تفيد المعلومات بأن المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين حول شؤون الطاقة، الذي يؤدي دور الوسيط في مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل ولبنان، حقق خروقات متعددة بشأن الأوضاع على الحدود الجنوبية للبنان التي تشهد مواجهات محدودة بين حزب الله وإسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي.

وكانت وسائل إعلام عبرية ذكرت أن الاقتراح الآخذ في التبلور بوساطة أميركية يتضمن ثلاث مراحل، الأولى: اتفاق مؤقت يتضمن انسحاب قوات حزب الله لمسافة من 8 إلى 10 كيلومترات من المناطق القريبة من الحدود مع إسرائيل، والثانية: العمل على زيادة انتشار قوات الأمم المتحدة والجيش اللبناني في المنطقة، والثالثة: عودة السكان الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم في شمال إسرائيل وجنوب لبنان.

Ad

وأضافت أن الإطار يتضمن أيضا محادثات حول ترسيم حدود برية فعلية بين إسرائيل ولبنان، وتوفير حوافز محتملة بقيادة أميركية لبيروت، لكي توافق على الاتفاق. وذكرت «القناة 12» أن إسرائيل قبلت مبدئيا هذا الإطار، في انتظار التطورات بشأن اتفاق منفصل تتوسط فيه قطر ومصر لوقف القتال في غزة وإطلاق سراح رهائن تحتجزهم «حماس» في غزة.

وفيما يتواصل هوكشتاين مع المسؤولين اللبنانيين تحضيراً لإجراء زيارة إلى بيروت يبحث فيها مقترحات تفصيلية، علمت «الجريدة» أن المبعوث الأميركي استقبل في واشنطن عشية زيارته إلى تل أبيب وفداً نيابياً لبنانياً برئاسة نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب وجرت مفاوضات واضحة، شدد فيها بوصعب على أنه لا لبنان ولا حزب الله يريدان الذهاب إلى حرب، لكن وحده وقف النار في قطاع غزة يمكنه تكريس التهدئة في جنوب لبنان، حتى يتم توفير الأمن والاستقرار لإعادة السكان من الجهتين إلى منازلهم.

وبحسب ما تقول مصادر متابعة، فإن أجواء حزب الله أصبحت واضحة جداً لدى الأميركيين، والرسالة الأساسية أن الحزب لا يريد التصعيد، ولا نية لديه بالانخراط في حرب واسعة، لكن لا مجال لوقف عملياته فيما تستمر الحرب في غزة.

ونقل هوكشتاين هذه الأجواء الى إسرائيل التي تستعد لاستقبال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في إطار المفاوضات المكوكية التي تخوضها الدبلوماسية للتوصل إلى هدنة في غزة، فيما يركز هوكشتاين على تأمين الشروط لتشمل الهدنة الحدود اللبنانية أيضاً.

وعلى وقع هذا التقدم الذي تحققه المفاوضات والمساعي الديبلوماسية، يسجل تراجع كمي ونوعي في مستوى العمليات العسكرية والمواجهات في جنوب لبنان حيث انخفض عدد العمليات العسكرية التي يشنها حزب الله ضد مواقع عسكرية إسرائيلية، وعمل الحزب على حصر هذه العمليات في منطقة مزارع شبعا وهي الأراضي المحتلة التي تبرر له القيام بهذه العمليات في سبيل تحريرها، ولم تعد المواجهات قائمة على طول الخط الحدودي من القطاع الغربي في الناقورة الى القطاع الشرقي.

كذلك فإن الإسرائيليين خفضوا من منسوب عملياتهم وحصروا نطاق المواجهات ضمن المناطق الحدودية الأمامية، فلم يحصل أي توسع في العمليات إلى ما يتعدى مسافة الـ 10 كيلومترات، كما أن عمليات الاغتيال لكوادر الحزب قد توقفت.

جاء ذلك، بعد أن بحث وفد عسكري بريطاني زار لبنان مع قائد الجيش جوزيف عون مقترح بريطانيا لإقامة أبراج مراقبة على طول الحدود الجنوبية شبيهة بتلك التي نصبت في البقاع لحفظ الحدود مع سورية، خصوصاً من خطر «داعش». وبحسب المعلومات، اقترح البريطانيون أن يبدأ العمل من منطقة الناقورة قرب المقر الرئيسي لقوات «يونيفيل» وفي نقطة مشرفة على البر والبحر، وذلك أيضاً لحماية مسار ترسيم الحدود البحرية وعدم حصول اي اختراقات. عملياً، فإن لبنان لم يمانع الاقتراح البريطاني، لكنه اشترط أولاً أن تكون السيطرة الكاملة عليها للجيش اللبناني، وثانياً وضع الأبراج على الحدود الدولية وليس على الخط الأزرق، لأن هذا يجب أن يكون مرتبطاً بانسحاب اسرائيل من النقاط المتنازل عليها والعودة إلى حدود العام 1923.

كما تواصل فرنسا أيضاً تحركاتها انطلاقاً من اقتراحها لإعادة احياء اللجنة الخماسية الخاصة بتفاهم أبريل الذي أنهى حرب عناقيد الغضب، على أن تضم الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل ولبنان ويجري البحث في ضم دولة عربية إليها بعد استبعاد سورية من صيغة عام 1995. وسيكون هذا الاقتراح بين عناوين زيارة وزير الخارجية الفرنسي الجديد ستيفان سيجورنيه إلى بيروت ضمن جولته في المنطقة.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس، لنظيره الفرنسي إن «الوقت ينفد» للتوصل إلى حل دبلوماسي في جنوب لبنان، مضيفا أن «إسرائيل ستتحرك عسكريا لإعادة المواطنين الذين تم إخلاؤهم من منازلهم» إلى منطقتها الحدودية الشمالية في حال عدم التوصل إلى حل دبلوماسي لوضع حد للعنف، حسبما جاء في بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية.