد».
وتابع عموتة: «سنرى في المباراة المقبلة إن كان بإمكاننا الوصول إلى المباراة النهائية من البطولة، علينا التركيز على كل خطوة نسير فيها، ويجب الاستفادة دائماً من الأخطاء وتجهيز اللاعبين كافة بشكل تام للمباريات، ولدينا العزيمة والإصرار على المواصلة في الطريق الصحيح».
ويغيب عن النشامى المدافع سالم العجالين، والمهاجم علي علوان، بسبب تراكم الإنذارات، بينما يعود للتشكيلة الأساسية لاعب الوسط نزار الرشدان الذي غاب عن مباراة طاجكستان في ثمن النهائي.
ويراهن عموتة على الثلاثي المؤلف من مهاجم الأهلي القطري يزن النعيمات، الذي سجل للنشامى هدفين وساهم في صناعة هدفين، إلى جانب موسى التعمري، جناح مونبلييه الفرنسي صاحب هدفين، ومحمود مرضي، وكلاهما سجل هدفين في البطولة حتى الآن أيضا.
أما قلب دفاع الأردن يزن العرب فكان لسان حاله مماثلا بقوله: «نحن فخورون بهذا الإنجاز التاريخي بوصولنا للمرة الأولى إلى الدور قبل النهائي، ما تحقق لم يأت من فراغ، بل جاء بعد عمل جماعي شاق جدا، ونأمل أن نواصل مشوارنا بنجاح»، وأضاف: «بذل الجهاز الفني، بقيادة المدرب حسين عموتة، جهودا كبيرة في إعداد المنتخب، ونحن مستمرون في هذه المغامرة الرائعة، وطموحاتنا بدأت تتعاظم أكثر من أجل تحقيق إنجاز غير مسبوق لكرة القدم الأردنية».
أما عبدالله نصيب، الذي ساهم في بلوغ نصف النهائي، فقال «أعيننا شاخصة نحو الكأس. ما حققه المنتخب الأردني في هذه البطولة يؤكد أنه لا يوجد أي مستحيل».
والتقى المنتخبان في دور المجموعات بهذه النسخة في مباراة شهدت تقدم الأردن 2-1 حتى الوقت بدل الضائع، قبل أن يسجل مدافع الأخير يزن العرب هدفا عكسيا منح التعادل لكوريا الجنوبية.
كوريا والبحث عن اللقب
في المقابل، اقتربت كوريا من وضع حد لصيام عن اللقب دام منذ نسخة عام 1960 عندما توجت مرة ثانية توالياً، بعد فوزها الدراماتيكي على أستراليا 2-1، إثر انتزاعها التعادل في الوقت بدل الضائع لتفرض وقتاً إضافياً سجلت خلاله هدف الفوز بواسطة قائدها هيونغ مين-سون نجم توتنهام الإنكليزي.
وأكد سون تصميمه على إحراز اللقب القاري الذي طال انتظاره بالقول: «هناك أربعة منتخبات متبقية هنا في الدوحة، ومن هذه المنتخبات سيقوم واحد فقط برفع كأس البطولة، وأنا أريد أن أقاتل من أجل هذه الكأس»، وتابع: «هدفي في هذه البطولة وهدفنا كفريق هو إحراز اللقب، وهذا كل ما كنا نفكر فيه، وأنا سعيد لأننا اقتربنا من تحقيق طموحنا».
وعن صعوبة مهمة فريقه بعد أن خاض وقتاً إضافياً مرتين في الأدوار الاقصائية ضد السعودية ثم أستراليا، قال: «إنها المرة الأولى في مسيرتي التي أخوض فيها 120 دقيقة في مباراتين توالياً. الأمر ليس سهلاً على الإطلاق، ولكن الروح التي يظهرها اللاعبون تجعلنا نتماسك مع بعض، ويمكنني القول بكل ثقة إن قوتنا تكمن في روح الفريق الواحد».
واستطرد: «الأمر يعتمد على التركيز الذهني. التعب أو الإرهاق، لا يجب أن يكون هناك أي أعذار، نحن سنواصل من أجل الفوز بلقب البطولة والعودة بها إلى بلدنا».
وسيفتقد المنتخب الكوري الجنوبي قطب دفاع بايرن ميونيخ الألماني كيم مين جاي لتراكم الإنذارات.
