بعد إعلان أسمائهم، عبَّر الفائزون بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية لعام 2023 عن سعادتهم بهذا التتويج، الذي يؤكد حرص الكويت على دعم المبدعين وتشجيعهم في شتى المجالات، معتبرين هذا التكريم أهم تقدير حصلوا عليه، لأنه تكريم من الدولة.

«الجريدة» رصدت مشاعر المكرَّمين، والتي جاءت كالتالي:

Ad

بداية، أعرب الفنان محمد جابر العيدروسي عن سعادته التي لا توصف بحصوله على جائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون المسرحية، تقديرا لإسهاماته البارزة ودوره الرائد في الحركة الفنية والمسرحية في الكويت.

وأكد أنه تلقّى الخبر مساء الأحد الماضي، ولم يستطيع النوم من فرط سعادته، لأنها الجائزة الأكبر بالدولة ولا تعتبر تقديرا عاديا، بل أهم تقدير يمكن أن يحظى به فنان من دولته التي أفنى حياته في خدمتها على مستوى الفن والمسرح، مضيفا أنها جعلت من عام 2024 محطة مضيئة في حياته لا تنسى.

وحول المباركين قال العيدروسي: «أول من هنأني هو وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري، الذي اتصل بي وبارك لي على هذا التكريم، ومن هنا أتوجه له بجزيل الشكر والتقدير وأقول له: كفّيت ووفيت، كما أشكر الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، د. محمد خالد الجسار، وأقول له ما قصّرت معي، والشكر لكم جميعا».

وأضاف جابر أن هاتفه لم يتوقف منذ يومين من شدة محبة زملائه وجمهوره له، فالجميع يهنئه ويبارك له الحصول على هذا التكريم الرائع، مشيرا إلى أنه توقّع وتمنّى الحصول على جائزة الدولة منذ سنوات، ولكن «كل تأخيرة وفيها خيرة»، لتأتي الجائزة في وقتها الذي قدّره الله، وهو بالتأكيد وقتها المناسب، ومؤكدا أنه حاول على مدار عقود أن يجتهد في مسيرته الفنية ليليق فنه بجمهوره ودولته الحبيبة للكويت التي تستحق من جميع أبنائها الإخلاص والتفاني في العمل.

ثقافة التنوير

بدورها، قالت د. نورية الرومي، التي حازت جائزة الدولة التقديرية: «فاجأنى وزير الإعلام بتحيته الصباحية وخبر فوزي بجائرة الدولة التقديرية، فلم أستطع شكره كما ينبغى، من شدة المفاجأة، فقد أسعدنى اتصاله شخصيا، وأفرحني خبر فوزي بجائزة الدولة التقديرية، وغمرني شعور بأن الكويت تقدّر جهد أبنائها، وأن المجلس الوطني برئاسة وزير الإعلام والأمين العام للمجلس الوطنى للثقافة وأعضاء لجنة جائرة الدولة التقديرية بالمجلس حريصون على ثقافة التنوير بالكويت بتقدير مجالاتها العلمية الأكاديمية وفنونها المختلفة، وشكرى العميق لهم جميعا وللزملاء التهنئة الصادقة بفوزهم بها».

صعوبات وتحديات

وقال المخرج محمد سامي العنزي، الذي حاز جائزة الدولة التشجيعية في مجال الإخراج التلفزيوني، إنه تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الإعلام يبلغه بالحصول على الجائزة، ويهنئه، وأنه ظل بعد المكالمة لدقائق مبتسما صامتا يحاول «استيعاب هذا الخبر السعيد الذي فاجأة بشكل لا يُوصف».

وأضاف العنزي أنه فور تلقيه الخبر شعر بأن 20 عاما من العمل الفني والتلفزيوني مرت أمام عينه بما تضمّنته من صعوبات وتحديات ومشاكل، لكنّ الحصول على الجائزة بدّد كل هذه المصاعب، وجعلها كأن لم تكن، مؤكدا أن أهم ما يميّز الجائزة بالنسبة له أنه لم يكن يتوقعها بنسبة تتجاوز الـ 50 بالمئة، وأنه ليس على علاقة بأي من أعضاء اللجنة، ولا يعرفهم ولا يعلم شيئا عن القائمين على الجائزة، ولذلك فإن الشعور بالتقدير كان صادقا إلى أبعد حد.

وأوضح أن حصوله على جائزة تحمل اسم دولة الكويت شعور لا يقدر، لأنه حصل على تكريمات بالعديد من الدول العربية، كالقاهرة وتونس والمغرب وأبوظبي ودبي، مضيفا: «كان فيني غصّة أنني لم أكرّم من بلدي الكويت، ورغم حصولي على جائزة مهرجان «المبدعون» المحلي، فإن جائزة الدولة شيء آخر بكل المقاييس، لأنها تحمل اسم بلدي».

