تحذير حوثي للأوروبيين... وضربة لحلفاء أميركا بسورية
إيران تتعهد بالرد على أي هجوم... والصين تدين «انتهاك» واشنطن سيادة بغداد ودمشق
رغم تلقيهم المزيد من الضربات الأميركية والبريطانية، حذرت جماعة «أنصار الله» الحوثية، التي تسيطر على مساحات واسعة من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، إيطاليا من أنها «ستصبح هدفاً إذا شاركت بالعدوان على اليمن»، وذلك بعد إعلان روما أنها ستقود المهمة البحرية للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر.
وقال محمد الحوثي، رئيس «اللجنة الثورية» لجماعة «أنصار الله» المدعومة من إيران، لصحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية إن «مشاركة إيطاليا بالعدوان الأميركي- البريطاني ستعتبر تصعيداً وعسكرة بحرية».
وكان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، شدد على أن المهمة، التي سيقودها أميرال إيطالي وستبدأ منتصف الشهر الجاري، هدفها حماية السفن التجارية واعتراض الهجمات، لكنها لن تشارك في الضربات ضد الحوثيين.
ونصح الحوثي روما والأوروبيين بالبقاء على الحياد والضغط على إسرائيل لوقف الحرب أيضاً بزيادة الضغط على المسؤولين عن الفظائع في غزّة»، مؤكداً أن عمليات الحوثيين في البحر الأحمر «تهدف إلى وقف العدوان ورفع الحصار، وأي مبرر آخر للتصعيد من جانب الأوروبيين غير مقبول».
وكرر المسؤول الحوثي ما تريده جماعته منذ بدء هجماتها في البحر الاحمر بأنها لا تستهدف إلا السفن المتجهة إلى إسرائيل أو المملوكة منها.
إلى ذلك، قال الحوثي إنه إذا أرسلت الولايات المتحدة قوات الى اليمن «فستواجه تحديات أكثر صعوبة من أفغانستان وفيتنام».
جاء ذلك، فيما أعلنت جماعة الحوثي أمس شن الولايات المتحدة وبريطانيا 15 غارة جوية على معقلها في محافظة صعدة ومحافظة الحديدة.
وأوضح مصدر عسكري أن «العدوان الأميركي البريطاني شن 4 غارات شرق مدينة صعدة، واستهدف بـ8 غارات منطقة رأس عيسى، و3 غارات في مناطق متفرقة من الزيدية بالحديدة.
وأفادت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين عن وقوع غارات أميركية بريطانية على منطقة الكثيب بمحافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر.
وبعد يوم من توجيه القوات الأميركية والبريطانية 48 غارة على صنعاء، و5 محافظات أخرى خاضعة لسيطرة الحوثيين، أعلنت القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم) أمس تنفيذ ضربات جوية جديدة استهدفت 5 صواريخ كروز معدة للإطلاق، أحدها مصمم للهجوم البري، والأربعة الآخرون لاستهداف السفن.
وبيّنت «سنتكوم» أنها «حددت الصواريخ في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وقررت أنها تمثل تهديدا وشيكا على سفن البحرية الأميركية والسفن التجارية في المنطقة».
مباحثات مع مصر
في سياق متصل، قال أحمد عوض بن مبارك، وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها، إن «محاولات الميليشيات الحوثية الإرهابية إعلان مساندتها للشعب الفلسطيني لا تعدو أن تكون محاولة يائسة لتغطية جرائمها وانتهاكاتها بحق الشعب اليمني، وتنفيذا للأجندات الإيرانية المشبوهة في المنطقة».
جاء ذلك خلال لقاء بن مبارك أمس بالسفير المصري لدى اليمن أحمد فاروق، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفقاً لبيان وزارة الخارجية.
وزير خارجية اليمن: إعلان الحوثيين مساندتهم للشعب الفلسطيني محاولة يائسة لتغطية جرائمهم وتنفيذ الأجندات الإيرانية
وأشار بن مبارك خلال اللقاء، إلى الأوضاع في البحر الأحمر، والتداعيات الأمنية والاقتصادية والجيوسياسية على المنطقة عموما، «نتيجة القرصنة التي تمارسها الميليشيات الحوثية».
بدوره، أشار السفير المصري إلى التحضيرات التي تمت لانعقاد لجنة الحوار الاستراتيجي بين البلدين، مؤكدا أهميتها لتبادل وجهات النظر إزاء العديد من القضايا والمستجدات الحالية.
وجدد السفير المصري موقف بلاده الثابت والداعم للحكومة الشرعية وللجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار على كامل التراب اليمني.
هجمات في سورية
وفيما قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، ومستشاره للامن القومي جيك سوليفان، إن الجيش الاميركي سيقوم بضربات انتقامية اخرى في سورية والعراق، رداً على مقتل 3 جنود أميركيين بقاعدة «البرج 22» في الأردن الأسبوع الماضي، قتل 7 من قوات سورية الديمقراطية (قسد) أمس في قصف بطائرة مسيّرة استهدف أكبر القواعد الأميركية في سورية الموجودة بحقل العمر النفطي بدير الزور.
وأفاد المرصد السوري بأن الهجوم، الذي تبنّاه ائتلاف «المقاومة الإسلامية في العراق»، استهدف قسماً تابعاً لقوات المهام الخاصة التي يقودها الأكراد داخل حقل العمر، ما أوقع 7 قتلى ونحو 18 جريحاً في صفوفها.
وأكدت «قسد» وقوع «هجوم إرهابي بطائرة انتحارية» استهدف «أكاديمية للتدريب» في حقل العمر، مؤكدة «حقنا في الردّ العسكري المناسب على مصدر الهجوم».
إيران
ورداً على عدم استبعاد مستشار الأمن القومي الاميركي جيك سوليفان شن ضربات داخل أراضيها، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أمس أن «الجمهورية الإسلامية لن تتردد في استخدام إمكانياتها لتوجيه رد يجعل المعتدين يندمون»، وأضاف: «لقد لمس الآخرون هذه الإمكانية والقوة بالفعل وسيفكرون ملياً قبل القيام بأي تصرف سيء». الى ذلك، قال كنعاني إن المحادثات المباشرة مع الولايات المتحدة بشأن القضايا الإقليمية ليست ضرورية، كاشفاً أن ايران نقلت رسالتها إلى واشنطن عبر وسطاء.
الصين
إلى ذلك، وقبيل اجتماع لمجلس الأمن دعت اليه موسكو حول الضربات الأميركية في العراق وسورية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، أمس، إن بكين تعارض انتهاك الولايات المتحدة سيادة العراق وسورية، مؤكداً ضرورة احترام أمن وسيادة وسلامة الدول.
وقال ون بين إنّ «سورية والعراق دولتان ذات سيادة، والصين تعارض أي أعمال تنتهك ميثاق الأمم المتحدة، وكذلك سيادة أراضي الدول الأخرى وأمنها».
وأضاف أنّ «الوضع حالياً في الشرق الأوسط معقد وحساس، وتدعو الصين الأطراف المعنية إلى الالتزام بالقانون الدولي على النحو الواجب، والحفاظ على الهدوء وضبط النفس، وتجنب المزيد من تصعيد التوترات الإقليمية، أو حتى خروجها عن نطاق السيطرة».