وكانت المرة الأخيرة التي بلغت فيها كوريا الجنوبية المباراة النهائية في نسخة أستراليا، وخسرت أمام الدولة المضيفة 1-2 بعد التمديد، في مباراة شارك فيها سون وسجل هدف منتخب بلاده في الوقت بدل من الضائع أيضاً.
عموتة: نحتاج إلى مجهودات المجموعة كلها
حثّ مدرب منتخب الأردن، المغربي حسين عموتة لاعبي فريقه على بذل الجهود والكفاح في مواجهة كوريا الجنوبية اليوم الثلاثاء في نصف نهائي كأس آسيا لكرة القدم، إذا ما أرادوا بلوغ المباراة النهائية.
وقال عموتة، في المؤتمر الصحافي المخصّص للمباراة أمس الاثنين «يتعين علينا أن نتعب كثيراً وأن نكافح كثيراً لتخطي عقبة كوريا الجنوبية».
وتابع: «يتعين على اللاعبين التركيز بشكل كبير لتحقيق نتيجة مشرفة. نحتاج إلى مجهودات المجموعة كلها».
واعتبر أن خوض كوريا الجنوبية الوقت الإضافي مرتين في الأدوار الإقصائية أمام السعودية (فازت بركلات الترجيح) ثم أمام أستراليا (فازت خلال التمديد)، لا يعني شيئاً، فالمنتخب الكوري يملك إمكانيات هائلة جداً من الناحية الذهنية والفنية والبدنية. لاعبوه تعودوا على اللعب في فترات زمنية متقاربة في أنديتهم، وبالتالي لا أعتقد أنه سيعاني من هذه الناحية.
وتطرق إلى الإصابة الطفيفة التي تعرض لها نجم الفريق جناح مونبلييه الفرنسي موسى التعمري أواخر المباراة ضد طاجيكستان في ربع النهائي بالقول: «ارتاح التعمري في اليومين الأخيرين لأنه مجهد، وسيكون حاضراً في التدريبات اليوم وجاهزاً لخوض المباراة».
وتابع «نعوّل كثيراً على الحضور الجماهيري لمؤازرة المنتخب كما حصلنا في المباريات السابقة». وعن الانتقادات التي واجهها قبل انطلاق البطولة القارية قال عموتة: «صراحة لا أبالي بما يقوله الناس والإعلام. أنا أؤمن بالعمل الذي أقوم به من خلال الجدية في العمل، أخذ القرارات الصحيحة وإعطاء الفرصة لمن يستحق».
كلينسمان: اللاعبون متحمسون ومتعطشون
قال مدرب كوريا الجنوبية، الألماني يورغن كلينسمان، في المؤتمر الصحافي المخصص للمباراة أمس الاثنين، إن لاعبيه «متحمسون لخوض نصف النهائي. نحن متعطشون وجاهزون بدنياً، الأجواء إيجابية داخل المنتخب لكننا نتوقع مباراة صعبة».
وعن نصيحته للاعبين قبل خوض نصف النهائي، من خلال خبرته الكبيرة كلاعب عاش هذه التجربة سابقا، ذكر: «المحافظة على الهدوء والتطلع قدماً، ومحو جميع الأمور السلبية وما يقرأونه في الصحف، هذه المجموعة تملك الخبرة وتملك العطش للذهاب إلى المباراة النهائية. يتعين عليهم أن يشعروا بحالة ذهنية عالية وبثقة عالية».
وأردف: «أنا فخور بتدريب هذا الفريق وأخوض تجربة رائعة أولى في كأس آسيا. أريد نقل عدوى خبرتي للاعبي فريقي»، متابعا: «نحن نقترب من نهاية الماراثون ونريد اجتياز خط النهاية متوجين باللقب».
وأعرب لاعب وسط المنتخب ونادي النجم الأحمر الصربي هوانغ إن-بيوم عن أمله أن تسفر جميع الأوقات الدرامية التي عاشها الفريق في الأدوار الإقصائية وفي دور المجموعات عن نهاية سعيدة لفريقه في البطولة، وأشاد بالتضحيات الكبيرة التي يبذلها كل فرد في الفريق لتحقيق الهدف الأهم والتتويج باللقب.
وتلهث كوريا الجنوبية وراء أول لقب قاري لها منذ 64 عاما، علما أنها بلغت المباراة النهائية للمرة الأخيرة في نسخة أستراليا عام 2015، وخسرت أمام الدولة المضيفة 1-2 بعد التمديد.