وأشار إلى أنه دخل المجال الفني في عمر 20 عاما، واستمر عمله به لـ 20 عاما أخرى، قدّم خلالها العديد من الأعمال الدرامية التاريخية المهمة، ربما أشهرها مسلسلات خالد بن الوليد، وأحمد بن حنبل، وفتح الأندلس، متوجها بالشكر إلى كل من شاركه هذه الفرحة، وكان أول المهنئين زوجته ووالدته، ثم تلقى التهاني من زملائه بالوسط الفني على مدار الساعات الماضية.

الجودة الفنية

من جهتها، قالت الفنانة غادة السني: «بداية أتوجه بالشكر الجزيل لوزير الإعلام على هذا التكريم، وأيضا الشكر للأمين العام للمجلس الوطني للثقافة على هذا الاختيار الذي يعنى لي الكثير»، لافتة إلى أن هذا التكريم كان عبارة عن فرحة استثنائية كبيرة، لأنه سيرفع لديها الحس الفني، وأن تكون ذات مسؤولية في تقديم جميع الأعمال المهنية القادمة، وأنها دائما سترتقي إلى المستوى المطلوب، ومضيفة أنها ستكون على قدر المسؤولية، وستحافظ على مستوى الجودة في الإخراج الفني، مبينة أن الجائزة جاءت ثمرة تعب ومجهود، ووصفت التكريم بأنه جميل، وقالت: «شكراً لدولتي الحبيبة الكويت على هذا التكريم الذي أعتبره وساماً على قلبي وفي حياتي».

جوائز مهمة

بدوره، قال د. عبدالمحسن القحطاني: «سعيد بالجائزة، لكونها من الجوائز المهمة في الدولة، ولكون الذي منحها الدولة، وهذا جعلني أفرح أن الدولة تكرّم أبنائها، وهذا شيء طيب، الحمد لله. الأمر الآخر أن التكريم جاء بعد إنجاز، فتحسّ بالرضا على أن هذا الإنجاز لاقى استحسانا عند المجلس الوطني، وعند المحكّمين الذين قاموا بتحكيم الكتاب وتقييمه، وعند القراء كذلك».

أما بخصوص العمل الفائز، فيقول القحطاني إنه كتاب أجنبي من الكتب المهمة، لافتا إلى أنه عمره أكثر من 30 عاما، وطُبع أكثر من طبعة، أما طبعته الحالية باللغة الإنكليزية فهي الخامسة، وقد ترجمه إلى «العربية»، مبينا أن الكتاب يتكلم عن نظريات القيادة والإدارة في التربية، ومعلقا «الحمد لله لاقى استحسان المهتمين، وهذا شجعني أن أقدمه لجائزة الدولة التشجيعية، والحمد لله فزنا بها». وشكر الجميع قائلا: «للأمانة أشكر بعد الله سبحانه وتعالي كل من وقف معي وساندني في إنجاز هذه الترجمة، وأخص بالذكر والدتي وزوجتي، كانوا أكبر داعم لي أثناء الإعداد وترجمة العمل».

التأليف الموسيقي

من جانبه، قال د. حامد الكوت: «سعيد بتشريفي وفوزي بجائزة الدولة التشجيعية في مجال التأليف الموسيقي، والتي تعتبر حافزا لي وللمهتمين بهذه المجالات للاستمرار في العمل وتقديم أكثر من الأعمال، كما أسعدني أكثر اهتمام الوزير المطيري وتهنئته الشخصية لي ولزملائي، والتي تعبّر عن مدى اهتمامه ودعمه لأبناء الوطن وتشجيعهم، كما أشكر المجلس الوطني للثقافة على هذه الجائزة، وتحفيز أبناء الوطن على تحقيق طموحاتهم، وأشكر اللجنة القيّمة على اختيار العمل وتشريفي بالاختيار».

أما بالنسبة للعمل، فيقول د. الكوت إنها عبارة عن مؤلفة موسيقية آلية بعنوان صراح النفس، لافتا إلى أن فكرتها هي تمثيل لما يكون بداخل الإنسان من صراعات نفسية يحاول أن يتغلب عليها، ويخرج من دائرة الإحباطات النفسية التي تتملكنا في كثير من الأحيان، ومبينا أنه يطمح إلى أن تكون هذه الجائزة بداية للأفضل والمزيد من الأعمال التي أتمنى أن تثري الإنتاج الفني بدولتنا العزيزة الكويت.